المطوف عبدالقادر مسكي يستعيد 60 عاماً من تجاربه في مهنة الطوافة
استعاد المطوف عبد القادر محمود مسكي ، ما تختزله ذاكرته لأكثر من 60 عاماً ؛ ليسرد لنا شيئاً من تجربته الثرية في مهنة آبائه وأجداده في الطوافة ، خاصة وأنه عاد وبدءاً من هذا الموسم ، للعمل مجدداً في هذه المهنة الشريفة ، وذلك من خلال دعم ومؤازرة رئيس مجلس إدارة مؤسسة مطوفي حجاج جنوب آسيا عدنان بن محمد أمين كاتب ، الذي أتاح له الفرصة ، للعودة مجدداً إلى خدمة ضيوف الرحمن ، ضمن المختارين لرئاسة 20 مكتباً ، في إطار رغبة مجلس الإدارة مواجهة زيادة أعداد الحجاج وإتاحة الفرصة لأكبر قدر ممكن من أبناء المؤسسة للعمل في خدمة ضيوف الرحمن .
وفي هذا السياق ؛ فقد أوضح ابن المطوف محمود عبد القادر محمود مسكي ، أنه حصل على رئاسة مكتب الخدمة الميدانية رقم 94 كأول مكتب على رأس قائمة المكاتب العشرين الجدد ، والتي تبدأ من مكتب 94 حتى 113 وسرعان ما أحرز مكتبه درجة الامتياز ، من حيث التأسيس والجاهزية التامة لاستقبال حجاج بيت الله الحرام في هذا الموسم ، وجاء في المرتبة الثانية حسب تصنيف المؤسسة لمكاتب الخدمة للمكاتب الجديدة ، بناء على التقارير المرفوعة لمجلس الإدارة من لجان الإشراف والمتابعة التي قامت بجولات تفقدية لكافة مكاتب المؤسسة .ويتميز مكتب 94 بميزات فريدة أهمها ؛ أنه أقرب مكتب خدمة ميدانية بين جميع مكاتب الخدمة الميدانية بمؤسسات الطوافة في المشاعر المقدسة ، حيث يقع في مخطط البنك ويطل مباشرة على المشعر الحرام في مزدلفة ، وأما في مشعر مني فهو يقع من جهة كوبري الملك عبد الله .وقد أفاد المطوف عبد القادر مسكي ؛ أنه بدأ مزاولة المهنة في عام 1369هـ وعمره لم يتجاوز التسع سنوات ، وأنه واصل مع أخويه السيد عبد الرحمن مسكي ـ رحمه الله ـ والسيد محمد صالح محمود مسكي ، العمل في خدمة الحجاج ، ثم في عام 1379هـ وفي عهد شيخ المطوفين عبد الرحمن مظهر فضل العمل بشكل مستقل . مشيراً إلى أنه ذهب إلى الهند وبنغلاديش ، وأتى بعدد 16 حاجاً فقط ، وفي العام الذي يليه وصل عدد حجاجه إلى 850 حاجاً وظل هكذا يواصل العمل والمثابرة ، حتى وصل عدد حجاجه قبل أربعين عاماً إلى عشرة آلاف حاج ..
ويضيف المطوف مسكي أنه كان يسافر مع والدته وكريمته في عام 1373هـ من ميناء جدة إلى ميناء كلكتا في الهند ، بحثاً عن الحجاج في الهند وباكستان وبنغلاديش ، وقد كانت تستغرق هذه الرحلة 9 أشهر . ويضيف “ كنا في ذلك العهد كمطوفين نقوم بدعوة الحجاج لأداء فريضة الحج ، ونبين لهم فضل الحج ، حيث كان كثير من الناس في تلك البلدان مقتدرين لكنهم لايفقهون شيئاً عن وجوب أداء فريضة الركن الخامس من الإسلام “ . ومضى المطوف مسكي يقول : في إحدى السنوات سافرت من ميناء جدة إلى كلكتا في الهند ، ثم بومباي ، وشادقام ، وبورما ، وتايلاند ،وأفغانستان ، وقد بلغت جبال الهملايا المشهورة ، وقمت بدعوة المسلمين من سكان تلك البلدان إلى أداء فريضة الحج ، حيث كان من المعمول به آنذاك أن المطوف يسأل عن الذين لم يؤدوا فريضة الحج ، ثم يتعرف عليهم ، ويسألهم عن الأسباب التي أخرتهم عن أداء الفريضة ، ثم يرغبهم في الحج ، ويشرح لهم طريقة الوصول إلى مكة أو يصطحبهم معه ، وكان يعرف هذا النوع من الحج بعهد ( السؤال) “.كما يبين المطوف مسكي في حديثه لـ “ الندوة “ أن “ الطوافة الفردية كانت لا تلتزم بدولة محددة أو جهة معينة ، حيث كنا نذهب في ذلك العهد إلى مصر والسودان ولبنان والأردن واليمن وتونس وتركيا . وفي عام 1381هـ جئت بحجاج من بريطانيا وفرنسا “. مؤكداً أن معرفته بلغات الحجاج قد ساعدته على العمل كثيراً ، حيث يتقن اللغة الاوردية والبنغالية وكثير من لغات قارة جنوب آسيا .ويشير السيد عبدالقادر مسكي إلى أن الطوافة قد شهدت في هذا العهد السعودي الزاهر ومنذ أن وحدّ الملك عبد العزيز ـ طيب الله ثراه ـ تراب هذا الوطن ؛ طفرة كبرى ، ثم جاء نظام المؤسسات الذي ينعم فيه جميع مطوفي حجاج بيت الله الحرام .
وقال إنه ومنذ أن أنشئت مؤسسة حجاج جنوب آسيا ، ونحن نشهد تطوراً يوماً بعد يوم ، لكن القفزة الكبرى حدثت في عهد رئيس مجلس الإدارة الأستاذ عدنان كاتب ، وقد تبوأت المؤسسة بفضل الله ثم بالجهود الكبيرة التي يبذلها رئيس مجلس الإدارة ، والأفكار المستنيرة لنائبيه الدكتور رشاد محمد هاشم حسين والمهندس زهير سقاط ، وأعضاء المجلس ، مكانها المتقدم بين رصيفاتها من المؤسسات وأصبحت ملء السمع والبصر .ويختتم السيد عبد القادر محمود مسكي حديثه لـ “ الندوة “ بقوله : إنني أعمل مع ابني في المكتب من واقع خبرتي الكبيرة . وباعتباري مطوفاً مخضرماً ، فإن الكثيرين يطلبون مني بعض الاستشارات ، لاسيما وان ابنتي إيمان عبد القادر مسكي ، تقوم برئاسة اللجنة التطوعية النسائية بالمكتب ، وقد وفر المكتب لهذه اللجنة جميع مستلزمات العمل التي تعينهن على خدمة ضيفات الرحمن ، بدءاً من الاستقبال أو مستلزمات الزيارة في أماكن سكنهن ومتابعة من يتعرضن للوعكات الصحية ، وأدعو الله أن يتقبل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم وأن نؤدي هذا العمل ابتغاء لمرضات الله ، ثم تحقيقاً لتطلعات قيادتنا الرشيدة ـ حفظها الله ـ “
الندوة 1432/11/15هـ
0 تعليقات