«عائشة الراجحي».. جوهرة جديدة تضاف إلى عقد المساجد في مكة

يعدُّ جامع عائشة الراجحي في مكة المكرمة أحدث الجوامع في المدينة المقدسة، وقد راقب المكيون بشوق وتطلع مراحل إنشائه خطوة بخطوة في حي النسيم بالعوالي جنوب مكة إلى أن اكتمل بناؤه، وحضر أمير المنطقة الأمير خالد الفيصل لافتتاحه في 30 يونيو الماضي.


يتسع المسجد لأكثر من 48 ألف مصل، وهو رقم يجعله يتلو المسجد الحرام مباشرة في الطاقة الاستيعابية، وتتزين جدرانه بزخارف عثمانية مشابهة لتلك الموجودة في البناية العثمانية في الحرم، ويتألف من ستة أدوار، خصص البدروم الثاني منها لمواقف السيارات، في حين خصص البدروم الأول لصالة الصلاة وصالات الطعام ودواليب المعتكفين والحمامات والمصاعد والسلالم الكهربائية والممرات الرئيسة، أما الدور الأرضي فقد خصص لصالة الصلاة ومغاسل الجنازات والحمامات ومكاتب إدارة الوقف ومداخل مصلى السيدات ومدخل المكتبة وصالة صلاة للسيدات، وصالة الصلاة الرئيسة للسيدات وحمامات السيدات والمكتبة وقاعة المحاضرات وسكن الإمام ومكاتب موظفي الوقف، وشمل الدور الأول صالة الصلاة الرئيسة وغرف المعتكفين والمواضئ، وخصص السطح لصالة الصلاة الرئيسة.


يبلغ إجمالي الساحات الخارجية للمسجد 10 آلاف متر مربع، وشيدت خمس قباب للمسجد، قبة رئيسة بقطر داخلي 19 مترا وارتفاع 48 مترا من المنسوب الأرضي والقباب الأربع الجانبية يبلغ قطر كل منها 7 أمتار وبارتفاع 37 مترا من المنسوب الأرضي، كما تم توفير عدة خدمات في المسجد ومن أهمها معالجة مياه الوضوء للاستفادة منها في ري النخيل المجاور للمسجد، إضافة إلى تجهيزه بأحدث الكاميرات والأجهزة التي ستمكن القنوات الفضائية من البث المباشر.


يصلي التراويح في جامع عائشة الراجحي الشيخ محمد المحيسني، وكان قبلها إماما للجامع القطري في عزيزية مكة لمدة 17 عاما. يعد المحيسني من أشهر القراء السعوديين، وهو من مواليد بريدة عام 1965م، أتم حفظ القرآن الكريم في سن الثانية عشرة، وبدأ الإمامة مبكرا، وهو في سن الرابعة عشرة في جامع العجيبة بالرياض، ذاع صيته وعرف من أول شريط تم تسجيله بالمركز الصيفي عام 1397 شريط سورة التوبة وبه ذاع صيته في القصيم.


في عام 1415هـ انتقل المحيسني إلى مكة المكرمة، ومن عام 1417 صار يؤم الناس في الجامع القطري، وفي هذا الجامع عرف الشيخ المحيسني على نطاق واسع داخل المملكة وخارجها، وصار يقصده المصلون من مناطق مختلفة في المملكة، كما اعتاد أهل مكة الذين يصدهم الزحام عن الحرم، التوجه إلى مسجده لأداء صلاة التراويح، وتشنيف آذانهم بصوته العذب، وترتيله الذي يمزج فيه طراوة اللحن، بأنغام البكاء والتذلل والخضوع.امتهن المحيسني التجارة منذ صباه حين كان يساعد والده في أعماله التجارية في مدينة بريدة، ثم استمر يزوال التجارة حتى الآن، وتعد هي مصدر دخله الأساسي.

المسدر : الشرق 1434/9/5هـ