محمد الحساني..الأدعياء استفادوا من مكة.. ولم يقدموا لها شيئاً

 

من فيض.. من دواخــــل الأســمــاء الــتي يـسـتـضيفها هذا الفضاء، نحاول مقاربة جوانب مخزونها الثقافي والمعرفي، واستكناه بواطنها لتمطر، ثم تقديمها إلى الناس، مصطحبين تجاربهم، ذكرياتهم، ورؤاهم في الحياة ومن حولهم، وذلك على شاكلة أسئلة قصيرة وخفيفة في آن.

منذ رعشة الرماد والشعر يسأل عن كاتبنا الذي اختار السفر إلى مطلع الشمس بحثا عن المعرفة والتجربة والحقيقة، ولكنه اختار في النهاية المفردة الساخرة ليعبر فيها عن وجع الشعراء حين يتجاوزون للإنسان والواقع. محمد الحساني الموعود بالشعر والسفر يستعيد ملامح الأمس ومشارف المستقبل ويرفض أن يكون جمادا لا يتغير.


• الرحلات.. بحث عن المختلف وتنقيب عن الآخر ما هي الرحلة الأهم في حياتك؟
- إذا كان المقصود بالسؤال رحلات السفر إلى دول العالم فإنني سافرت لمعظمها في قاراته الخمس وكانت أهم رحلة إلى نيوزلندا حيث بداية مطلع الشمس على العالم من الجزيرة الجنوبية فيها، ولست أدري إن كان ذلك الموقع هو الذي وقف عليه ذو القرنين قبل آلاف السنين حسب ما ورد في القرآن الكريم أم أنه موقع آخر ولكن الشمس تشرق هناك قبل شروقها في مكة المكرمة بتسع ساعات وقبل شروقها في أمريكا بسبع عشرة ساعة، ونيوزلندا نفسها بلاد عجيبة عدد سكانها لا يصل إلى خمسة ملايين نسمة وفيها من الخراف ما يزيد عن سبعة عشر مليون خروف غير الأبقار والبعران.. وهي من أكبر الدول إنتاجا للألبان ومشتقاتها وفيها شركة أغذية ميزانيتها السنوية تساوي ميزانية بعض الدول النفطية وليس فيها شحاذ واحد سواء كان مواطنا أم مهاجرا مقيما فيها، والخروف بثلاثين دولارا نيوزلنديا أي بنحو تسعين ريالا، أما البعران المتوحشة المهملة فيتم إبادة مليون منها سنويا فأين منها جماعة المزايين؟ وأما إن كان المقصود بالسؤال رحلة العمر فإنها رحلة معبأة بالذكريات والآلام والآمال والمواقف .. لا يسعها كتاب مجلد فكيف يمكن أن يسعها سؤال عابر؟!

• ماذا يعني لك المطر، البحر، الشجر، والحجر؟
- المطر هو مصدر الحياة والنماء كما أراده الله فإذا نزل من السماء على الأرض اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج، أما البحر فإنه يعني العمق والسعة والغموض والخطر والخير واللحم الطري والحلية الملبوسة وهو بئر أسرار وحكايات محار وموعد مفتوح من الترحال والأشعار، أما الشجر فإنه الثمرة والغذاء والظل الظليل:
نزلنا دوحة فحنا علينا
حنو المرضعات على الفطيم
وأما الحجر فإنه يعني القسوة النسبية التي تكون أحيانا أقل قسوة من قلوب غليظة غافلة مستكبرة، «وإن من الحجارة لما يشقق منها الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله».

