قطار مكة وأزمة الثقة
ثار الكثير حول تكلفة مشروع قطار المشاعر المقدسة التي بلغت 6،5 مليار ريال، وأنه قطار متهالك، وربما تابع جل من يتعاطى مع «الإنترنت» السخرية عليه، ومقارنته بقطارات أخرى، وكانت «الإيميلات» تثير الضحك على تلك المقارنات وإن كنت أرى أنها مبالغة وليست دقيقة، وربما أغضب الكثير من الثائرين على المبلغ وشكل القطار إن قلت غير صحيحة إلى حد كبير.
فمثل هذه التكلفة تلعب بها أمور عدة لا دخل لها بالاقتصادي، وهي عملية تبادل تجاري ستحقق للدولتين منافع كثيرة.
أحيانا يلعب الوقت دورا في رفع التكلفة، وما عرضه المشرف على المشاريع التطويرية في المشاعر المقدسة الدكتور حبيب العابدين في صحيفة عكاظ الأسبوع الماضي وأن الموافقة جاءت من مجلس الوزراء بتاريخ 8/1/1430هـ يؤكد أن المشروع بدأ العمل به قبل عام واحد فقط.
بمعنى أن عامل الوقت سيجعل التكلفة ترتفع أكثر وربما تصبح الضعف وهذا ما نراه ليس في المشاريع الكبيرة فقط، بل حين تريد إصلاح جهاز ما في وقت أسرع ستضطر لدفع مبلغ أكبر قد يصل للضعف، لهذا الشركة مضطرة للتعاقد مع عمالة جديدة أو ستتعطل كل مشاريعها الأخرى وتخسر.
ثمة أمور أخرى لا يحتمل المقال ذكرها، وكل هذا أتفهمه وأقبله، بيد أن ما يهم في هذا المشروع الضخم، فرص العمل التي سيوفرها للمواطنين.
وما هي الشروط التي وضعتها وزارة الشؤون البلدية والقروية على الشركة الصينية في مسألة فرص العمل للسعوديين أو ما هي النسبة التي من المفترض أن توفرها الشركة الصينية بالنسبة للعاملين على هذا المشروع؟
أتمنى ألا يقال إن الشركة الصينية تعاقدت مع شركات سعودية مساندة، فالشركات السعودية لديها مهندسون ومحاسبون وإداريون وعمال، وبالتالي لن يخلق هذا المشروع الضخم فرصا جديدة للمواطن.
أتفهم أنه لا يوجد لدينا شركات سعودية قادرة على إنشاء هذا المشروع، فمثل هذه المشاريع تحتاج لشركات لديها خبرات في هذا المجال، وشركاتنا لا تملكها.
ولكن هل تتفهم وزاراتنا غضب المواطنين إذ يشاهدون مشاريع كبيرة وشركات تحقق أرباحا، ولا تخلق لهم فرص عمل.
تخيلوا لو أن هذا المشروع يعمل فيه 50 ألفا، ووضعت الوزارة شرطا بأن توفر هذه الشركة نسبة 10 % موظفين سعوديين، هذا يعني أن هذا المشروع سيوجد 5 آلاف فرصة عمل لمواطنين، سينشغلون عن الحديث عن القطار.
المصدر : جريدة عكاظ ، السبت 29/6/1431هـ ، العدد : 3282