عبدالوهاب أبو سليمان.. عالم درس كبار المسائل قبل صغارها

من الأدب أن تستأذن شيخك عند السفر.. كانوا يستأذنون الوالدين.. ثم الشيخ.. أما إذا فقد الطالب والده وأصبح يتيما فلا يمكن أن يسافر إلا بمباركة صريحة من شيخه الذي يدرس العلم عليه.


سافر أحد طلبة العلم بإذن شيخه طلبا للرزق.. كما في المثل "إن قل ما عندك فالهند هندك". وفي مليبار (اسمها اليوم كيرالا) دخل مسجدا فوجده مزدحما فيما كان أحد العلماء يلقي درسا وبعد قليل توقف العالم ليستمع إلى سؤال حول مسألة سهو الإمام.. وكان الطالب المسافر في آخر المسجد وبينما كان الشيوخ يتداولون ماذا يفعل الناسي أو الساهي قال الطالب لجاره وهو لا يعرفه المسألة سهلة فقد ورد في كتاب فتح المعين "وإن كبر خمسا فلا شيء عليه". فرفع السامع صوته بالجواب. ولما سألوه من قال لك هذا؟ أشار إلى الوافد الجديد.. فجاء الشيوخ إلى صاحبنا واحتفوا وفتح الله له.


القاعدة عند الشيوخ ما قاله صاحب الرحبية:
فاحفظ فكل حافظ إمام.
لكن ليس كل البلاد كالهند .. فالسفر إلى بريطانيا مثلا قبل نصف قرن لا يقره كثير من العلماء. ومن ذلك قصة طالب علم في مكة المكرمة حصل على بعثة دراسية إلى لندن.. وذهب للاستئذان من شيخه العلامة المعروف بالمسجد الحرام حسن مشاط فلما طرح الأمر عليه قال له لا أوافق فقال الطالب: لكن هذه فرصتي يا سيدي فقال لا أوافق. فلما كرر الطلب قال إذا أردت أن تذهب فاذهب ولست بشيخ لك.


رجع الشاب إلى منزله مهموما.. كيف يتدبر وماذا يفعل وهو حريص على رضا شيخه مهما كلف الأمر فنصحه بعض أصحابه بعرض الأمر على السيد عبدالله الجفري وكان من كبار طلبة الشيخ حسن مشاط، فذهب إليه وطلب منه التوسط لدى الشيخ حسن فقال السيد عبدالله: قال أنا لا أقدر أن أفتح الموضوع لكن إذا ذكرت الأمر بحضوري لعل الله يأذن بالفرج.


ولما كان الدرس بعد العشاء رفع الطالب رأسه إلى الشيخ وبجواره السيد الجفري فبدأ يستعطف الشيخ حسن وإذا به يلتفت إلى السيد الجفري ويرفع صوته بالاعتراض: هذا الشاب مصر على الذهاب إلى بلاد الكفر لندن وأنا ما أسمح له. فقال السيد عبدالله: وكيف لا تسمح له وهو سيذهب إلى بلد لا يعبد الله فيها وهناك سيقيم الشعائر وسوف يذكر الله فيها.. وما يدريك يا شيخ حسن لعل الله يهدي أناسا على يده؟


الجفري أوجد المخرج
تطلقت أسارير الشيخ حسن الذي يحترم كثيرا السيد عبدالله وقال: أوجدت لنا المخرج. وما دام كذلك فتوكل على الله يا بني والله خير حافظا وهو أرحم الراحمين. لم يكن من الأرزاق المقدرة أن يرزق كاتب هذه السطور رؤية الشيخ حسن مشاط عيانا فضلا عن الدراسة عليه لكني طالعت في كتيب نصائح دينية له منها نصيحة أن يدعو المرء لوالديه ثلاث مرات بعد كل صلاة للوفاء بما عليه من بر لهما. وله ،رحمه الله، شرح منظومة إنارة الدجى في مغازي خير الورى للشيخ محمد البدوي الشنقيطي وكتاب تعريف أهل الإسلام بوظائف الحج إلى بيت الله الحرام وكتاب تعريف أهل الإيمان بشعائر شهر رمضان إن أصابت الذاكرة. لكني رأيت الشيخ حسن في المنام منذ أكثر من عشر سنوات وكأنه يدرس في تفسير آية "ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون" فرجعت إلى تفسير كلمة ربانيين فوجدت أنهم هم الذين يدرسون صغار المسائل قبل كبارها. ثم راجعت كتاب أعلام الحجاز فإذا صورة الشيخ حسن مشاط يميل إلى السمرة على حين كان في الرؤيا أبيض اللون.


