السوق الصغير .. من موقف للبقر إلى نفق عصري

لم يعد السوق الصغير في مكة المكرمة سوى ذكريات في الوعي الجمعي، إذ أنه تمت إزالته قبل عدة سنوات لصالح توسعة الحرم المكي الشريف وتم حفر نفق تحته لعبور السيارات.

وما زال أهل العاصمة المقدسة يتذكرون السوق الصغير حتى الآن وكان هذا الموقع من الأسواق القديمة التي تجاور الحرم المكي الشريف، إذ أن أهالي مكة المكرمة أسسوا العديد من الأسواق حول المسجد الحرام وهذه الأسواق تمت إزالتها مؤخرا لمشاريع التوسعة، إلا أن ذكرى هذه الأسواق ما زالت تتردد على ألسنة المجتمع المكي في مجالسهم ومنتدياتهم وكذلك ألسنة الزوار والمعتمرين ومن هذه الأسواق السوق الصغير.

فالسوق الصغير هو من أشهر أسواق مكة المكرمة التي كانت مجاورة للمسجد الحرام ويقصدها المعتمرون وأهالي مكة المكرمة وقد ذكر بعض المطلعين على التاريخ المكي أن السوق الصغير قد اختلف في سبب تسميته بهذا الاسم، ومنها أنه سمي بذلك نتيجة لصغر حجمه، فهو يقع في الناحية الغربية من المسجد الحرام، حيث تمت إزالته وأدخل ضمن الساحات الغربية للمسجد الحرام وأقيم تحته نفق السوق الصغير حاليا، وقد كان يطلق على السوق الصغير في الماضي موقف البقر لكثرة محال جزارة البقر، ويمتد السوق الصغير من الهجلة حتى المسيال وهو مبطح السيل الذي يعرف اليوم بالمسيال، وموقع هذا السوق أمام المسجد الحرام من الجهة الغربية في منطقة تسمى قديماً الحزورة وكان هناك سوق الحناطين بمكة.

والسوق الصغير يقع في منطقة تضم المسفلة والشبيكة والشامية، أي انه يقع على أربع واجهات، فواجهته الشرقية نحو الحرم المكي الشريف، أما واجهته الغربية فهي ناحية الشبيكة وحارة الباب وريع الرسام، وواجهته الشمالية نحو الشامية والفلق والقرارة، أما واجهته الجنوبية فإن جزءا كبيرا منها ناحية المسفلة.

وأوضح الدكتور فواز الدهاس أستاذ تاريخ الجزيرة العربية بجامعة أم القرى أن السوق الصغير من المواقع الهامة والقديمة لأهل مكة المكرمة مثله مثل سوق المدعى وغيره من الأسواق المجاورة للمسجد الحرام، التي يزيد عمرها على مئات السنين، حيث تم ضمه مؤخرا للتوسعة، فهو يقع في الناحية الغربية للمسجد الحرام وقد كان مكانا للتسوق ليس لأهل مكة فقط بل كان المعتمرون والحجاج يتسوقون فيه حتى أن شهرته انتقلت الى خارج مكة المكرمة، وقد أزيل هذا السوق قبل عدة سنوات وأقيم مكانه نفق لمرور السيارات سمي باسمه نفق السوق الصغير.