قبل ثلاث سنوات كتبت مقالين اقترحت فيهما «تسوير المشاعر»، وذلك لمنع تسلل الحجاج غير النظاميين إلى المشاعر، وكان ما يمكن أن يسمى «بالحج العشوائي» يسبب مشاكل كثيرة وما زال، ومنها الإقامة على جوانب الطرق وتحت الكباري وعدم الانضباط وإرباك المرور.. الخ، يومها انتقد اقتراحي كثير من الكتاب، واعتبروه شاذا ومخالفا، وكما تعودت من البعض اتهموا الاقتراح بالخروج على العرف، الناس أحيانا لا يقبلون إلا ما ألفوه وتعودوا عليه ويرفضون النظرة المستقبلية والحلول الحاسمة، ومع ذلك فإنه بعد عام واحد في الحج التالي طوقت الجهات الأمنية المشاعر بسياج حديدي في عدة طرق حسب تصريح لأحد قياديي المرور في المشاعر في مؤتمر صحافي نشرته في حينه جريدة الحياة بتاريخ 30/11/2008، حيث قال إنه تم إنشاء سياج في عدد من الطرق، ولكنه أزيل يوم التروية نتيجة لضغط كثافة المشاة، وقال إن التجربة ستتكرر هذا الموسم «2008» بطريقة مغايرة .. (انتهى)، والخلاصة إنه لن يمنع الحج العشوائي من مئات ألوف المقيمين غير النظاميين وغير المسموح لهم بالحج الراغبين في تكرار الحج عدة مرات إلا بوضع سياج كبير إذا أردنا أن نمنع فعلا الحج العشوائي، لن تجدي نفعا نقاط التفتيش لأنهم سيتحايلون عليها، تكاليف وضع سياج محكم يطوق المشاعر هو أقل تكلفة من طرق المنع الأخرى، كما أنه سيجعل الحج أكثر انتظاما وضبطا، ولعل المسؤولين يأخذون هذا بعين الاعتبار، إنه تذكير فقط.

المصدر : جريدة عكاظ - الإثنين 14 شعبان 1431هـ .