عبدالوهاب بن إبراهيم أبوسليمان مرت حياته على هذا المسار وعلى نفس المنوال. عاش في شعب عامر بمكة المكرمة يتيما. إذ توفي والده وهو في الخامسة من العمر. فكان ممن اختارهم مدير الأمن العام بالعاصمة مهدي بك المصلح للدراسة في دار الأيتام. ونشأ مع أبناء عمه يعيش حياته كأي صبي قليل ذات اليد لكنه كان ملتزما بالمسجد الحرام ثم بدروس الشيخ حسن مشاط. واستمر في دراسته حتى أكمل الدراسة بدار الأيتام بمكة المكرمة عام 1369هـ وكذلك استمر في تعلقه بالشيخ حسن وكان يحمل كتبه عند انتهاء حلقات الدرس من المسجد الحرام حتى منزل الشيخ في أم الدرج، فيظن من يراهما أن الفتى صبي في بيت الشيخ وما كان كذلك لكن حب العلم وإجلال العلامة المعروف. وكان المعهد العلمي السعودي بمكة هو المدرسة الثانوية بالبلد الأمين فالتحق به عبدالوهاب في مبنى مطل على الشارع العام بحي القشاشية مقابل باب علي، رضي الله عنه، من أبواب المسجد الحرام وهناك قضى خمس سنوات وبعد تخرجه عام 1374هـ واصل دراسته في كلية الشريعة، وهي نواة جامعة أم القرى حاليا، وكان فيها شيوخ أجلاء منهم الشيخ عبدالله عبدالغني خياط والأستاذ أحمد علي والشيخ محمد متولي الشعراوي أستاذ البلاغة وعلوم العربية المعروف، رحمهم الله جميعا. وكان زميله في تلك المراحل وصديقه الأستاذ محمد إبراهيم أحمد علي. ومع أن كليهما درسا علم العروض على الشيخ الشعراوي فما هجس أي منهما بالشعر. فالشعر موهبة .. أي هبة ربانية. لكنهما في بلاغة التعبير بمرتبة عالية. أما صاحبنا أبوسليمان فتشهد بذلك مؤلفاته العديدة.


صغار المسائل
أخذ الأستاذ عبدالوهاب يدرس صغار المسائل قبل كبارها في مدرسة الزاهر المتوسطة ثم التحق بالجامعة الامريكية ببيروت ومنها حصل على دبلوم التربية للمعلمين عام 1382هـ عاد بعدها مدرسا بالمدرسة العزيزية الثانوية، ثم يسر الله فجاءت البعثة إلى لندن فشد الرحال إليها عام 1385هـ. وهناك في بريطانيا وجد عالما يختلف عن عالم مكة المكرمة اختلاف كوكب عن كوكب آخر. لكنه، والفضل لله ثم لشيوخه الأتقياء ودعواتهم، جعل الدراسة نصب عينيه. وقد درس الانجليزية على بعض الاساتذة هناك وخصص كل سبت للدراسة على يد مدرسة إنجليزية متقاعدة ذات كفاءة عالية. وتقدم بعد ذلك للامتحان في جامعة لندن فاجتازه بنجاح. وأجرى مقابلة مع البروفيسور أندرسون رئيس قسم الحقوق المقارن الذي ناقش الطالب عبدالوهاب وزميله محمد ابراهيم فسجلهما طالبي دراسات عليا بعد أن اقتنع بمستواهما العلمي.
حصل على الدكتوراة من جامعة لندن وعاد إلى أم القرى. وعين بكلية الشريعة بمكة المكرمة معيدا يدرس فيها أصول الفقه. هذا هو العلم الذي يعتز به.

