مدفع رمضان يتحدّى زمن“الساعة” وحيدًا بـ150 طلقة بارود
باشر مدفع رمضان عمله على جبل المدافع بعد إجازة دامت 11 شهرا حيث ارتبط بالشهر الكريم وينتظره الصغار والكبار لإعلان موعد الإفطار رغم انتشار الساعات ووسائل الإعلام عن موعد الإفطار بطرق متنوعة. «المدينة» صعدت على قمة جبل المدافع بمكة المكرمة إذ يتربع على قمة الجبل على مساحة صغيرة لا تتجاوز (10×10م) مطلاً على حي جرول ومعتليًا جميع الأحياء الأخرى ليصل دوي صوته إلى مسافات بعيدة وأحياء متفاوتة.
ووقفت على كيفية إطلاق الذخيرة الصوتية من المدفع عند أذاني المغرب والفجر في شهر رمضان المبارك وذكريات كبار السن في رمضان وكيف كان المدفع يبلغهم بدخول الشهر ويدخل الفرحة إلى قلوبهم عند الإطلاق وهم حول مائدة الإفطار.
في قمة الجبل وبجوار المدفع التقينا رئيس الفرقة القائمة على تشغيله الرقيب مستور النهاري الذي رحب بالجريدة في المقر الذي يجلسون فيه بالقرب من المدفع وتحدث عن مدفع رمضان وقال: «إنه أصبح وحيدًا في هذا العام في ظل انتقال عدد من السكان المجاورين لمكان أخر بسبب ظروف الإزالة لتوسعة الحرم»، وقال: «اعتدنا في كل سنة عند إطلاقه إيذانا بدخول الشهر أن يقبل علينا الأطفال وصيحاتهم تعلوا مع كل صيحة يقفزون هنا وهناك مستمتعين بطلقات المدفع حيث يتم إطلاق 7 طلقات عند دخول الشهر الكريم».
وأشار إلى أن المدفع يتم إخراجه من موقعه بإدارة الضبط الإداري يوم الثامن والعشرين من شهر شعبان من كل عام ويتم صرف (150) طلقة يتم إطلاقها خلال الشهر الكريم بواقع أربع طلقات كل يوم حيث يطلق في المغرب طلقة واحدة إيذانا بالإفطار ويطلق في الساعة الثانية صباحا طلقة واحدة لكي تستيقظ الأسر وتبدأ التجهيز لوجبة السحور وقبل أذان الفجر يتم إطلاق طلقتين استعدادا للامساك وفي ليلة العيد عند الإعلان عن العيد يتم إطلاق سبع طلقات وفي صباح العيد يطلق خمس طلقات ثم تطلق الطلقات البقية بعد أداء صلاة العيد ابتهاجا بيوم العيد وبذلك أنهى الـ150 طلقة. وأوضح النهارى أن الطلقات عبارة عن بارود فقط يحدث صوتا عاليًا يسمعه الناس من على بعد بضعة كيلومترات، مشيرًا إلى أن عبوة الطلقة الواحدة تزن نحو كيلو من البارود.
وأضاف: «إنه بنهاية يوم العيد يعاد المدفع إلى مقره بإدارة المهمات والواجبات الخاصة بشرطة العاصمة المقدسة ولا يعود للجبل إلا قبيل بداية شهر رمضان بيوم أو يومين من كل عام»، مضى النهاري يقول: «أمضيت في العمل على مدفع رمضان أكثر من 15 عامًا وقد كان هناك ثلاثة مدافع قبل أكثر من 15 عامًا في هذا الموقع تطلق في لحظة واحدة وكل مدفع موجهة لجهة من الجهات حتى يصل صوته لكل السكان في مكة المكرمة إضافة إلى مدفع آخر كان في جبل شمسان وآخر في الجموم ورابع في النوارية لكن فيما بعد اقتصر الأمر على هذا المدفع الذي مازال صدى صوته في الأذهان مرتبطًا بشهر رمضان المبارك حاملا عبق المكان والزمان».
وقال: «إنه في العام الماضي والأعوام السابقة وعند الاستعداد لإطلاق المدفع قبيل أذان المغرب كان يجتمع حوله الأطفال والشباب ليشهدوا لحظات إطلاق المدفع مستمتعين بتلك اللحظات البهيجة التي تدخل السرور إلى نفوسهم وبعد الإطلاق يسارعون إلى منازلهم مرددين أهازيج الفرح».
واستطرد: «نشعر بسعادة ونحن نطلق طلقات المدفع والناس يتناولون طعام الإفطار على سماع الآذان وبعد إطلاق المدفع نعود إلى مقرنا لتناول طعام الإفطار». وبين أن مدفع رمضان خصص له عدد من رجال الأمن للعناية به وتجهيزه وتهيئته وصيانته وتنظيفه منذ وقت مبكر وطيلة الشهر الكريم وإطلاق الذخيرة الصوتية عند الإفطار وقبل السحور وعند الإمساك قبل صلاة الفجر وذكر أن المدفع يتم نقله بواسطة مركبة من مقر إدارة المهمات والواجبات إلى مكانه الذي خصص له بجبل المدافع المتميز بارتفاعه وقربه من المسجد الحرام.
المصدر : جريدة المدينة 1434/9/3هـ
0 تعليقات