عبد الرحمن المؤذن ( الأبلاتين ) طريق الصوت إلى مقام حجاز
كلما عرج كبار القوم في الحياة الفنية لدينا وعلى وجه الخصوص عند الخوض في مجال تاريخ وتوثيق أسماء الأمس وغناء الأمس القريب والبعيد في دنيا مراحل التأسيس لعالم الموسيقى والغناء المرتبط بالأصالة، لا بد أنك تجدهم يعرجون على «عبدالرحمن مؤذن» الفنان الجسيس الذي كان علامة في فن المجس المكي بل رائدا له.. هذا الاسم الهام في دنيا الغناء الحجازي المكي أغنيات ومجسات ودانات كان علامة فارقة في الغناء للصوت المفتوح الذي لا يحتاج لمايكروفونات للوصول إلى آخر مستمع في الساحة التي يغني فيها ذاك كون الساحات بين الأحياء في مكة المكرمة لقوة ما يمتلكه من قوة في حنجرته النقية جدا والمؤثرة جدا، الأمر الذي حصل على أثره لقب «الأبلاتين» كونه نقيا كالذهب الأبيض وأنه صوت غير قابل لـ «اللدع والنشاز»، عشت فن الأبلاتين في بعض حفلات مكة المكرمة ومناسباتها إلى أن جاء يوم تكليفي من عمدة محلة اليمن منذ 35 عاما علي عبدالصمد ــ رحمه الله ــ لمرافقة الأبلاتين ويحيى لبان اللذين كانا يحييان مناسبة فرح لآل عبدالصمد في برحة العيدروس في حي اليمن في جدة، ويومها غنى الأبلاتين كما لم يغن من قبل وأشعل فتيل المجسات والغناء الشعبي بعد أن ازداد حماسة برؤيته كل أهالي المنطقة أمام منصة الغناء، وهذا شأن كل فنان أصيل يحركه حماس الجمهور ويجعله يتناغم معه إلى حد كبير.
الأبلاتين فاصل هام من دنيا الغناء الحجازي الأصيل وألوان الدانات والمجسات على وجه الخصوص. ظهر لعبدالرحمن مؤذن طلبة وتلاميذ كبار ونجباء استطاعوا المحافظة على هذا اللون من فنون الغناء، حيث ساهموا في نقل فن المجس فيما بعد منهم المكي محمد أمان وكثيرون غيرهم إلى اليوم مثل يحيى لبان عبدالله شرف وسراج عتيق وأحمد العباسي وعبدالعزيز العباسي ومحمد الشريف وحسن عبدالستار وطريف هاشم وعمر عبدالهادي ومحمد هاشم ووصولا إلى فيصل لبان وخالد إسماعيل والسيد هاشم باروم دون نسيان طلال مداح ومحمد عبده اللذين تشربا بألوان المجسات وأصوات وطرق أداء أصحابها من أشهر الجسيسة مثل الأبلاتين واللبني، وأتذكر أنه «عشي في أواخر سني عمره لدرجة أنه أصبح يجاور مقبرة المعلاة في مكة المكرمة سائلا ومحتاجا، الأمر الذي بلغ الأمير الراحل فيصل بن فهد ــ رحمه الله ــ ليختار «عكاظ» لإيصال مساعدة ومعونة شخصية للأبلاتين بلغت نحو 100 ألف ريال يومها، حينما كنت أعمل إلى جانب رئيسي في العمل يومها الصحافي والناقد عابد هاشم وقامت الصحيفة بإيصالها إلى المعني عن طريق الفنان محمد أمان ــ شافاه الله.. وهي عادة كانت من الأمير الراحل تجاه من تعصف بهم أنواء الحياة من الفنانين، كما ظهر في المدينة المنورة من رواد المجس السيد حسين هاشم ــ رحمه الله ــ وزيني بويان وصالح عمر.