هنا بدأ الخوض في كبار المسائل بعد أن كان يعطي صغارها لطلابه في الزاهر ثم تدرج من مسائل دنيا إلى مسائل أعلى لطلاب ثانوية العزيزية بمكة المكرمة. وتولى تدريس ومناقشة كبار المسائل بعد تعيينه أستاذا مساعدا في جامعة أم القرى ثم ترقى إلى أستاذ مشارك حتى نال درجة الأستاذية. انتقل من الجامع دارسا على الشيخ حسن مشاط ورصفائه أمثال السيد علوي مالكي والسيد إسحاق عزوز والسيد محمد أمين كتبي وسواهم إلى الجامعة حيث كان يقدم لباب علمه لطلاب جامعة أم القرى. وحقق شرح كتاب إنارة الدجى في مغازي خير الورى لشيخه حسن مشاط وهو شرح منظومة الشيخ محمد البدوي الشنقيطي في غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم ومطلع المنظومة:


حمدا لمن أرسل خير مرسل لخير أمة بخير الملل
وقد ألف الدكتور عبدالوهاب عددا من الكتب في التاريخ والآثار لكنه لم ينفك يوما واحدا عن التفقه في دين الله والعكوف على البحوث الفقهية مطالعة وبحثا وتدريسا ومناقشة وتأليفا. وكان يتابع رجالات مكة وكذلك علماء العالم الإسلامي فكتب في رثائهم عند حلول المنايا. وأذكر منهم الشيخ عبدالفتاح راوه. وأذكر أنه كتب عن الشيخ عبدالفتاح أبو غدة فأراد أحد المثقفين الكبار أن يكتب نقدا للشيخ فلما علم الدكتور عبدالوهاب اتصل به وأقنعه بأن السكوت خير. واستشهد بالقول المعروف «العلماء يتغايرون».
حمل هم مكة المكرمة في فؤاده. مكتبة مكة وهو مكان مولد رسول الله عليه الصلاة والسلام بالقرب من الصفا في مبنى أوقفه الشيخ عباس قطان (رحمه الله) قبل سبعين سنة. فخصص كل يوم اثنين للمداومة فيه والإشراف على ترتيب وتبويب وتصنيف وفهرسة الكتب في القاعات المختلفة التي عمرها رجالات مكة المكرمة بالكتب إذ أوقفوا مكتباتهم عليها ومنهم الشيخ حسن مشاط الذي انتقل إلى رحمة الله عام 1399هـ.


صناعة الورق في مكة
وقد حضر كاتب هذه السطور محاضرة للدكتور الشيخ عبدالوهاب أبوسليمان في منزل الشيخ محمد صالح باشراحيل بمكة المكرمة في 16 ربيع الآخر 1426هـ وفيها تحدث عن أن مكة المكرمة، لا بغداد، هي أول من صنع الورق في العالم العربي، وصدرته إلى المشرق والمغرب. وقال إن الصحابي عبدالله بن عباس رضي الله عنهما أول من كانت له الكتب بمكة المكرمة. ولما فتحت المداخلات لحوالي مائة وخمسين من الحاضرين انتقد الدكتور أبوسليمان جامعة أم القرى لتقصيرها في خدمة مكتبة مكة ومكتبة الحرم وقال إن جامعة أم القرى أخذت صورا من مقتنيات المكتبتين ولم تقدم لهما ما تحتاجان إليه. وألف الدكتور عبدالوهاب أبوسليمان أكثر من عشرين كتابا ومثلها بحوث محكمة لمجلات معتبرة منها مجلة البحوث الفقهية المعاصرة. ويقول إنه كان يتحدث ذات ليلة كيف قضى سنتين في تأليف كتاب وعانى في البحث تتبع مسائله حتى انتهى منه وطبعه بعد جهد جهيد فقال له أحد سامعيه: هيا هات خلاصة الكتاب فقال له: حرام عليك .. أنا قضيت سنتين وأنت تريد الزبدة في خمس دقائق؟ لم لا تكلف نفسك قراءة البحث لتستفيد؟


