أبواب المسجد الحرام قبل التوسعة السعودية / الجانب الجنوبي

ثانيًا: بيان ما يقع من الأبواب في الجانب الجنوبي من المسجد الحرام من الشرق إلى الغرب:-

1- باب بازان:

 

سماه بذلك التقي الفاسي نسبة إلى (بازان عين حنين) وموضعه حيث مركز شرطة الصفا, وقال المؤرخ عبد الله الغازي إن اسم العين (عين سوق الليل) الموجودة إلى الآن (في زمن المؤرخ) وتعرف بالسبعة آبار, وقامت بعملها السيدة زبيدة بنت جعفر المنصور, بنى هذا الباب الخليفة المهدي العباسي سنة 164هـ, وعمّره السلطان مراد خان سنة 984هـ, ووصف الباب يحتوي طاقان لكل منها باب ذو مصراعين ويعلو أرض الرواق بإحدى عشرة درجة.

ومن أسماء الباب: (باب بني عائذ) كما قال الأزرقي, و(باب القرة قول) و(باب النعوش) لأن النعوش كانت تخرج منه إلى القشاشية ومنها إلى المعلاة.

2- باب البغلة :

تم إنشاؤه في زمن عمارة المهدي للمسجد الحرام سنة 164هـ, ولا يُعرف سبب هذه التسمية التي ذكرها الفاسي, وعرفه الأزرقي (بباب بني سفيان), جدد بنائه السلطان مراد خان سنة 984هـ ويعلو أرضية المسجد الحرام بست درجات وله منفذان لكل منفذ باب بمصراعين.

3- باب الصفا :

 

تم تسميته بذلك لأن الخارج من المسجد الحرام يستقبل الصفا, أنشأه الخليفة المهدي عام 164هـ وجدده السلطان مراد خان سنة 984هـ, وله خمسة منافذ وفوقها العقود الخمسة المميزة لباب الصفا حيث أن تحت كل عقد باب ذو مصرعين وهو الباب الوحيد من أبواب الحرم الذي فاق عدد منافذه الإثنين, ويعلو أرضية رواق المسجد بعشر درجات.

وقد كتب على المنفذين الأول والثاني على يمين الداخل للمسجد الحرام:-

)بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (

)إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ(.

وكتب على المنفذ الأوسط والذي يليه من الجهة اليسرى:-

)وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ(.

ومن أسماء الباب الأخرى: (باب بني عدي بن كعب) وذلك لأن منازلهم كانت بين المسجد والصفا حسب ما ذكره الأزرقي, وأيضا سُمي (بباب بني مخزوم).

4- باب أجياد الصغير :

سمي بذلك لأنه يخرج منه إلى أجياد بخط مستقيم, وكذلك عرفه بهذا الإسم ابن ظهيرة وقطب الدين, بناه الخليفة المهدي عام 164هـ سنة توسعته للحرم وتم تجديده سنة 984هـ بأمر السلطان مراد خان, يعلو أرضية الرواق بتسع درجات وهو ذو منفذين وله باب خشبي قوي بمصراعين.

 

وقد كتب على الباب بنقر الحجر بخط بارز:

)بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (

)وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ (

وسماه ابن جبير في رحلته (بباب الخلفيين).

5- باب الرحمة

 

ولا يعرف سبب لهذه التسمية, لكنه يعرف أيضا (بباب أجياد الكبير) لأنه أما شارع أجياد, بناه الخليفة المهدي العباسي سنة 164هـ, وتم تعميره في عهد السلطان مراد خان عام 984هـ, وله طاقان لكل منها باب خشبي قوي ذو مصراعين ويعلو بلاط رواق الحرم بعشر درجات.

ومما سمي به أيضا (بباب المجاهدية) حيث عرفه التقي الفاسي وابن ظهيرة وقطب الدين وذلك كونه عند مدرسة الملك مجاهد صاحب اليمن, وذكر الأزرقي أنه من (أبواب بني مخزوم).

وكتب في الباب نقرا على الحجارة:-

)فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا(.

6- باب التكية :

 

تمت تسميته بذلك لأن التكية المصرية كانت أمامه, أحدثه الخليفة محمد المهدي عام 164هـ, وتم تجديده في عهد السلطان مراد خان سنة 984هـ, وله منفذين لكل منها باب بمصراعين ويرتفع عن أرضية الرواق بعشر درجات.

وكتب عليه بالخط البارز نقرا على الحجر:

)فَانْظُرْ إِلَى آَثَارِ رَحْمَةِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (.

وذكر الأزرقي عن اسم الباب انه (باب بني تيم), وعُرف الباب قديما باسم (باب مدرسة الشريف عجلان) حسب التقي الفاسي لاتصال المدرسة بالباب.

7- باب أم هانئ :

 

سمي نسبة إلى أم هانئ بنت أبي طالب أخت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه حيث أن دارها كانت تقع أمامه كما عرفه الأزرقي وهو الإسم الأشهر حتى يومنا هذا, بناه الخليفة محمد المهدي عام 164هـ, وعمره السلطان مراد خان سنة 984هـ, وارتفاعه عن أرض الحرم بعشر درجات وله طاقان كمثل بقية أبواب المسجد وهي بمصراعين لكل طاق.

وكتب على الباب نقرا على الحجر بخط الثلث البارز:-

)إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا(.

وذكر التقي الفاسي أن اسمه (باب الملاعبة) وعرفه الأقشهري (بباب الفرج) وأيضا سمي (بباب أبي جهل), وفي تحصيل المرام ذكر المؤلف أنه في زمنه سمي الباب (بباب الشريف) لأن الشريف سرور كان يخرج منه إلى بيته في جياد, ومن أسمائه (باب الحميدية) وذلك أن الحميدية وهي دار الحكومة كانت تقع أمامه مباشرة.

إعداد: بدر أحمد بدرة , معالجة الصور : حسن مكاوي /  نشر في 1435/1/28هـ .

المراجع:

1- أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار, الأزرقي.


2- تاريخ عمارة المسجد الحرام, حسين عبد الله باسلامة.

3- باب السلام في المسجد الحرام, د. عبد الوهاب أبو سليمان.

4- تاريخ عمارة المسجد الحرام, حسين عبد الله باسلامة.

5- تحصيل المرام في أخبار البيت الحرام والمشاعر العظام ومكة والحرم وولاتها الفخام, محمد بن أحمد الصباغ.

6- إفادة الأنام بذكر أخبار بلد الله الحرام مع تعليقه المسمى بإتمام الكلام, عبد الله الغازي المكي.

7- التاريخ القويم لمكة وبيت الله الكريم, محمد طاهر الكردي.


 لمشاهدة الجزء الاول من الموضوع  / أبواب المسجد الحرام قبل التوسعة السعودية / الجانب الشرقي    أضغط هنا