مشروع توسعة الحرمين منظومة متكاملة من الخدمات وفق أحدث التصاميم الهندسية
يقف مشروع توسعة وعمارة المسجد الحرام معلما إسلاميا شامخا يجسد اهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - على توفير الرعاية الشاملة لحجاج بيت الله الحرام لأداء نسكهم وعباداتهم بكل يسر وسهولة .
وقد وضع هذا المشروع في مقدمة الاهتمامات الكبرى للمملكة العربية السعودية انطلاقا من إيمانها العميق أن تلك أمانة شرفت بها فتحملت مسؤولياتها حتى وفق الله تعالى قيادتها للإنفاق على هذا العمل الجليل أداء للواجب واضطلاعا بالمسؤولية دونما انتظار شكر أو ثناء وإنما رجاء المثوبة والأجر عند الله سبحانه وتعالى وتسهيلا لأداء المسلمين مناسكهم وتوفير الأمن والطمأنينة لهم.
وقد روعي في تنفيذ المشروع أن يكون متميزا من حيث التصميم والتنفيذ وأن يكون مترابطا مع المبنى العام للحرم من حيث الطابع المعماري.
وحظيت منطقة الحرم المكي الشريف في عهد خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - بالنصيب الوافر من الاهتمام والمتابعة والبذل ، فسجلت المشاريع العملاقة أكبر توسعة في تاريخ البلد الحرام ، فوُظِفَ العلم الحديث والمعرفة التقنية والهندسية والمعمارية لخدمة هذه المشاريع العملاقة .
وفي التاسع عشر من شهر رمضان من هذا العام 1432هـ رعى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله - حفل وضع حجر الأساس لمشروع التوسعة الجديدة للمسجد الحرام على مساحة تقدر بـ400 ألف متر مربع وبعمق 380 متر بطاقة استيعابية بعد اكتماله بأكثر من مليون ومئتي ألف مصل تقريبا , حيث تقدر القيمة المالية للعقارات المنزوعة لصالح المشروع بأكثر من أربعين مليار ريال.
وجاءت الموافقة السامية على مشروع التوسعة لتواكب الازدياد المضطرد في أعداد الحجاج والمعتمرين والمصلين في جنبات المسجد الحرام في أوقات الذروة من العام وخصوصاً في رمضان والأعياد وموسم الحج حيث ستسهم هذه التوسعة في زيادة الطاقة الاستيعابية للساحات المحيطة بالحرم وتذويب التكدس العمراني الموجود حول منطقة المسجد الحرام المتمركز في الجهات الشمالية والغربية وفي الجهة الشمالية الشرقية.
وستؤدي التوسعة إلى تفريغ المناطق المحيطة بالمسجد الحرام لتسهيل حركة المصلين وآمّين بيت الله الحرام وإعطاء مزيد من الراحة والطمأنينة للمصلين إضافة إلى تحسين وتجميل البيئة العمرانية بالشكل الذي يواكب التطور العمراني في هذا العصر مع الأخذ في الاعتبار روحانية وقدسية المكان.
وسيضم المشروع هيكلة إنشاء شبكة طرق حديثة مخصصة لمركبات النقل منفصلة تماماً عن ممرات المشاة وأنفاق داخلية مخصصة للمشاة مزودة بسلالم كهربائية تتوفر فيها جميع معايير الأمن والسلامة وسط منظومة متكاملة من الخدمات التي تساعد على سهولة الحركة والانتقال من وإلى الساحات الشمالية والغربية بعيداً عن الحركة المرورية ، بما يوفر مصليات جديدة واسعة .
وتلبي التوسعة جميع الاحتياجات والتجهيزات والخدمات التي يتطلبها الزائر مثل نوافير الشرب والأنظمة الحديثة للتخلص من النفايات وأنظمة المراقبة الأمنية , إلى جانب تظليل الساحات الشمالية .
وترتبط التوسعة الحالية بالتوسعة السعودية الأولى والمسعى من خـلال جسور متعددة لإيجاد التواصل الحركي المأمون من حيث تنظيم حركة الحشود .
وستؤمن منظومة متكاملة من عناصر الحركة الرأسية حيث تشمل سلالم متحركة وثابتة ومصاعد روعي فيها أدق معايير الاستدامة من خلال توفير استهلاك الطاقة والموارد الطبيعية بحيث تم اعتماد أفضل أنظمـة التكييف والإضاءة التي تراعي ذلك.