• هل أنت أنت، كما كنت أم اختلفت مثلما اختلفت أشياء كثيرة في الحياة؟
- بل الإنسان أدوار مرتبطة بالأقدار فهو دائم التطور والتغير، والثبات صفة من صفات الجماد بل إن الجماد نفسه يتعرض لعوامل التعرية:
وقد زعمت أني تغيرت بعدها
ومن ذا الذي يا عز لا يتغير؟
ويقال إن أحلام الإنسان تنمو معه بطريقة عكسية، فكلما تقدم به العمر تضاءلت أحلامه شيئا فشيئا حتى يأتي اليوم الذي ينشد فيه قائلا:
ودعت أحلامي بطرف باكي
ولممت من طرق الملاح شباكي!؟

• القصيدة أنثى والمقالة زوجة هل هذا التوصيف دقيق؟
- هذا توصيف فني بديع ومقبول عقلا، فالقصيدة متمردة شأنها شأن الأنثى المستاء اللعوب ترهق محبيها ويحسب كل فتى غر أنها تبتسم له.
أما المقالة فإنها طوع بنان الكاتب مثل الزوجة المطيعة.. ولكن ألا يوجد زوجات متمردات حرونات كالقصائد أو الأشواك!

• جاء صدور ديوانك «رعشة الرماد» إيذانا بميلاد شاعر متميز غير أن الحساني تراجع شعريا واكتفى بكونه كاتبا فقط ما الأسباب؟
- أصدرت ديوان رعشة الرماد خلال ظروف سياسية أعقبت هزيمة السادس من حزيران حيث كتبت معظم قصائده من وحي تلك الأجواء، ثم جاء ديواني الثاني «الموعد والمساء» بعد خمسة عشر عاما من الديوان الأول ليكون معبرا عن مرحلة ثانية من حياتي وتأملاتي، ثم كتبت مجموعة قصائد جمعتها في ديوان لازال مخطوطا عنوانه «حصاد الأوهام».. ولعل الحياة كلها حصاد أوهام، ثم وجدت نفسي مستنفدا عاطفيا وزمنيا في الكتابة الصحفية وقدرت أن العواطف الإنسانية مثل الجدول إذا انصرف في اتجاه نضب في الاتجاه الآخر!

• الكتابة وجع، الكتابة متعة الكتابة وظيفة من لا وظيفة له، ما صحة هذه المقولات؟
- الكتابة متعة لأن الكاتب الصادق يشعر أنه يخدم بقلمه قضية معينة تمس حياة الناس ومعظم الكتاب غير متفرغين للكتابة فهي ليست وظيفة رسمية وإن كان لها مقابل مادي يعطى لمن رسخت أقلامهم في أرض الكتابة، وأي كاتب مهما كان حجمه وفكره يمكن أن يساهم بكلمة طيبة بناءة ما دام صادقا مع قلمه ونفسه وقومه وقد يقرأ الإنسان من الكاتب مبتدئ أفكارا لا يجدها عند كاتب آخر يشار إليه بالبنان والقارئ الجيد هو الذي لا يطارد الأسماء اللامعة ويتجاهل ما دونها ولكن هذا النوع من القراء عددهم محدود للأسف الشديد.

• كثيرون يصفون الكتاب بالمنظرين فيما العصر بات يعتمد على الحقائق المنطقية وليست المعالجات المبنية على الخيال؟
- الذين وصفوا الكتاب بالمنظرين لم يبتعدوا كثيرا عن الحقيقة، لأن الواقع يؤكد أن معظم حملة الأقلام منظرون .. بل ومنظرون بطريقة رديئة وفجة ومتعالية، ومع ذلك فإن هذا التعميم ظالم لوجود كتاب محترمين قادرين على معالجة القضايا بعمق وموضوعية وتقديم حلول مقبولة تجد العناية من جهات الاختصاص.

