بئر الداودية.. تثير خلافا بين المكيين والمؤرخين

في الوقت الذي حظيت فيه بئر الداودية البعيدة عن زمزم بنحو 100 متر تقريبا بشهرة واسعة في أوساط المكيين، إلا أن المؤرخين اختلفوا حول تحديد مكانها ونوعية مائها، وما إذا كان اختلط بماء زمزم


وأشار أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية بجامعة أم القرى الدكتور عدنان الحارثي إلى أن بئر الداودية جزء من المدرسة الداودية التي كانت ضمن أوقاف داود باشا في منطقة الحرم الشريف وهي في الجهة الغربية من الحرم المكي دون باب العمرة، ويعود سبب عذوبة مائها إلى عدم ردمه في تلك الفترة لوجود آبار في نفس المنطقة تغني عنه لو كان مالحا


ونوه الحارثي إلى أن البئر لم تعد موجودة الآن، إذ تمت إزالتها خلال التوسعة السعودية الأولى للحرم المكي، وهي مسجلة في وثيقة داود باشا ضمن حجج الأمراء والسلاطين الموجودة بدار الوثائق القومية بالقاهرة


من جانب آخر، أوضح أستاذ التاريخ الحديث بقسم التاريخ بكلية الشريعة بجامعة أم القرى الدكتور يوسف الثقفي أن مياه الداودية لم تختلط بزمزم، وسبق أن قام خبراء المياه بالتحليل الكيميائي لمياه البئرين، ووجدوا اختلافا بينهما، حتى عندما حدث سيل كبير في مكة 1388 وصل مستواه إلى باب الكعبة، وكانت المياه تتدفق من فوهة بئر زمزم حتى ذكر الناس في ذلك «بئر زمزم تنظف نفسها» وهذا التدفق للمياه لم يحدث في بئر الداودية، مما يدل قطعيا أن المياه الجوفية بين البئرين غير مختلطة، مستبعدا التسرب عبر التصدعات والمفاصل الصخرية لبعد المسافة البعيدة بينهما


من جهة أخرى أوضح مختصون بشركة المهندسين الاستشاريين المتحدين، أنه في حال هطول الأمطار الغزيرة على جبال الطائف فإنها تحدث تغييرات مفاجئة في رفع منسوب مياه زمزم، ولا يحدث ذلك في الداودية


وقال المهندس يحيى كوشك مدير مصلحة المياه بالمنطقة الغربية السابق، ومؤلف كتاب زمزم، «إن خصائص مياه بئر الداودية مختلفة بشكل جذري عن مياه بئر زمزم، بسبب المسافة بينهما والتي تزيد على 100 متر»

المصدر : صحيفة مكة 1435/3/23هـ