وشهد بناء وعمارة المسجد الحرام على امتداد أكثر من 14 قرنا ، نقلات معمارية كثيرة على مر العصور ؛ إلا أن هذه التوسعة شهدت تطوراً وتوسعاً أفقياً ورأسياً وخدمياً ، حيث تعد علامة بارزة في تاريخ عمارة المسجد الحرام تضاف إلى المشروعات العديدة التي شهدها المسجد الحرام في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله- ومنها توسعة المسعى الذي ارتفعت طاقته الاستيعابية من 44 ألف ساعٍٍ في الساعة إلى 118 ألف ساعٍ في الساعة , مما سهل على الحجاج والمعتمرين إكمال مناسكهم ثم ارتبط بهذه التوسعة دراسة توسعة المطاف والأمر بتكييف كامل المسجد الحرام التي يتوقع ظهورهما قريبا تسهيلا وتيسيرا للمسلمين , ومن تلك الانجازات مشروع سقيا زمزم الذي وفر الماء المبارك بأسلوب تقنى متطور .
وتأتي هذه المشروعات امتدادا لما شهده المسجد الحرام من توسعات وإنشاءات في العهد السعودي منذ تأسيس الدولة على يد الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن رحمه الله.
كما دشن خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- ساعة مكة المكرمة حيث أنهت الشركة المنفذة للمشروع ، وقامت مؤخرًا بتركيب الحزم الضوئية على أكبر هلال مذهب في العالم وذلك في قمة ساعة مكة المكرمة ويعد أكبر هلال تم صنعه حتى الآن وإجراء التجارب على هذه الحزمة الضوئية البالغ عددها 16 حزمة ضوئية تتكون من 21 ألف مصباح ضوئي .
ونصبت المئذنة الذهبية على أعلى هرم ساعة مكة المكرمة التي من المتوقع أن يبث منها أذان المسجد الحرام مباشرة عبر مكبرات صوت خاصة إلى جانب أنه من الممكن سماع الأذان في محيط المسجد الحرام من مسافة 7 كيلومترات ، و بواسطة 21 ألف مصباح ضوئي، تضاء أعلى قمة في ساعة مكة أثناء الأذان ، إذ إن تلك الأضواء اللامعة باللونين الأبيض والأخضر يمكن رؤيتها من مسافة تصل إلى 30 كيلومترًا من البرج، مما يجعلها تشير إلى وقت دخول الصلاة بطريقة تمكن ذوي الإحتياجات الخاصة من ضعاف السمع، أو البعيدين عن الحرم من معرفة وقت الصلاة ويبلغ قطر ساعة مكة 46 متراً ويمكن رؤيتها وسماع صوتها من مسافات بعيدة ، كما يعلو الساعة من الجهات الأربع "لفظ الجلالة".
وسيتم ربط ساعة مكة بأكبر مراكز التوقيت في العالم وتطل ساعة مكة المكرمة على بيت الله الحرام و تعكس الجوانب الحضارية والتقنية في الأساليب العصرية التي وصلت إليها المملكة تزامنا مع أكبر توسعتين عملاقتين شهدهما الحرمان الشريفان.
كما أنها المظهر الجمالي لساحات الحرم المكي ، لتكون الأكبر والأعلى عالميا، تؤدي ساعة مكة دورًا كبيراً في تحديد قبلة المساجد في مكة التحديد الأمثل للقبلة ، وتعد أكبر ساعة برجية في العالم ويمكن رؤيتها من جميع أحياء مكة المكرمة على بعد 8 كيلومترات.
ويبلغ الارتفاع الإجمالي لبرج ساعة مكة 601 متر، في حين يصل ارتفاع الساعة من قاعدتها إلى أعلى نقطة في قمة الهلال 251 مترًا.
ويتكون من "4" واجهات، تشكل الواجهتان الأمامية والخلفية 43 في 43 مترًا، بينما تشكل الواجهتان الجانبيتان نحو 39 في 39 مترًا، ويصل طول حرف الألف في كلمة لفظ الجلالة -الله- إلى أكثر من 23 مترًا، ويمكن رؤية كلمة الشهادتين - لا إله إلا الله محمد رسول الله - فوق الواجهتين الجانبيتين للساعة من بعد ، وهي مصممة على الطراز الإسلامي طبقا لأدق معايير السلامة، ويبلغ الوزن الإجمالي لساعة مكة "36.000" طنا.