من هو
عبدالرحمن دحلان مؤذن اكتسب لقبه من كونه أحد مؤذني الحرم المكي الشريف لحلاوة وقوة صوته فقد كان واحدا من اثنين «إلى جانب حسن لبني»، هما من أشهر مؤذني الحرم الذين احترفوا الغناء في مناسبات أهالي وكبار أهالي مكة المكرمة وعلى وجه التحديد في أداء مجسات عقد القران، يقول الفنان الكبير جميل محمود:
أنا من عائلة تعمل في الطوافة وأنا مطوف منذ الصغر فلقد كنت أكلف بالطوافة وأنا في السابعة من عمري وكنت أعيش أجواء الحرم عندما كان يؤذن الأذان الواحد أربعة مؤذنين من منارات مختلفة وأذكر من هؤلاء الأربعة ثلاثة هم «الريس» يسمونه الريس لأنه كبير المؤذنين، إلى جانب حسن لبني وعبدالرحمن مؤذن بينما لا يحضرني الرابع، كنت أسمع أصوات المؤذنين الأربعة وهم يتناولون أداء الأذان وتنغيمه «حجاز» شطرا شطرا، وأحيانا كان المؤذنون خمسة وستة في الأذان الواحد، من هنا أحببت صوتي اللبني والأبلاتين «عبدالرحمن مؤذن» في الأذان ثم يسر لي أن أتعامل معهما كصوتين في أداء المجسات والدانات وألوان الغناء المكي والحجازي، الأبلاتين فنان أصيل وقوة صوته مع لمعان الحنجرة وصفائها جعله جسيس مكة لأجيال متعاقبة وقبل مجيء مكبرات الصوت (المايكروفونات) يقول جميل محمود كنت أحضر الحفلات وأسمع صوته يجلجل في حارات مكة ــ رحمه الله، حيث كان يساعد على وصول الصوت إلى أكبر مدى ممكن صوته القوي وعدم وجود الضوضاء لا سيارات بهذا العدد ولا أصوات مكيفات ولا غيرها من إزعاج، كان ــ رحمه الله ــ حفاظة لفنون من سبقوه من فناني مكة المكرمة، وكان محبوبا بشكل كبير من أهالي مكة المكرمة، وأذكر أنه جاءني إلى المدينة المنورة بين عامي 1393 – 1395 عندما كنت مديرا لمرور المدينة وقضينا الكثير من أمسيات الفن والغناء الأصيل هناك، كما جمعتني به الكثير من المناسبات في الغناء وغنينا معا، وكان يتعامل مع الوان الغناء بإيقاعات الشرقين والمزمار والخيالي، وهذا اللون الأخير من الغناء هو في الأصل العرضة الزهرانية.
عبدالرحمن مؤذن تزوج عدة مرات أقرب الأرقام خمس مرات كانت أولى هذه الزيجات من ابنة صديقه وزميله الفنان وعازف الكمان الراحل محسن شلبي ــ رحمه الله ــ وله من البنات الكثير ومن الصبيان أقل.
ويقول شاعر الأغنية المكي ياسين سمكري: اعتز بالراحل الأبلاتين لمكانته الفنية الكبيرة كونه سيد لون الغناء في المجسات، كما أنه كان يردد أغنيتي «بالله يادول القماري» من ألحان الراحل عبدالله مرشدي في جل إذا لم يكن في كل حفلاته، ويضيف السمكري أن السيد عبدالرحمن مؤذن كان منذ ما ينيف عن النصف قرن يسهر معنا في «أجياد» في موقعنا أمام الثكنة وأنه عندما يغني دون حاجة إلى مايكروفون فإن صوته يسمع من بير بليلة إلى قرب الحرم، فصوته مسموع ومفتوح.. إنه صوت لا يتكرر وكثيرا ما كانت هذه «السمرات الفنية» بحضور عبدالله مرشدي وجميل محمود والراحل عبدالرحمن حجازي وهاني فيروزي وغيرهم، ومن أهم ما يذكر في وعن سيرة الراحل الأبلاتين أن كثيرا من الأعيان كان لا يتم عقد قران دون أن يكون جسيسه الأبلاتين أو تلميذه محمد أمان، وأذكر مدير الأمن العام سابقا طلعت وفا أصر عليه ثم إن عقد قران تم لابنة شخصية سعودية معروفة كانت تقيم في لندن لم تقم إلا بحضور الأبلاتين وعمر كدرس اللذين دعيا من أجل هذه المناسبة، كان السيد الأبلاتين يردد أغنيتي في كل حفلاته إلى جانب أغنية الراحل عبدالرحمن حجازي «زي الهواء والماء والبدر في الظلماء .. حبك لدنيايا زي الهواء والماء».. إن السيد الأبلاتين سيد أداء المجس بلا شك وصوته عذب جدا ونقي.
