احتفال أهل مكة بقدوم رمضان كما وصفه ابن جبير و ابن بطوطة

كان أهل مكة و المدينة يحتفلون بقدوم بعض الشهور, ومن ذلك شهر رمضان , فقد رصدت كتب الرحلات كيفية احتفال المكيين بقدوم الشهر .

فقد وصف ابن جبير الذي عاصر أواخر عهد الفاطميين وبدايات عهد الأيوبيين ,احتفالات أهل مكة بقدوم شهر رمضان عام 579هـ /1183م , فذكر أن الشموع و القناديل تضاء وتدق الدبادب إيذانا بدخول الشهر و تضرب الفرقعات عند الفراغ من أذان المغرب و العشاء وتضرب الفرقعات للسحور وتوضع على المآذن قناديل تطفأ إذا حان وقت الإمساك .

ويجتمع الناس لأداء التراويح في جماعات مختلفة حسب المذاهب الفقهية , كل جماعة خلف المقام المهيأ لها . وصف ابن جبير حال المقامات في صلاة التراويح برمضان , فوصف كيفية أداء هولاء الأئمة لصلاة التراويح فذكر أن كل إمام كان يصلي بجماعته عشرين ركعة . أما إمام الشافعية فكان له وضع خاص فان كان يطوف حول الكعبة سبعة أشواط قبل البدء في أداء صلاة التراويح وبعد فراغه من الطواف تضرب الفرقعة – التي تكون بين يدي الخطيب يوم الجمعة – إيذانا ببدء الصلاة ثم يصلي ركعتين ويطوف بعده سبعاً وهكذا إلى أن يتم عشرين ركعة ثم يصلي الشفع و الوتر .

والاحتفال برمضان استمر إلى العهد المملوكي , فقد وصف الرحالة ابن بطوطة ( 703-779هـ/ 1304-1377م ) المعاصر للعهد المملوكي احتفالات أهل مكة بقدوم رمضان حيث كانوا يستقبلونه بالطبول و الدبابات , ووصف كيفية صلاة التراويح و ختم القران الكريم بها في عهد المماليك على نحو ما وصفه ابن جبير .

المصدر : موسوعة مكة المكرمة و المدينة المنورة المجلد الثاني , ص 85 .