بالعمش.. أخصائي اجتماعي لا ينسى حضن المعابدة

من الذي يصنع التاريخ، العظماء، أم العباقرة، أم المفكرون، أم الإنسان العادي؟..سؤال يراود مخيلة الأستاذ عبدالله أحمد عمر بالعمش، وجعله يدون على غلاف كتابه الأخير، ويوضح من خلاله أنه اعتاد أن يعرف أن التاريخ هو تاريخ الصفوة، وليس الناس العاديين، الذين لا نكاد نعرف لأحدهم اسماً، على الرغم من أنهم الوقود الحقيقي الذي يغذي مركبة التاريخ العابرة.


ولد عبدالله في مكة المكرمة عام 1361، وحصل على الشهادة الابتدائية من المدرسة المحمدية عام 1378، وعلى دبلوم معهد الخدمة الاجتماعية الثانوي، ودبلوم التنمية الاجتماعية من مركز التدريب والبحوث التطبيقية بالرياض، ليعمل بعد ذلك أخصائيا اجتماعيا بمؤسسة أبناء المسلمين بمكة، ثم موجها اجتماعيا بالشؤون الاجتماعية، ثم مديراً لمكتب مكافحة التسول، ثم انتقل للعمل مديراً لدار الرعاية الاجتماعية، ثم مديرا لمركز التأهيل الشامل، وعمل أخصائيا اجتماعيا في سجون مكة المكرمة.


ألف عبدالله ثلاثة عشر كتابا، منها «بلدي حبيبي»، و»عمري شموع للوطن»، و»النفحات المقدسة»، و»سنابل النور»، و «مكة تراتيل النور»، و موسوعة حارة المعابدة (حكاية حارة المكية)، وشارك في عدد من المؤتمرات، وأسس مؤسسة التربية النموذجية بمكة للمراحل الدراسية ما فوق الابتدائية التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية، وعين مديراً لها.. كل هذا لم ينسه ما اختزله في ذاكرته القديمة عن شيء لا يستطيع أن ينساه، هي طفولته في أحضان حي المعابدة والتي تمنحه كل يوم صورة جميلة من الماضي التليد، إذ تملؤه تفاؤلاً وحباً وشوقاً لعبق الماضي الجميل، والذي يستأنس به في حياته المعاصرة التي يعيش تحت وطأتها وما يفاجئنا به هذا الزمان.


وأوضح عبدالله أن قلبه موجه لا يستقر إلا في حضن المعابدة الدافئ، الذي يحمله على جناحين من ريش مجدول من ذكريات لا تهدأ ولا تزول، بل تبقى إلى أجيال الحياة تذكارا لقدسية أرض، ونفحة تراب، وعبق غبار المعابدة حكاية حارة مكية.

المصدر : صحيفة مكة 1435/6/10هـ