وفي 6/6/1413 صدر مرسوم ملكي بتعيين الدكتور عبدالوهاب أبوسليمان عضوا في هيئة كبار العلماء. وحضر كاتب هذه الجذاذات ذات ليلة محاضرة للدكتور عبدالوهاب عن علامة من السادة آل دحلان الذي أخذ يتنقل في القرى المجاورة لمكة المكرمة يدعو إلى الله ويعلم الناس فيها امتثالا لقوله تعالى لتنذر أم القرى وما حولها واقتداء بسنة رسول الله. وكان الشيخ الدحلان قد اجتنب السياسة في أيام الأشراف وتوجه للدعوة إلى الله في القرى الصغيرة. وبعد أشهر دار نقاش بين كاتب والدكتور عبدالوهاب ادعى فيه الكاتب أن القرآن أشار إلى جدة. فقال الدكتور المكي وقد انتبه بكل حواسه: هيا قل لي أين أشار القرآن إلى جدة فقال الكاتب قال تعالى (لتنذر أم القرى وما حولها) فجدة مما حول أم القرى. ابتسم الدكتور عبدالوهاب ولم يعلق بنفي ولا بإيجاب.
الدكتور عبدالوهاب يريد أن تمضي سيرته فقيها أصوليا فهذا العلم هو الذي يعتز به وهو الذي ورثه من شيخه المشاط وهو الذي قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين وقال "رب مبلغ أوعى من سامع" وقال "العلماء ورثة الأنبياء" وهو أيضا الطريق إلى الربانية التي تعلم الناس صغار المسائل ثم كبارها لا العكس كما هو ديدن متأخري غلمان الفتيا. إنه الفقه والفهم والاستنباط والأصول الفقهية وتغير الفتوى باختلاف الزمان والمكان والأشخاص. ومن هم العلماء إذا لم يكونوا أئمة المذاهب الأربعة؟


معرفة مكة
الدكتور عبدالوهاب مع ذلك يعرف مكة المكرمة بما أنه من أبنائها الحريصين على كل شعابها وهو يمثل خير تمثيل المكي الذي وصفه الأولون فقالوا: أهل مكة أدرى بشعابها. وقد انبنى على هذه المعرفة أحكام أخذ بها ولاة الأمور، حفظهم الله ورحم من مات منهم، فمن ذلك مناداته بإزالة خط الطواف وقد أزيل ولله الحمد. غير أن ولي الأمر قد عوض ذلك في كسوة الكعبة فترى الكسوة وقد طرزت على ركن الحجر الأسود بدوائر فيها آيات وتنطلق هذه الدوائر صاعدة من فوق الحجر الأسود حتى سطح الكعبة. وبذلك يعرف الطائفون بداية الطواف دون أن يتوقفوا ويسببوا الازدحام كما كان الحال خلال وجود خط الطواف على أرضية المطاف.


