موضة الأزياء الحجازية شغف شبابي يعود بلباس الأجداد

العمامة رمز لأهل الحجاز، وزي تراثي منذ عهد قديم، حيث ألف الرجال منذ زمن طويل لبس العمامة، مع وجود بعض الدول العربية والإسلامية لا يزال سكانها يرتدون العمامة، وتعتبر زيا رسميا ورمزا لثقافتهم، مثل السودان والإمارات وعمان واليمن وبلاد جنوب آسيا والهند وغيرها من الدول التي حافظت على هذا الموروث الإسلامي، ومؤخرا تزايد حضور الأزياء الحجازية ممثلة بالعمائم، في المجتمع الحجازي، وأصبح مألوفا أن ترى شبابا يرتدون الأزياء الحجازية مثل العمامة والسديري في المناسبات الخاصة والأعياد


جميل عبد الحكيم ترسيالي الشهير بالعمدة، وكما يسمي نفسه «عاشق التراث الحجازي»، والذي يتملك متحفا تراثيا يضم الأدوات والأزياء الحجازية النادرة، أكد أن تاريخ العمائم يعود لعهد الرسول صلى الله عليه وسلم، كما ذكر في السيرة النبوية، وقال «في السابق وقبل 30 سنة كان الكبار يلبسون العمائم، وبعد ذلك اختفت فترة ثم بدأت تعود، وأخذت تظهر الآن ولاحظتها على أبناء الجيل الجديد


ويضيف أن أغلب العمائم كانت تصنع في مدينة حلب في سوريا، ولها عدة مسميات تختلف على حسب الشكل والنقشات، فمنها الغبانة والسليمي والسمسمية والأحمدية والرشوان البريسمي، وتمتد إلى أكثر من 20 نوعا تقريبا، وأشهرها والمفضلة لدى الكثير هي الغبانة، وهي الأكثر انتشارا
أما بالنسبة لطريقة لفها فهناك أنواع، منها لفة أهل الحارة، ولفة خاصة بطلاب العلم وتختلف عن لفة العلماء، ولفة بعض أهل المهن
وكذلك السليمي من أنواع العمائم
وهذا النوع نادر جدا، وغالي الثمن، وقد كان يصنع في كردستان والعراق وفارس والشام، وسمي بذلك نسبة إلى سليم الأول الذي كان يرتديها، حسب قول البعض


أما البقشة «تلف في الوسط» فعبارة عن شال كشميري من الصوف يصنع باليد، وهو من أقدم الأنواع، وللبقشة عدة ألوان مثل الأسود والبني والفيروزوي


ويسترجع العم جميل ذكرياته ويقول «الذي ليس له ماض ليس له حاضر، ولبس العمامة يضيف للرجل الزينة والوقار، وقد كانت الصفات والأخلاق الطيبة والجميلة في الأسلاف، فمن الجميل أن نرجع للماضي ونحنُّ له ونعتز بعاداتنا وصفاتنا»
الشاب صدقه وزان (20 سنة) الطالب في كلية الطب يقول « في جميع أنحاء العالم يفتخرون بلبسهم وتراثهم ويحافظون عليه»، ومن واجبي وحقي أن أحافظ عليه وأنشره، لذلك أنا أعتز بلبسي الحجازي في مناسباتي الخاصة
ويتفق معه الشاب عبد القادر قطب( 29 سنة) وهو طبيب طوارئ، حيث يقول «العمامة رمز وتراث للمنطقة الحجازية

وأنا أرتديها منذ سنتين، وتشجعت بعد أن رأيت أحد أصدقائي يلبسها دائما وتعلمت لبسها منه، وبعد ذلك استغنيت عن الشماغ والعقال


وأحب أن أرتدي اللبس الحجازي المتكامل من عمامة وسديري وشرقي في المناسبات، وأشعر أنني شخص مميز حتى الكبار في السن يشجعونني، والممتع في الموضوع أنها نالت إعجاب الكثير من أصدقائي من خارج المنطقة الحجازية، لدرجة أن واحدا من أصدقائي في الشرقية يريد أن يتصور معي ويتعلم طريقة لفها، ونحن بدورنا نحافظ على التراث والعادات الجميلة»
»بعض الأوقات أسمع تعليقات وسخرية على طريقة اللبس، لكنني لا آخذ برأيهم، فأنا مقتنع بما أرتديه»

هذا ما ذكره الشاب سمير بخاري( 28 سنة، موظف إداري) بقوله « لأهل مكة أزياؤهم الخاصة التي تميزهم عن المناطق الأخرى، وعندما أكون خارج مكة أفضل هذا اللبس، لأنني أحب أن أرتدي ما يتعلق بمدينتي، وأنا من الأشخاص الذين يعشقون الزي المكاوي وأفتخر به»

المصدر : جريدة مكة 1435/4/18هـ - جمانة خوج