• بعض الكتاب يركزون على هموم الناس والسلبيات الاجتماعية فهل هذا عائد إلى حرص الكاتب أم أنه بحث عن الشهرة على حساب معاناة الناس؟
- الكتاب أنواع، فمن تصدى للشأن الثقافي أو الاقتصادي أو الرياضي ونحوها فتلك مجالات حيوية تمس حياة قطاعات من الناس، ومن تصدى للشأن الاجتماعي فإنه يمس حياة الناس كلهم فتكون قاعدته الشعبية أوسع ما استطاع التعبير عن أكبر قدر من أفراد المجتمع، وقد يكون الهدف من وراء الكتابة الشهرة والرياء ولكن في هذا حكم على النوايا وقد يكون من باب الظن الآثم والله وحده هو المطلع على السرائر!

• نظرة التشاؤم التي تسيطر على الكتاب متى تزول؟
- هذه النظرة في معظمها هي نظرة مصطنعة ربما يراد منها إيهام القراء أن الكاتب يحترق من أجلهم وأنه قلق على مصائرهم، ولكن الكاتب المنصف الصادق هو الذي يقول للمحسن أحسنت وللمسيء أسأت ولا يتردد أبدا في الإشادة بمنجز حقيقي أو خطوة إدارية جيدة، أما تقديم الصورة على أساس أنها سواد في سواد ففي ذلك نشر للإحباط وهو رداء يتقمصه بعض الكتاب ثم يكون مع الأيام ضحية له فيصبح الأخ مكتئبا بامتياز!

• يلاحظ أن أهل مكة من وجهاء ورجال أعمال لم يقدموا ما كان مؤملا منهم وأغلبهم تناسها تماما وآثر الانتماء فقط ما رأيك في ذلك؟
- هذا هو رأيي المعلن في معظم أبناء أم القرى وقد سبقني إليه قبل نصف قرن شاعر مكي حيث قال:
هجروك يا أم القرى ولو انهم
قد أنصفوا الوجدان ما هجروك؟
وقد كتبت في ذلك مقالات عدة آخرها تعليقي على فزع بعضهم من كونه لن يدفن في مقابر مكة المكرمة ما دام غير مقيم فيها.. أي أنهم لم يتذكروها إلا عندما بلغت الحلقوم وقلت لمن اختار جدة للإقامة لأن فرشها رطب:
حسبكم قبور حواء والأسد واللبؤة فإن ثراها رطب أيضا!
وحتى بعض الذين ظلوا فيها فإنهم أخذوا يتغنون بحب مكة المكرمة، مستفيدين منها ومن فرصها التجارية والاستثمارية دون أن يقدموا لها شيئا مذكورا فهم أدعياء لا أوفياء!

• نادي مكة الثقافي تراجع رغم أن أغلب أدباء الحجاز كانوا من مكة، لماذا هذا التراجع؟
- هذا السؤال يسأل عنه رئيس النادي وأعضاؤه .. مع أنني أراه سؤالا مفتوحا غير قائم على بحث أو دراسة أو تقص أو نتائج ملموسة؟

• نادي الوحدة الرياضي من أوائل الأندية الرياضية في المملكة أين نادي الوحدة الآن؟
- نادي الوحدة يقع بجوار صحيفة الندوة في حي العمرة ولست أدري من أيهما انتقلت العدوى للآخر، ويوجد بجوارهما شركة الكهرباء التي آمل ألا تصاب هي الأخرى بداء الوهن. والتقلبات التي يشهدها النادي لا تبشر بخير ومن جرب المجرب حلت به الندامة، فكيف لا يقبع هذا النادي نحو نصف قرن بعيدا عن منصات التتويج وهو على هذه الأحوال من التخبط والسوء؟!

• كيف ترى مستقبل صحيفة الندوة خاصة أنها كانت من أوائل الصحف في المملكة؟
- كانت الندوة شجرة مثمرة تنافس رصيفاتها من الصحف في محاولة إرضاء القراء، والأمل في الله ثم في تبني وزير الثقافة والإعلام لخطوات عملية لتطويرها.