توسعة المسعى
أما الإنجاز الكبير للدكتور عبدالوهاب فهو وقوفه أمام معارضي توسعة المسعى. ومن يعرف المسعى كيف كان وكيف أصبح لا بد وأن يتوجه بالشكر لولاة الأمور أولا ثم لاجتهاد الدكتور عبدالوهاب الذي أعلن في اجتماعات هيئة كبار العلماء أن "توسعة المسعى عزيمة لا رخصة".. وألف كتابا بهذا العنوان رغم امتناع بعض العلماء عن السعي في المساحة التي وافق ولي الأمر على توسعة المسعى فيها. وقد تألف حول الدكتور عبدالوهاب كوكبة من زملائه ومن طلبته منهم من هو المرجع في علمه وليعذرني طلابه وزملاؤه إن اكتفيت بالبعض، إذ أني صراحة لا أعرف أو أسمع إلا بالقليل منهم، الأول هو صديق عمره الدكتور الحنفي محمد إبراهيم أحمد علي رحمه الله. والثاني هو دكتور الجغرافيا معراج مرزا. ولا شك أن هناك في مكة المكرمة شيوخ المذاهب الأربعة. والدكتور عبدالوهاب مالكي المذهب وشيخ فيه وهو صديق للسيد محمد علوي مالكي وتلميذ لوالده السيد علوي رحمهما الله. وصديق للكثير من علماء المغرب العربي. وفي هيئة كبار العلماء بالمملكة حنابلة بل معظمهم حنابلة. أذكر منهم رئيس مجلس الشورى السابق وإمام الحرم المكي. ففي تكريم الدكتور عبدالوهاب أبو سليمان عام 1429هـ بمناسبة إصدار كتابه الفخم الحافل عن (باب السلام بالمسجد الحرام) فوجئ وزير الإعلام الأستاذ إياد مدني ونادي الرياض الأدبي (الذي أصدر الجائزة باعتبار كتاب باب السلام كتاب العام)، والحاضرون بدخول الشيخ صالح بن حميد الذي قال مازحا أتيت على غير دعوة متقمصا شخصية الصحافي الملقوف فالدكتور عبدالوهاب أبوسليمان شيخي فلم تطاوعني نفسي البقاء بعيدا عن شيخي وهو في نفس المدينة. وقال الشيخ صالح بن حميد عن الدكتور عبدالوهاب "تتلمذت عليه في مقاعد الدراسة العليا، حيث كان يعلمنا أصول الفقه فنا وعلما ويفتح لنا أبواب البحث عن المصادر وارتياد المكتبات". ثم قال "لقد بقي الدكتور عبدالوهاب كما عهدته منذ توليه عمادة كلية الشريعة حتى الآن متجددا وذا تفكير نوعي وخلاق يتعب كل من يأتي بعده محاولا اقتفاء أثره وتكرار ارتياد تجربته". والشيخ صالح بن حميد حنبلي المذهب حسب علمي اتباعا لعموم أهل نجد. أما في الفقه الشافعي فالسيد العلامة عمر حامد الجيلاني أحد الأصدقاء الوثق للدكتور عبدالوهاب.
هذا الجانب، وهو الاهتمام بعلماء المذاهب ومصاحبتهم ومزاحمتهم بالركب وبالجثو عند مشايخهم كما كان يفعل مع شيخه حسن مشاط، في غاية الأهمية خشية أن يتصدر غلمان الفتيا. فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين فعلماء المذاهب بشهادة جموع الأمة الإسلامية قد قعدوا الأصول وقرروا الأحكام وتبحروا في الكتاب والسنة. وأذكر أنني طرحت هذه المسألة على الدكتور عبدالوهاب أبوسليمان ذات يوم فقال: قال العلماء من طلب دليلا من الكتاب والسنة لكل مسألة فهو من أجهل الجهلاء. وعندما تأملت كلام الشيخ صالح بن حميد أعلاه واصفا أصول الفقه بأنه فن وعلم أدركت أن هذا العلم له رجاله وليس كل من قرأ حديثا أو حديثين أصبح عالما.


فن الفقه
علم الفقه عرفناه أما فن الفقه فذلك ما يحتاج من الدكتور عبدالوهاب إلى شرح. لكني أذكر الخلاف حول كداء بفتح الكاف وكدي بضم الكاف في مجلس حضره شيخنا الدكتور عبدالوهاب فقال افتح وادخل واضمم واخرج. اختلط علم الجغرافيا في هذه المسألة بعلم الفقه إذ يترتب على الداخل إلى مكة وعلى الخارج منها ما يعرفه طلبة العلم.


ختاما لقد شرفنا الدكتور عبدالوهاب أبوسليمان في جريدة «عكاظ» مساء يوم 24/11/1434هـ وصلى المغرب معنا وكان في وداعه نائب رئيس التحرير محمد المختار الفال وتجاذبا أطراف حديث شهي وفيما كانا ينتظران مصعد الدور الثاني قال الدكتور عبدالوهاب: لقد غرس في شيخي حسن مشاط رحمة الله عليه خصلتين هما عزة النفس ومحبة آل البيت.


أعلم أن هذا لا يكفي في سيرة الأستاذ الدكتور أبوسليمان لكن يكفيك من القلادة ما أحاط بالعنق. وقد كتبته بمناسبة فوزه بجائزة الملك فيصل للدراسات الإسلامية والله يغفر لي ما أخطأت وما فرطت وليسامحني فضيلته على أي زلل.

المصدر : عكاظ 1435/3/26هـ / محمد علي الجفري