ويقول الممثل محمد حمزة: استعنت بالأبلاتين في سهرة تلفزيونية «وفاء الحب»، حيث تطلب مشهد عقد قران في السهرة أن يكون بشكل موروث شعبي، وبالفعل قام الأبلاتين بأداء لوحة أكثر من رائعة كان أبطال المشهد وائل محمد حمزة وزينب حفني وخديجة عبدالله وكان يقوم بدور المملك طلعت قطان.
ويقول المايسترو عبده مزيد: أذكر أن محمد عبده اختاره في السبعينيات ليدخل صوته ولونه الغنائي في مقطوعة موسيقية من تأليفه وهو ما حدث بالفعل، حيث كان العمل مميزا لكونه مقطوعة موسيقية بمجس فقط وهي المرة الأولى التي يعد فيها مثل هذا العمل وتم تقديمه في زفاف محلي كبير، ويقول الفنان الشعبي محمد أمان «الجسيس المعروف»:
الأبلاتين أستاذي الذي لم أستطع أن أحيد عن طريقة أدائه للمجس فأنا ومنذ دخولي الساحة الفنية كجسيس أرى طيف الأبلاتين أمامي وطريقة أدائه لا تفارقني، باختصار هو فنان عظيم وسيد لأداء لون المجس، إضافة إلى قوة وجهورية صوته.
قالوا عن خصائصه
ويقول المؤرخ الفني إسماعيل حسناوي:
مجلس الطرب المكي كان يتألف من القانون والعود والكمان والرق والمصقع والطار أبوشناشن، وكانت ترتكز هذه الظاهرة يومها في أغاني السيد عبدالرحمن مؤذن، حيث جاء فنه نتيجة الالتقاط الجيد للأغاني التقليدية لكبار المطربين والملحنين، وهي تلك الأعمال التي وظفها من ثم الأبلاتين لصالح صوته وعلى طريقته الشعبية بعنصر الأداء والمخاطبة مع الجماهير، يمتلك هذا الفنان الذي سمي بـ «الأبلاتين» لصوته القوي العذب العميق النبرات، واسع الساحة الشعبية في المناسبات والحفلات الجديدة في كل مكان ملما بالنفحات الأساسية في القرار إلى الجواب في الشدو، درج الأبلاتين المغني المؤدي على معاملة الناس معاملة ودودة وخاصة فن المجسات والمواويل بالغة الصعوبة التي تحتاج إلى نفس طويل يستطيع المغني أن يعلق في حنجرته جملة غنائية كاملة في آذان المستمعين دون تقطيع وفي أداء المجسات بمفردة، برع الأبلاتين بصوته اللامع العريض الممتلئ حيوية وبراعة وتشهد له تسجيلاته الغنائية في الأسواق وفي المكتبات السميعة القدامى، وصوته كان يتميز في شبابه وبعد مراحل الشباب حتى فعل الزمن بهذا الصوت الجبار ما فعله بأصوات الآخرين وفي فترات هذا السكون الذي طرأ على صوته حيث لم يستطع أن يخبئ هذا الصوت عمن هم حوله وظل يكسر الظلام المحيط به، فهو صورة ظاهرة للأداء الشعبي الموروث بالأداء ومع هذا يعيش حالة الكفاف.
ويقول الفنان الجسيس الشاب محمد هاشم المشارك والعضو موقع مكاوي على الشبكة الإلكترونية أن الأبلاتين من أهم الأصوات الحجازية التي ترجمت فنون التراث المكي وعلى وجه الخصوص في المجسات فلقد تعلمت منه فن الأداء بشكل فيه الكثير من الجودة والأصالة ولا سيما أنني محب للأداء باللغة العربية الفصحى وهي التي يعتمد عليها المجس، وفي حديث له عن لون المجس يقول: المجس أحد الفنون الحجازية الغارقة بالأشجان والتي تشارك أهل الحجاز أفراحهم ومسراتهم وقد لا يكتمل الفرح إلا بحضور الجسيس الذي يطرب الحضور بصوته العذب وينشر الفرح في كل مكان، والذي لا يعرف المجس يخيل إليه عندما يسمعه أنه يستمع إلى الموال العربي سواء الموال المصري أو العراقي أو غيره إلا أن المجس له خصوصيته المميزة من حيث المقام والأداء.
