الحلاوة الطحينية
والتي أشتهر الحلوانية بمكة المكرمة بإجادة صناعتها وكانت ولا تزال تتصدر القائمة المكية في وجبة العشاء مع الشريك والجبنة والزيتون ، وفي صبيحة عيد الفطر المبارك بما يسمى ( بالتعتيمة) وهي قبل أن تكون وجبة فهي عادة يتمسك بها الكثير حتى الآن ، وتجد الكثير يحرصون على شراء الحلاوة الطحينية في آخر شهر رمضان عند ازدحام الطلب عليها .
وتتكون الحلاوة الطحينية من السمسم المحمص البلدي الفاخر ويضاف إليها السكر ويصنع بما يعرف بعرق الطحينة وتعجن وتجهز على درجات متناسقة من السمار المطلوب ، مكتسبة المذاق اللذيذ.
وقد اشتهر في مكة صُناع مهرة تفوقوا بصناعتها فبلغوا الشهرة في ذلك ومن اشهرهم على الإطلاق العم صدقة أبو نار وكان ولا يزال مقر دكانه خلف مسجد الجن وقد بلغ شهرته في جميع مناطق المملكة حتى أن زوار مكة يقصدونه لشراء كميات كبيرة من هذه الحلاوة المكية اللذيذة ، وأذكر العم أبو نار (رحمه الله) في دكانه وهو يخرج الكلمات الجميلة ويلاطف زبائن المحل بالكلام الجميل مما يضفي روح المرح والفكاهة ويخرج الزبون من المحل وهو يبتسم ، وكان لسانه دائما رطبا بالصلاة على الحبيب صلى الله عليه وسلم .
وممن أجاد صنع الحلاوة الطحينية محلات شهاب بدرة والذي كون خبرة عريضة في صناعة الحلويات البلدية ، وكذلك محلات عبد الرقيب في الحلقة القديمة في السابق ولم يُكتب له الاستمرار، ومحلات أبو سكر بجوار مسجد الجن ، ومحلات أبو النور في التيسير ، وغيرهم ممن انتشروا في أنحاء مكة المكرمة .
وقد كانت العادات المكية والتي استمرت عند البعض حتى الآن أن يقدم للعريس أطباق من الحلويات البلدية والتي يوصي الحلواني لعملها مخصوص للعرسان لإمدادهم بالطاقة والحيوية ومن بين تلك الحلويات الحلاوة الطحينية (الرهش).
واستمرت الحلاوة الطحينية السمراء مفضلة لدى الكثيرين من سكان المنطقة الغربية وتم المحافظة على صناعتها كما كانت من السابق ولم يتغير من مكوناتها الأساسية وبقيت على وضعها .
وقد دخل على الصنعة من أجادها وأجاد صناعة غيرها من الحلويات المكية الأخرى بإشرف أصحاب الصنعة الأساسيين وبقيت مفضلة رغم وجود بدائل منافسة ولأكنها صمدت في وجه كل تغيير داعما ذلك تفضيل الكثير وتمسكهم بما ذكرهم بالماضي الجميل.
0 تعليقات