«جبل الدفان»

 

دخل جبل دفان في صراع مع الزمن، ليتحول إلى واجهة المواقع التي تشهد مشروعات تطويرية في العاصمة المقدسة، بعدما كان مجرد مقبرة فرضت عليه التسمية، حيث كان سكان الأحياء المجاورة في السابق يدفنون موتاهم في هذا الجبل وهو جزء من أكبر جبال مكة «جبل قعيقعان» الذي يشمل عدة جبال مثل جبل عبادي وجبل هندي وجبل المدافع وغيرها.وبدأت عجلة التطوير تطال هذا الجبل، ليخترقه الآن نفقان للمشاة ويتم العمل على مدار الساعة لانجاز هذا المشروع الكبير والذي سينقل المشاة من حي الحجون حتى الساحات الشمالية للمسجد الحرام وسيتم إزالة هذا الجبل من ضمن الجبال التي ستتم إزالتها بسبب التوسعة العمرانية في مكة المكرمة، ويجري حاليا إزالة الجبل بصورة تدريجية.

وهذا الجبل يقع في ذيل جبل قعيقعان من الناحية الشمالية، ويطل على حارة المدابغية من الناحية الشمالية، ويطل كذلك على حارة السليمانية ومقابر المعلاة من الناحية الشرقية، ويتصل بجبال مطلة على جرول ودحلة حرب، ويحد الجبل من الجنوب جبل المدافع أو جبل العبادي.

وفي تسمية الجبل بهذا الاسم يقال إن فيه مدافن قديمة كان يدفن بها الأموات من الحارات المجاورة قديما أيام الخوف وقطاع الطرق، وربما سمي بذلك لوقوع مقبرة المعلاة في سفحه من الجهة الشرقية.وللجبل عدة طرق تصل إليه السيارات أو مشيا على الأقدام ويعتبر مدخل الحجون المدخل الرئيسي لجبل دفان وأما المدخل الآخر فهو يقع بالقرب من أنفاق السليمانية، وهناك طريق من الناحية الجنوبية متصل بجبل المدافع قادما من دحلة حرب بجرول. وقد اشتهر هذا الجبل بوعورة طرقة وخاصة طريق السيارات من جهة شارع زبيدة والذي مهد تمهيدا عشوائيا بين المنازل المتناثرة، وفي الطريق مرتفعات ومنزلقات خطيرة، ويتجشم سكانه المعاناة في الوصول إليه وفي إيصال احتياجاتهم الضرورية إلى أعلاه.

وقد اعتلى هذا الجبل خزان ماء ضخم صمم لإيصال الماء لساكني الجبل وإيصال الماء للأحياء المجاورة.وحاليا يتم تنفيذ مشروع اختراق أنفاق مشاة مقترحة من الحجون وحتى المسجد الحرام، وبسبب هذا المشروع اقتطع جزء كبير من الجبل من جهة الحجون وأزيلت الكثير من البيوت وانتقل كثير من السكان إلى خارج الجبل في أحياء مكة المكرمة الأخرى.وقد سكن هذا الجبل في السابق من كانوا يعملون في مقابر المعلاة والذين يطلق عليهم القبورية، كما سكن الجبل من ناحية الحجون الشيخ عبدالفتاح راوه المدرس بالمسجد الحرام رحمه الله تعالى وضم منزله مكتبته النفيسة التي كانت مقصدا لطلاب العلم.

أما اليوم فقد تفرق كثير من السكان إلى المخططات المطورة وسكن الجبل بعض الآسيويين وبعض اليمنيين الذين استوطنوه.إزالة تدريجيةوقد دخل هذا الجبل ضمن اهتمام المسؤولين لتطوير المنطقة وأصبح من الجبال التي ستتم إزالتها بسبب التوسعة العمرانية في مكة المكرمة، ويجري حاليا إزالة الجبل بصورة تدريجية بدءا من باطنه عبر الأنفاق ثم تهذيب سفحه وإزالته، ليتناسب مع موقعه الاستراتيجي وقربه من المسجد الحرام.

المصدر : عكاظ 1434/6/3هـ