ومن المتوقع أن تضيء ساعة مكة المكرمة في بعض المناسبات الإسلامية كدخول الأشهر الهجرية والأعياد من خلال " 16 " حزمة ضوئية عمودية خاصة تصل إلى ما يزيد عن " 10 " كيلومترات نحو السماء وتبلغ قوة كل حزمة ضوئية "10" كيلو واط. ويمكن مشاهدة الساعة ومعرفة التوقيت من مسافة 17 كيلومترا من البرج في الليل عندما تكون إضاءة الساعة بيضاء وخضراء، فيما يمكن مشاهدة الساعة من مسافة "11" إلى "12" كيلو مترا خلال النهار عندما يكون لون الساعة أبيضا. ويبلغ طول العقرب الطويل للساعة 22 مترًا والقصير 17مترًا وصممت الساعة حتى تكون الساعة مرئية حتى في الليل من مسافات بعيدة وفي مختلف الأحوال الجوية أيضا ً إضاءة ليلية وفسفورية وهي الأفضل في العالم حتى الآن وتحتوي على غرفة للتحكم تقوم بنشر التوقيت العالمي للصلوات بدقة للقنوات والأقمار الفضائية وهي مرتبطة مع التوقيت العالمي.
ومن المشروعات التطويرية التي أمر بتنفيذها - أيده الله - مشروع توسعة المسعى حيث تعد توسعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيزآل سعود للمسعى أكبر توسعة يشهدها المسعى في تاريخه في مشروع متميز يهدف إلى تسهيل مناسك الحجاج والمعتمرين مراعياً الاعتبارات الشرعية والجغرافية .
وجاءت التوسعة الجديدة لتضاف إلى إنجازات سابقة فقد زاد عرض المسعى الكلي إلى الضعف ، فبعد أن كان عرض المسعى 20 متراً تمت توسعته ليصل إلى 40 متراً، مستغلاً المساحات الملاصقة للحرم، وبلغ عدد الطوابق 4 طوابق بمساحة إجمالية تجاوزت 87 ألف متر مربع، بعد أن كانت المساحة الإجمالية تقارب 29 ألف متر مربع، أي بزيادة تجاوزت 43 ألف متر مربع قبل التوسعة ، فيما تبلغ مسطحات البناء الإجمالية بكافة الأدوار لمناطق السعي والخدمات حوالي 125 ألف متر مربع ، وهو ما يعني بالتأكيد تخفيف الازدحام بشكل ملحوظ، وبالتالي ضمان سلامة الحجاج والمعتمرين.
ويوفر هذا الإنجاز الكبير لزوار بيت الله الحرام 3 أدوار و 4 مناسيب للسعي تتصل مباشرة بأدوار التوسعة السعودية الأولى للحرم ، فيما يرتفع دور سطح المسعى الجديد عن أدوار الحرم الحالي، ويتم الوصول إليه عن طريق سلالم متحركة ومصاعد ، إضافة إلى 3 جسور علوية وممر للجنائز من قبو المسعى إلى الساحة الشرقية عبر منحدر ذو ميول مناسبة لتوفير الراحة ، و اشتمل المشروع على توسعة منطقتي الصفا والمروة بشكل يتناسب مع التوسعة العرضية والرأسية، وتركيب 4 سلالم كهربائية جديدة من جهة المروة، لنقل الزوار خارج المسعى، حتى يتمكن الحجاج والمعتمرون من الخروج بيسر بعد الفراغ من نسكهم ، كما تؤمن التوسعة الجديدة ممرات مخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة، إضافة إلى توفير مناطق للتجمع عند منطقتي الصفا والمروة .
ومن المشروعات التي أمر بتنفيذها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - لخدمة الحرمين الشريفين مشروع وقف الملك عبد العزيز للحرمين الشريفين حيث يعد الوقف الواقع بجوار الحرم أكبر مبنى سكني وتجاري في العالم من حيث المساحة المبنية التي تبلغ 1.5 مليون متراً مربعاً ، كما أنه ثاني أعلى مبنى في العالم ويشتمل المشروع على مواقف كبيرة للسيارات مرتبطة بالأنفاق الأرضية تحت المبنى وخزانات لتأمين المياه تزيد سعتها عن،53000 متر مكعب لضمان توفير المياه، خصوصا في أوقات الذروة، كما يشتمل على الاحتياجات الإضافية اللازمة لشبكة مكافحة الحريق التي يجب أن تكون متوفرة على مدار الساعة ، كما تم ربط الأبراج السكنية فيما بينها عبر جسور على ارتفاعات مختلفة للتنقل ما بين الأبراج ولاستعمالها للإخلاء السريع عند الطوارئ.
