عبداللـه عمر علاء الدين علامة مضيئة في تاريخ الطوافة
هكذا هي الحياة فجر يبزغ ليضيء الكون بنور العمل والعطاء .. وشمس تغرب معلنة الرحيل مودعة كل من استناروا ببريقها وضيائها وهكذا رحل أخونا المطوف عبدالله علاء الدين رئيس مؤسسة تركيا وأوروبا ورئيس الهيئة التنسيقية لمؤسسات أرباب الطوائف بعد مسيرة كفاح وعمل دؤوب أمضاها في خدمة حجاج بيت الله الحرام وحظي من خلالها بحب الناس وتقديرهم بما كان يتمتع به من خلق كريم ووفاء صادق وعطاء نافع وتجارب مفيدة ، فقد كان مثالا مشرفا للعاملين في ميدان الطوافة ، وظهرت كفاءته وجدارته منذ عهود الطوافة السابقة وتبلورت في عهد مؤسسات أرباب الطوائف حين عمل نائبا لرئيس مؤسسة تركيا السيد جعفر شيخ جمل الليل – رحمه الله – حيث كان عطاؤه وبذله مضاعفا ، كما كان تعاونه الصادق مع رئيس هذه المؤسسة نموذجا ومثالا يحتذي حتى نجح في تطوير خدمات حجاجها بشكل مشرف وقدم لمؤسسته كل دعم إلى أن استوى سوقها وأصبحت مؤسسة فتية ناهضة وأمضى ، جل وقته وبذل كل جهده في خدمة حجاجها ومنسوبيها .
لقد كان – رحمه الله – معنيا بشئون الحج وقضايا الحجاج لايفتأ يتحدث عن تطوير خدماتهم وتحديثها ويعمل على تقديم عناصر التوعية لهم بكافة أنواعها دينية وصحية ونسكية وحضارية وغيرها ، كما كانت أمور الحج والحجاج مسيطرة على ذهنه وفكره فيظل حاملا همومهم منذ وصولهم إلى الأراضي المقدسة وإقامتهم فيها وحتى مغادرتهم إلى أوطانهم ، ولم تقتصر عنايته على حجاج مؤسسته بل شملت جميع مؤسسات أرباب الطوائف فعمل على تطويرها وتحسين أدائها بالتنسيق مع رؤسائها من خلال تدريب مطوفيها على الأداء المثالي وحسن الخدمة والأسلوب الأمثل للتعامل مع حجاجها وكان هذا الاهتمام معروفا عنه لدى جميع المهتمين بأمور الطوافة واشتهر عنه ذلك حتى تم تعيينه رئيسا للهيئة التنسيقية لمؤسسات أرباب الطوائف فكان صديقا لكل المطوفين وأخا وفيا كريما في تعامله مع جميع المؤسسات بروح تتسم بالحب والشفافية والإنصاف والغيرة على المهنة والعمل على إرضاء الجميع حتى ارتقوا بشعار العمل الجماعي المنظم الذي تهدف الدولة إلى تحقيقه .
وبهذه الروح الكريمة والكفاءة العالية أدار رئاسة المؤسسة ثم رئاسته للهيئة التنسيقية لمؤسسات أرباب الطوائف واثبت جدارته بتوليتهما ، وعمل على إشاعة روح الحب والتعاون والشفافية بين جميع المطوفين والرفق والعطف على الحجاج مما كان له أبلغ الأثر في مؤسسات الطوافة جميعها من مجالس الإدارة إلى مجموعات الخدمة الميدانية واللجان العاملة فعكفوا على أداء أعمالهم بروح تتسم بالإخلاص والشفافية ، فلا غرابة في تأثرهم بفقد هذا العلم الشامخ الذي كان وسيظل علامة مضيئة في دنيا الطوافة والمطوفين حاضرا ومستقبلا .
ولا أبلغ وأدق من قول معالي وزير الحج الدكتور فؤاد بن عبدالسلام الفارسي معبرا عن رأيه في هذا العلم الشامخ حين رثاه فكان مما قاله : ( قضى عمره في خدمة ضيوف الرحمن وأسهم في تطوير مهنة الطوافة وترسيخ العمل المؤسساتي وكان إحدى الشخصيات البارزة في قيادة التنسيق والتعاون بين مؤسسات أرباب الطوائف وتوحيد غاياتهم وتنسيق جهودهم .. وستجد الأجيال الجديدة في سيرته حافزا على الإبداع والتميز ) .
رحمه لله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته ، وألهم ذويه الصبر والسلوان ..
(إنا لله وإنا إليه راجعون) .
الندوة 18/9/1431هـ