ماذا عن شؤون الحرمين الشريفين (2 ــ 2)
خدمة الحرمين الشريفين امتياز للسعودية والسعوديين، أما الحرمان الشريفان فهما للناس كافة من المسلمين! بمعنى أن العالم كله يرى السعودية والسعوديين من خلال خدماتها للحرمين الشريفين، ويتم الحكم عليها في تطورها، وتحضرها من خدمتها للزائر والمعتمر والحاج الذين يفدون من مختلف بلاد العالم بهدف دخول الحرم ثم يخرجون إلى ديارهم سالمين.. وحين نقرأ بعض المنشور في الإعلام العربي والاجنبي عن تجارب بعض ضيوف الله أثناء زيارتهم أو حجهم نلمس القصور ونرى السلبيات ونستشعر الشكوى وآلام النقد المكين! وليس العيب أن يكون القصور موجودا، لكن العيب أن نحاول مداراته والتكتم عليه لتحويل الحقيقة بقدرة قادر إلى كذب وإدعاء!
وبعض ما يقال في وسائل الإعلام عما يجري في الحرمين كذب ولا يسمى بغير ذلك، لكن الحقيقة ليس كذبا كله ولا افتراء يخل بالحقيقة! والجدير بالذكر أن الكيان السعودي ظل ملتزما بالوفاء بأداء الأمانة الملقاة على عاتقه في استقبال وتوديع ضيوف بيت الله وتمكينهم من زيارة البيت بيسر وأمان، لكن تحدث بعض التجاوزات أو بعض أنواع القصور والصمت المستمر الذي تمارسه الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي يجعل الأمور أكثر تعقيدا ويقلب أحيانا بعض الشك إلى حقيقة!
لذا، الضرورة تحتم أن تخرج هذه الإدارة الدؤوب عن صمتها وتبدأ المواجهة مع الناس تمشيا مع قناعات القيادة وأوامرها في تقديم أفضل الخدمات لزوار مكة والمدينة. وكما هو معروف، رصدت المملكة ميزانيات ضخمة لتطوير وتوسعة وعمارة الحرمين ولتوفير الرعاية والعناية بضيوفهما الكرام، ذلك يعني أن المسؤولية تحتم في هذا التوقيت الخروج من (عزلة) الصمت المقيم إلى الكلام المبين عبر متحدث رسمي عن شؤون الحرمين يتعامل مع كافة المناسبات بوعي ومواجهة وقدرة على التعبير.. ماذا توفر؟ وماذا يجب أن يفعل الزائر أو المعتمر؟ ما هي الجهود التي تمت، ما هي التوقعات الممكنة... وهكذا، تواصل مفتوح مع العالم عبر البوابة الوحيدة التي تخص المملكة دون غيرها من دول العالم.. معظم المنشور في الإعلام العربي والأجنبي يشير إلى عدة ملاحظات وعدة شكاوى في التنظيم الداخلي أثناء زيارة البيت العتيق، فلماذا لا تكون المواجهة في النور، ولماذا لا يجد الناس الرئاسة العامة لشؤون الحرمين حاضرة دائما في وعيهم عبر وسائل إعلامهم! إن لها أدوارا مهمة وعظيمة في التوعية والتثقيف والخدمة والبحث والتحري، بمعنى أنها أدوار متعددة، فلماذا لا تكون منبرا لدعم الوعي والتوجيه السديد. إن معالجة الأمور والتمشي مع طبيعة العصر في انتشار قنوات الاتصال دليل على التحضر المطلوب.. الرافض للعزلة والانطواء.
عكاظ 16/9/1431هـ