كما يتضمن الوقف نظام تكييف مركزي صمم في مبنى منفصل على بعد أكثر من كيلومتر عن المشروع، و ذلك لتجنب الضوضاء الناتجة عن تشغيل المبردات كما أن مباني الوقف مزودة بنظام تحكم ومراقبة لعمل الأجهزة الأساسية بما فيها المضخات والمراوح والمعدات الكهربائية و ذلك لمراقبة عملها وتامين الخيارات البديلة في حال تعطله ، وروعي في مباني وقف الملك عبدالعزيز للحرمين الشريفين إبراز النواحي الجمالية، والمحافظة على البيئة والطابع المعماري للمنطقة المحيطة ، فواجهات مباني الوقف ترسم الطابع المعماري الإسلامي بشكل يليق بأهمية المشروع وموقعه قرب المسجد الحرام.
ويعد الوقف مدينة متكاملة الخدمات إذ يحتوي على سبعة أبراج سكنية يشمل كل برج منها على فندق وشقق فاخرة مفروشة وأجنحة من جميع المستويات، إضافة إلى مجمع تجاري وأسواق مركزية ومنطقة مطاعم ، وفرض حجم المجمع الهائل والأعداد الكبيرة من الضيوف والزوار والنزلاء توفير مصاعد وسلالم كهربائية عديدة حتى يتسنى للجميع الحركة بكل سهولة ويسر والوصول إلى الحرم بسرعة، وذلك عبر 412 مصعداً في الأبراج تتحرك معظمها بسرعة ستة أمتار في الثانية ، فضلاً عن 140 سلماً كهربائياً.
ويحتضن المشروع مباني الوقف للحرمين الشريفين ومركزاً ثقافياً ، بالإضافة إلى مركز خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لدراسة ومتابعة منازل القمر، ومركز أبحاث علوم الفلك، ومركز رصد فلكي، ومهبطين للطائرات العمودية على اتصال مباشر بجميع الأبراج السكنية ، كما يضم مركزاً طبياً متكاملاً ، فضلاً عن تجهيز مقر للمؤتمرات بطاقة استيعابية تبلغ 1500 شخص، ومحطات خاصة للحافلات، بالإضافة إلى توفير أحدث وسائل الأمن والسلامة باستخدام النظام المتكامل للإنذار المبكر ومكافحة الحريق وزود المشروع بمحطتين لمعالجة مياه الصرف وإعادة استعمالها في دورات المياه.ومن المشروعات الحيوية التي حرص - حفظه الله - على تنفيذها لخدمة حجاج بيت الله بالمشاعر المقدسة مشروع جسر الجمرات وتطوير منطقة الجمرات الذي بلغت تكاليفه أكثر من 4 مليار و200 مليون ريال وتمت الاستفادة منه بالكامل خلال موسم الحج الماضي وتبلغ طاقته الاستيعابية له 300 ألف حاج في الساعة ويبلغ طول الجسر 950 مترا وعرضه 80 مترا وصمم على أن تكون أساسات المشروع قادرة على تحمل 12 طابقا وخمسة ملايين حاج في المستقبل إذا دعت الحاجة لذلك و يتكون من 5 طوابق تتوفر بها جميع الخدمات المساندة لراحة ضيوف الرحمن بما في ذلك نفق أرضي لنقل الحجاج بحيث يفصل حركة المركبات عن المشاة ويبلغ ارتفاع الدور الواحد اثني عشر مترا ويشتمل المشروع على ثلاثة أنفاق وأعمال إنشائية مع إمكانية التطوير المستقبلي ، ويشتمل المشروع على 11 مدخلا للجمرات و12 مخرجا في الاتجاهات الأربعة، إضافة إلى تزويده بمهبط لطائرات مروحية لحالات الطوارئ ونظام تبريد متطور يعمل بنظام التكييف الصحراوي يضخ نوعا من الرذاذ على الحجاج والمناطق المحيطة بالجمرات مما يسهم في خفض درجة الحرارة إلى نحو 29 درجة، وأنفاق أرضية.
