شؤون الحرمين (1 ــ 2)
خدمة الحرمين الشريفين ليست فقط اختصاصا سعوديا، بل إن القيادة السعودية في نظامها الملكي المستقر اتخذت لها صفة دائمة تسبق كل ألقابها الدنيوية (خادم الحرمين الشريفين) في الوقت الذي كان التنافس فيه على أشده في اختيار الألقاب الملكية المعظمة والفاخرة من ملك الملوك.. شاه شاه.. إلى إمبراطور الأباطرة، إلا الملكية السعودية تفردت وانفردت لتعطي لقب (خادم) تشريفا وتمكينا في الأرض وتجعل من خدمة الحرمين شرفا لها لا يضاهيه شرف الألقاب الأخرى، وظلت تعتز وتفخر أنها (خادمة البيتين)، وملكها الجليل وضع اسمه ولقبه في خدمة الحرمين! هذه حقائق الجميع يعرفها ولا يختلف عليها أحد ولا ينازعنا فيها أحد، ومن هنا جاء جهاز مختص بشؤون الحرمين له أعماله ومهامه وأدواره العظمى لتأمين كل احتياجات البيت العتيق والمسجد النبوي بداية من كسوة الكعبة إلى تأمين كرسي متحرك للطائفين والساعين بين الصفا والمروة، ذلك يعني أن خدمة البيتين لم تترك كيفما كان، بل تم تخصيص تنظيم وجهاز وإدارة ومسؤوليات وصلاحيات كي يبقى المزار المقدس قبلة الحجاج والمعتمرين والزائرين بما يليق بمكانة مكة المكرمة بين البلاد، وبما يليق بسمعة الدين الحنيف الذي نمثله بأفعالنا وسلوكياتنا على أرض الحياة!
اليوم، ينبغي أن نعترف بالتغيير الشامل الذي يسود العالم من حيث الوعي الإنساني، ومن حيث انتشار القنوات الإعلامية المكتوبة والمرئية والمسموعة!
وكثيرا ما نقرأ في وسائل الإعلام العربية والأجنبية آراء ومقالات وتعليقات تشير في مضامينها إلى أنواع القصور عند زيارة البيت العتيق أو زيارة الحرم النبوي الشريف، ولا يصح أن نقول: للآخرين آراؤهم فلندعهم يتحدثون عنها وما علينا منهم، أو لا يهمنا ما يقوله الآخرون ما دمنا واثقين من أنفسنا، أو نردد العبارة الشهيرة «من لا يعمل لا يخطئ»! بل لأن خدمة الحرمين الشريفين تكليف وتشريف ورسالة أخذتها المملكة على كاهلها وحملها الملك في لقبه وقبل اسمه.. لأن هذا هو واقعنا وميزتنا وتميزنا لا بد من الاهتمام بالرأي الناقد المفيد، ولا بد أن يكون للجهاز المختص بشؤون الحرمين وسائله في المتابعة والاطلاع والرد إذا لزم الأمر!! لا بد يتفاعل هذا الجهاز بحيوية ويقظة واهتمام مع كل ما يتعلق بسمعة الخدمة للبيت الحرام والمسجد النبوي الشريف، فالجهود كبيرة لا تستحق هذا الصمت والركود... وللحديث بقية!
عكاظ 15/9/1431هـ