منبع المجس: حيث إن له مقاما خاصا يدعى بالمقام الحجازي والتي تجعل أداء المجس الحجازي يصعب على كثير من المؤدين والمغنين لما يحتاجه من صوت قوي ونفس طويل، وهناك أمر إضافي يصب في إطار صعوبة المجس، فهو يبدأ من مقام معين ثم يتماشى مع مقام آخر ليعود المؤدي لنفس المقام، ومن ضمن هذه المقامات (مقام الحجاز) و(يماني حجازي منايري)، (أي الطبقة العالية) و(مقام البنجكه) و(مقام الحراب) وهو فرع عن (الرصد) وهناك (مقام الركبي) وربما هذه المقامات غير معروفة عربيا ومن أصعبها هو مقام (الركبي)، لذا لا يقدم أداء المجس إلا أبناء الحجاز.
حاليا المجس يستعمل في الإنشاد الديني والمدني معا، وارتبط مؤخرا بالمناسبات الثقافية وحفلات الزواج وكتب الكتاب (عقد القران)، وكذلك الحفل الذي يقام حين يبلغ الطفل يومه (السابع) موالد المديح.
وتعتبر من أشهر مجسات المديح النبوي قصيدة (أدم الصلاة على النبي محمدا) وقصيدة أخرى مطلعها (تجلى لنا الميلاد نورا مجسما وأضحى اسم طه يملأ الأرض والسما)، ومن ما اشتهرت فيه حارات مكة القديمة، منها (حارة الباب، شعب عامر، شعب علي، القشاشية، المدعا، ريع بخش، الشامية، وجبل عمر).
المجس في الجاهلية: يقال إن المجس بدأ منذ العصر الجاهلي وكانت توجد دور مخصصة له مثلما كانت توجد دور مخصصة بالشعر والفن ومن ضمن الدور المخصصة به (دار مطعم بن جبير) وغيرها، ثم انتقل هذا الفن إلى باقي أرجاء الجزيرة فكانت أولى المدن التي عرفته المدينة المنورة، إلى أن جاء العصر الأموي الذي شهد ازدهار هذا الفن بين الناس، ومن الإنشاديات اللائي عرفن بهذا العصر عزة الميلاء وسكينة بنت الحسين، أما في مكة فكان هناك معبد وطويس وبن سريج وهم رواد هذا الفن حين ذاك، وبدأ هذا الفن في الإنشاد ينتقل إلى بلاد المغرب وبعد ذلك جاء العصر العباسي، وبرز إبراهيم الموصلي الذي قام بإضافة بعض الإضافات على هذا الفن ثم أتى زرياب الموصلي الذي انتقل إلى المغرب، ونشر هذا الفن ولكن بطريقة مختلفة تماما سميت بعدها بالموشحات الأندلسية.
أسباب التسمية: يقال إن المغني قبل أن يشرع في الغناء يجس نبض المتلقين، ويهيئ لهم الجو مشعرا إياهم بما سيغني فيضفي البهجة والسرور على الضيوف ويجبرهم على التفاعل معه.
كيفية الأداء: يغنى المجس من بيتين أو أربعة أبيات أو سبعة ويبدأ من مقام معين ثم يتماشي مع مقام آخر ليعود إلى نفس المقام الأول، أي إن المجس يتكون من ثلاث محطات، الأولى (المشق): أول المجس وهو عبارة عن نبرة صوتية (منخفضة) ترتفع شيئا فشيئا إلى أن تصل إلى المحطة الثانية وهي البحر، الثاني (البحر): ويظهر فيها المؤدي قوة صوته ويبحر في المقامات، ثالثا (المحط): يبدأ فيها المؤدي بخفض الصوت لينهي المجس.
المقامات الغنائية
ويؤدى المجس وفق مقامات غنائية معروفة يسميها أهل الحجاز (أنغام)، والأساسية سبعة: (البنجكاه، الحسيني، المايا، الرصد، الدوكة، السيكا، والجهاركاه)، ويتفرع من هذه السبعة عشرات المقامات الفرعية، ولخص الفنانون القدماء هذه المقامات وأخذوا من كل مقام حرفه الأول وجمعوا هذه الحروف (ب ح م ر د س ج) والتي تعبر عن المقامات الحجازية السبعة، وهناك مثل شهير (لكل مقام مقال) أي الحالة النفسية والوقت تحددان للجسيس والمنشد استخدام مقام غنائي معين، مثلا في مناسبات الأفراح يؤدي فيها المجس على مقام (السيكا)، ووقت الظهر يؤدي الأذان على (الحسيني) ووقت نزول الأمطار تؤدى على مقام العشاق المحلي (متفرع من الحسيني) وعند سكون الليل تؤدى على مقام (الرصد) لذا قيل في المثل (إذا جن ليلك فارصد).