ويشتمل مشروع منطقة الجمرات إضافة إلى الجسر تنفيذ مشروعات جديدة في المنطقة تمثلت في إعادة تنظيم المنطقة وتسهيل عملية الدخول إلى الجسر عبر توزيعها على 6 اتجاهات منها 3 من الناحية الجنوبية و3 من الناحية الشمالية وتنظيم الساحات المحيطة بجسر الجمرات لتفادي التجمعات بها والسيطرة على ظاهرة الافتراش حول الجسر إلى جانب مسارات الحجاج، ومما ساعد على تنظيم وتخصيص الأماكن المناسبة للخدمات مثل الأغذية وأماكن الحلاقة ودورات المياه والخدمات الطبية والإسعافية وقوات الدفاع المدني والأمن العام، ولتحقيق أعلى درجات الأمن والسلامة زود المشروع بآلات تصوير تقنية مطورة موزعة في عدة أماكن ومتصلة بغرفة العمليات التي تشرف على الجسر والساحة المحيطة به لمراقبة الوضع بصورة عامة واتخاذ الإجراءات المناسبة وقت وقوع أي طارئ ، وكذلك روعي في تنفيذ المشروع الضوابط الشرعية في الحج وازدياد عدد الحجاج المستمر وتوزيع الكتلة البشرية وتفادي تجمع الحجاج عند مدخل واحد وذلك عن طريق تعدد المداخل والمخارج في مناطق ومستويات مختلفة تناسب أماكن قدوم الحجاج إلى الجسر ومنطقة الجمرات كما يحتوى المشروع على أنفاق لحركة المركبات تحت الأرض لإعطاء مساحة أكبر للمشاة في منطقة الجسر ومخارج للإخلاء عن طريق 6 أبراج للطوارئ مرتبطة بالدور الأرضي والأنفاق ومهابط الطائرات.
ومن المشروعات التي أمر بتنفيذها - حفظه الله - بالمشاعر المقدسة مشروع قطار المشاعر المقدسة لنقل الحجاج بين مناطق المشاعر حيث جاءت فكرة القطار محاولة لتلافي مشاكل النقل الحالية وازدحام المشاعر بالحافلات ووسائل النقل الأخرى، كما أن الاختناقات المرورية كانت إحدى مظاهر الحج السنوية ، رغم الجهود الواضحة التي تبذلها الجهات المختصة لتلافيها ، إلا أن محدودية المكان وكثرة الحجاج ووسائل النقل، جعلت تلافي الاختناقات المرورية أمراً أشبه بالمستحيل، إذ تعد المشاعر المقدسة وقت الحج أكثر الأماكن كثافة بشرية في العالم ، لذا وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالعزيز وزير الشئون البلدية والقروية آنذاك بإيجاد حل لمشكلة الازدحام المروري بالمشاعر وقد أقر - حفظه الله - إنشاء مشروع نقل متكامل يلغي الازدحام المروري والتلوث البيئي على أعلى المواصفات العالمية، وفي أسرع وقت ممكن. ويهدف استخدام قطار المشاعر إلى نقل نصف مليون حاج خلال 6 ساعات فقط من عرفات إلى مزدلفة، وهي عملية تفويج تعد ضمن أضخم عمليات التفويج في العالم ، ويربط القطار مشعر منى بمزدلفة وعرفات مروراً بالجمرات ، كما يهدف إلى تقليص الاعتماد على الحافلات في التنقل بين المشاعر، إذ سيغني عن استخدام أكثر من 30000 حافلة ، كما يهدف إلى رفع مستوى الأمان أثناء عملية التنقل بين المشاعر.ويمر القطار بثلاث محطات مختلفة في مشعر عرفات، وينتقل بعدها ليمر بثلاث محطات أخرى في مزدلفة، وبعد ذلك يتوقف في المحطة الأولى في أول مشعر منى، ثم وسطه ، فيما تكون محطته الأخيرة عند الدور الرابع في منشأة جسر الجمرات، ويتميز القطار بقربه من المستخدمين له على طول الخط على مسافة 300 متراً من الجانبين ، وهو خط مزدوج مرتفع عن الأرض وكذلك المحطات ، كما يراعي القطار جغرافية الأرض وعدم المساس بمجاري السيول والأودية ، ويوفر المشروع أيضاً ساحتين للانتظار في كل محطة تستوعب الواحدة منها ثلاثة آلاف حاج، وساحة انتظار ثالثة أسفل المحطة لتفويج الحجاج تباعاً ، كما أن هذه الساحات مزودة جميعها بوسائل للسلامة، وأخرى لتلطيف الجو.
وسيؤدي استعمال القطار إلى الاستغناء عن 30 ألف حافلة ومركبة حيث يبلغ طول مسار القطار 20 كيلومتر ويبلغ عدد العاملين بالمشروع 25 ألف عامل وساعات العمل يومياً 24 ساعة ويبلغ طول المحطة الواحدة 30 متراً والطاقة الاستيعابية 72 ألف حاج/ساعة وعدد القطارات 20 قطاراً وعدد العربات في القطار الواحد 12 عربة طول العربة 250 متراً و طاقة العربة 250 حاجاً وسرعة القطار 80 - 120 كم/الساعة وسيتم خلال موسم حج هذا العام الاستفادة من هذا المشروع بكامل طاقته الاستيعابية.
المصدر : البلاد 1432/12/2هـ
0 تعليقات