• بين مساءين أي فضاء تختار وبين صباحين أي طريق تسلك؟
- أختار مساء المواعيد اللاهثة وراء الأحلام المتطلع لغد أفضل يسوده الخير والحق والعدل وحقوق الإنسان، وأختار الصباح المليء بالكرم والمروءة والأمل والسعي الحثيث نحو المستقبل المزدهر.

• انتشرت ظاهرة الأقليات في مكة واستوطنت أحياء بأكمالها ما تأثيرها السلبي اجتماعيا وأمنيا واقتصاديا؟
- مكة المكرمة منذ الفتح الإسلامي وهي دار هجرة ومجاورة وقد نتج عن ذلك تلاقح جيد في الثقافة والحضارة وأصبح في أم القرى عوائل كبيرة أصولها دول الفتح الإسلامي، كانت لها مساهمات في البناء الحضاري لأم القرى بعد أن أصبحوا من أبنائها الأصليين ومن تجارها وعلمائها ومفكريها الأقدمين، ولكن حصل في السنوات الأخيرة عندما أصبحت الهجرة بلا ضوابط وفقد بعض الذين استوطنوا البلد الأمين الأدب فيه والتوقير له وظلموا وارتكبوا الموبقات وأثروا سلبا على البناء الاجتماعي والأمني والفكري في العاصمة المقدسة، ولو التزم كل مواطن ومقيم بما لأم القرى من حق عليه وقدسية ومكانة لما اشتكى أحد من أسود أو أصفر أو أسمر أو أبيض، ولكن ذلك ما هو حاصل .. والأمر يحتاج إلى جهد منظم حيث يعظم الجميع مكة المكرمة حق التعظيم.

• مستقبل الكتابة في الوقت الحالي كيف هو في نظرك.. ولمن تقرأ؟
- أرى أن مستقبلها مزدهر وأن الكتاب الجيدون لهم متابعون يتفاعلون اجتماعيا وكتابيا وفكريا مع ما يطرحونه من أفكار ومقترحات وأن النقد الصحافي الموضوعي أصبح له بعض التأثير في الإدارة والمجتمع، أما الذين أقرأ لهم فإنني لا أدع مقالا لكاتب كبير أو متوسط الحجم أو صغير أو مبتدئ تقع عيناي عليه إلا قرأته، فإن وجدت فيه طرحا موضوعيا أكملت قراءته وإلا نبذته جانبا إلى غيره، ولست ميالا إلى تحويل الكتابة الجادة إلى تهريج دائم أو تفكه مصنطع وإنما يمكن أن تأتي الطرفة ضمنا ووفق الأصول وبطريقة غير متكلفة ولخدمة هدف جاد واضح حتى لا تضيع الحقائق وسط التهريج!

• قارن بين صحافة الأمس .. وصحـــافة الــيــوم وكــتــاب الأمس وكتاب اليوم.
- يبدو لي أن صحافة الماضي كانت تميل إلى الجانب الإخباري والرأي الأدبي المحدود والنقد الخفيف للسلبيات لضيق المساحة المتاحة وضغط المناخ، وضعف الإمكانيات المادية والتحريرية والآلية، أما في أيامنا هذه فإن المساحة المتاحة للطرح أكبر وأوسع وحركة المندوبين والمراسلين والمصورين تغطي أرجاء الوطن وتمتد حتى خارجة لتغطية حوادث عربية وعالمية من خلال الصورة والخبر والتحقيق الصحافي الموثق، وبالنسبة للفرق بين كتاب الماضي والحاضر فإن الإمكانات الفكرية لكتاب الماضي أفضل منهم في الحاضر، ولكن مجالات ونوعية الطرح بالنسبة لكتاب الحاضر أفضل وفي كل خير .. المهم خدمة هذا الوطن بصدق وإخلاص من خلال الكلمة الطيبة والرأي الرشيد والنية الصادقة في خدمة هذا الوطن الكبير.

