أبواب المسجد الحرام كما وصفها المقدسي

تناول المقدسي أبواب المسجد الحرام فقال : ( وله تسعة عشر باباً : باب بني شيبة , باب النبي , باب بني هاشم , باب الزياتين , باب البزازين , باب الدقاقين , باب بني مخزوم , باب الصف , باب زقاق الشطوي , باب التمارين , باب دار الوزير , باب جياد , باب الحزورة , باب إبراهيم , باب بني سهم , باب بني جمح , باب العجلة , باب الندوة , باب البشارة ) .

وكما يلاحظ فأن المقدسي اقتصر على ذكر عدد أبواب المسجد الحرام و أسمائها دون أن يذكر مواقعها بالنسبة لجهات المسجد الحرام . وقد اتضح بعد تتبع ما جاء عنها في عدد من المصادر أن المقدسي بدأ بسرد أسمائها مبتدئا من الجهة الشرقية , متجها من الشمال إلى الجنوب , وكان مما رآه في هذا الجانب خمسة أبواب , هي  : هي باب بني شيبة , باب النبي , باب بني هاشم , باب الزياتين , وباب البزازين .

ثم أعقب ذلك بأبواب الشق الجنوبي من المسجد مبتدئا من الشرق و منتهياً بالغرب , وفيه أورد سبعة أبواب هي : باب الدقاقين , باب بني مخزوم , باب الصفا باب زقاق الشطوي , باب التمارين باب الوزير , وباب جياد .

وانتقل بعد ذلك إلى الجانب الغربي من المسجد الحرام فذكر الأبواب الموجودة فيه من الجنوب إلى الشمال , هي : الحزورة , باب إبراهيم , باب بني سهم .

ثم ختم كلامه بأبواب الشق الشمالي من المسجد وذكر منها أربعة أبواب هي: من الغرب إلى الشرق : باب بني جمح , باب العجلة , باب الندوة وباب البشارة .

وفي الاطلاع على ما جاء حول هذا الجانب في المصادر إبان العصور الإسلامية المختلفة نلحظ تباينا واضحا في أسماء أبواب المسجد الحرام و عددها . ويبدو أن ذلك قد تحكمت فيه اجتهادات المؤلفين , سيما في تسمية الأبواب غير المشهورة . كما أن إدراج بعض الأبواب اللافظة على البيوت المجاورة للحرم مباشرة ضمن أبواب الحرم في بعض المصنفات , و اقتصارها عند آخرين على ما يفتح على أزقة أو أسواق قد أدى إلى التفاوت الواضح في تعدادها بين المصادر .

ونلحظ أن المقدسي قد اجتهد كثيرا في تسمية بعض الأبواب وذلك حسب ما رآه منتشرا من باعة و أسواق و بضائع لفتت انتباهه حول هذه الأبواب سيما في الجانبين الشرقي و الجنوبي , وما أملاه عليه حسه التجاري الذي تميز به , فأطلق عليها أسماء الباعة أو مبيعاتهم دون أن يرجع لمن سبقه ممن تحدثوا عن ذلك , كالازرقي أو الفاكهي أو غيرهم .

ولهذا فإننا نرى أن مسميات المقدسي لهذه الأبواب و التي ترتبط – كما يلاحظ – بالتغيرات الزمانية و المكانية , كان سببا في عدم استمرار هذه المسميات التي  أطلقها أو ذكرها في المصادر التي تناولتها , سواء قبل المقدسي أو بعده .

من جانب أخر فان المقدسي و من خلال تعداده لأبواب المسجد الحرام راعى فيما يبدو الأفضلية فبدا بذكر باب بني شيبة لان المستحب للمعتمر و الحاج الدخول للمسجد الحرام من هذا الباب.

المصدر : مكة في النصف الثاني من القرن الرابع الهجري كما وصفها المقدسي في كتابه أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم لـ د. عبدالعزيز بن راشد السنيدي .