يذكر بأن حرفيي مكة كالبنائين عندما يصعدون على السقالة كانوا يرددون إنشادا معينا بينهم يسمى (المايا) فكان البناء يردد أثناء تأدية عمله القصائد، ويرد عليه زميله في الجهة المقابلة جوابا من نفس المقام وهكذا حتى نهاية عملهم، وكذلك النجارين والحدادين وغيرهم.
انتشار المجس: المجس فن الموال الحجازي ازدهر في مدن الحجاز الكبرى، مكة والمدينة وجدة، وهو لون تراثي عريق وتميزه خصوصية الأداء والمقام، ولا يمكن تأديته إلا من قبل أبناء المنطقة ومناطق انتشاره جغرافيا هي (مكة، المدينة المنورة، جدة)، ويرى الموسيقار غازي علي أن من مستلزمات المجس قفله بآهة (يالال) شاقة الفضاء بعذوبة، ويؤدى هذا اللون على مقام الحجاز، لذا يصعب على من هو من خارج بيئة الحجاز تأديته، إذن هو فن حجازي خالص ينهض على مقطوعة شعرية مكونة من ما بين أربعة أو ستة أبيات من عيون الشعر العربي، ولا يؤديه مطرب يجيد متمكن بالمقامات، ومؤدي المجس يعرف بـ (الجسيس).
صعوبة المجس
إذ يذكر طارق عبدالحكيم موقفا يبرز صعوبة أداء المجس يقول: (اجتمعنا بالفنان وديع الصافي ورغم ما يملكه من قوة وجمال صوت إلا أنه لم يستطع تأدية المجس لصعوبته عليه وعدم معرفته لطريقة أداء هذا اللون). الجسيس من الشخصيات القديمة التي اشتهرت بها المدينة المنورة لإنشاد الأبيات الشعرية احتفاء بالعائدين من الحج والشباب المحتفين بزواجهم، ومن الأبيات التي يرددها الجسيس قديما للترحيب بالعائدين من الحج إلى المدينة المنورة بالركب: (من طيبة أشرقت بالليل أنوار فلاح، منها لأهل الركب أسرار).
أشهر الجسيسة: ومن أشهر من أدى فن المجس في مكة: حسن جاوه، إسماعيل كردوس، سعيد أبو خشبة، حسن لبني، عبدالرحيم مؤذن، طلال مداح، منصور بغدادي، محمد أمان، إبراهيم تركستاني، سراج عتيق، عبدالله بايعشوت، عبدالعزيز شرف، عبدالله شرف، محمد أمان، ويحيى لبان وما زال الشباب يقدمون هذا المجس بنفس الأسلوب القديم.
تعريف الجسيس أو (الجساس): الجساس أو الجسيس هو المنشد الذي كان يؤدي أناشيد الزيارة للمدينة المنورة، أو الذي يقوم بالإنشاد في المولد النبوي، أو منشد الأعراس والتي تسمى بعقود القران والتي تسمى (بالملكة الشهري) والذي يقوم فيها الجسيس بمديح العروسين والدعاء لهما في ليلة عقد القران أو ليلة الزواج، وهذا هو المعنى المتعارف عليه لكلمة (جساس ــ جسيس) ويعد إبراهيم خفاجي شاعر الوطن هو أبرز من شارك في كتابة نصوص هذه الأغنيات والمجسات مشاركة منه في أفراح أصدقائه والناس بشكل عام في مكة المكرمة.
المصدر : عكاظ 1432/7/4هـ - علي فقندش .
1 تعليقات
سالم جسين غندورة
2011/06/08 11:37 PMالأبلاتين
نعم الأبلاتين وحسن جاوه وحسن لبني كان لهم تأثير كبير في الساحة الفنية قبل إنتشار المذياع وولوج التلفزيون كل منزل. أذكر الوالد حسين غندورة رحمه الله وهو يردد ما ينشد هؤلاء العظام، كنت أطرب لسماع صوتهم في حفلات الزواج المكية، من ثم أصبح الراديو يمتعنا ببعض الإبتهالات الدينية قبل رفع الأذان.