• هل دور الصحافة نقل الأحداث ونقدها أم دورها تنويري ثقافي ومعرفي؟
- الصحافة دورها متعدد الجوانب فهي وسيلة فعالة لتغطية الحوادث، تفاصيل وخلفيات لإيضاح الحقائق وتفنيد الآراء وتقديم الحلول والمشاركة بالرأي في صناعة القرار والارتقاء بثقافة المجتمع وتغير مفاهيمه الجامدة لتصبح متحركة مجارية لمتطلبات العصر دون إخلال بالثوابت والقيم الأساسية، وهي من وسائل المعرفة ودوائر الاطلاع على ما هو جديد في عالم الفكر والطب والمجتمع والرياضة والسياسة والصناعة والبحوث والغذاء والدواء وما هو متوقع مستقبلا في هذه العوالم كلها.. فلا يمكن قصر دور الصحافة في مجال معين لأنها أداة شعبية واسعة الانتشار والتأثير سواء كانت ورقية أم إلكترونية مسموعة أم مشاهدة أم مقروءة.

• لو دعيت للكتابة في الصحافة الإلكترونية ماذا سيكون ردك؟
- ردي: «معصي!!»
• خمس رسائل لمن توجهها؟
* د. عبد الله الفوزان من صحيفة الوطن: خفف الوطء.
* خلف الحربي: لا تزد الشطة!.
* محمد الفايدي: إلى متى.. يا فتى؟.
* عبد المحسن حليت: كما قر عينا بالإياب المسافر.
* صالح الشيحي: من تواضع لله رفعه؟!.
والأحباب كثر ولكن المطلوب توجيه رسائل لخمسة منهم فقط لا غير، وسلامتكم!.

محمد أحمد الحساني
• ولد في مكة المكرمة عام 1368هـ (1949م)، وفيها نشأ وترعرع ودرس المرحلتين الابتدائية والمتوسطة، ثم التحق بمعهد المعلمين الثانوي في مكة المكرمة، ليتخرج منه ويعمل مدرسا في المرحلة الابتدائية في الفترة من 1390هـ حتى 1400هـ.

• عمل في الفترة من 1400هـ ـ 1402هـ موظفا بالعلاقات العامة في تعليم منطقة مكة المكرمة.

• نقلت خدماته إلى رابطة العالم الإسلامي عام 1402هـ، ليعمل رئيسا لتحرير صحيفة أخبار العالم الإسلامي الأسبوعية التي تصدر عن إدارة الصحافة والنشر في الرابطة.

• في عام 1407هـ عين مديرا لإدارة الصحافة والنشر في رابطة العالم الإسلامي، ثم عين اعتبارا من 1412هـ حتى تاريخه مديرا عاما لإدارة المكاتب والمراكز الخارجية في الرابطة، واكتسب بذلك عضوية مجالس إدارات عدد من المراكز الثقافية في أوروبا وأفريقيا ودول البحر الكاريبي.

 • كان بالإضافة إلى عمله الرسمي الصباحي في التعليم والرابطة يتعاون مع عدد من الصحف والمجلات المحلية في كتابة المقالات الأدبية والاقتصادية والسياسية، وله منذ سنوات مقالة يومية شهيرة تنشر في صحيفة عكـاظ تحت عنوان «على خفيف»، كما عمل محررا غير متفرغ في صحيفة الندوة في الشؤون المحلية، ثم في القسم السياسي في الفترة ما بين 1394هـ حتى بداية 1408هـ.

• صدر له عام 1397هـ ديوان شعري عنوانه «رعشة الرماد»، من إصدارات نادي مكة الثقافي، كما صدر له عام 1412هـ ديوانه الثاني «الموعد والمساء»، وقد نشرت معظم قصائده في الصحف المحلية بعد انقطاع عن كتابة الشعر والانشغال بالعمل الصحافي دام حوالي عشر سنوات.
• له ديوان شعري ثالث مخطوط عنوانه (حصاد الأوهام).

المصدر : عكاظ 28/11/1431هـ