وساحات مكة بحاجة لمظلات
يولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز – حفظه الله – كل ما يتعلق بالحرمين الشريفين بالغ اهتمامه من خلال المشاريع المتعلقة بالتوسعة أو التكييف، أو تظليل الساحات، يضاف إلى ذلك إقامة أكبر ساعة في العالم بجوار المسجد الحرام.
ففي مكة المكرمة يجري العمل لتنفيذ أكبر توسعة للمسجد الحرام من الناحيتين الشمالية، والشمالية الشرقية، ولتحقيق هذه التوسعة تمت إزالة آلاف المباني التي ستصبح المساحات الكاملة لها إضافة للمسجد الحرام، مع ما سيكون أمامها من ساحات بجميع الجهات الأربع للمسجد الحرام الذي سيتم تكييفه بالكامل مع إتمام تكييف مشعر المسعى الذي لا زالت بعض أجزائه في انتظار إتمام تكييفها إنفاذا لأمر خادم الحرمين الشريفين.
وإذا كان هذا في مكة المكرمة فقد تمت بالمدينة المنورة أكبر توسعة للساحات المظللة التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين، إذ نشرت «عكاظ» بتاريخ السبت 19/8/1431هـ: أن الطاقة الاستيعابية للمسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة قد ارتفعت إلى مليون مصل بعد أن انتهت الشركة المنفذة لمشروع خادم الحرمين الشريفين لتوسعة الناحية الشرقية في المسجد من تركيب (200) مظلة.
وقد قال لـ «عكاظ» مدير العلاقات العامة في وكالة شؤون الحرم النبوي الشريف انها ستستوعب نحو 700 ألف مصل وأن العمل يتواصل حاليا لتركيب (50) مظلة أخرى في الناحية الشرقية ليصبح مجموع المظلات (250) مظلة تقي المصلين من الشمس والمطر.
والواقع أن وضع الساحات بالمدينة المنورة وبالشكل الجميل يدفعنا للتطلع بأن يتفضل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز ــ رعاه الله ــ أمره بإقامة مظلات مماثلة للساحات المحيطة بالمسجد الحرام في مكة المكرمة، بل .. ويا ليت المظلات تقام حتى داخل المسجد الحرام لتظلل المصلين بالمساحات المكشوفة والمعروفة بـ «الحصاوى» على غرار ما حصل في المسجد النبوي الشريف.
فالناس من أهل مكة مع الحجاج والمعتمرين يعانون رهقا من الحرارة عند الصلاة خارج الأروقة أو بالساحات حول المسجد، وإقامة المظلات ستكون بكل تأكيد رحمة بهم، وهذا ما أشار إليه أخي الأستاذ علي الحسون فيما كتب في عدد يوم الاثنين 14/8/1431هـ من صحيفة البلاد بقوله:
وأنا أخطو أول أمس إلى داخل المسجد الحرام قاطعا تلك المساحة من الأرض المرصوفة بالرخام الجميل بلونه الأبيض وعامود الشمس مسلط على الرؤوس حيث بلغت الحرارة حدودا لا تصدق كما يشير قياس الحرارة إلى 48 درجة أقول وأنا في هذه الحالة ومن حولي من وضع سجادة على رأسه أو إزار إحرامه متقيا لتلك الحرارة تذكرت تلك «المظلات» المبهرة الموجودة حول المسجد النبوي الشريف وداخله بجمالياتها ودقة صنعها فسألت نفسي لماذا لا يوجد مثل تلك المظلات هنا حول المسجد الحرام؟ بل امتد بي الخيال إلى أكثر من ذلك لماذا لا تكون هناك مظلات داخل صحن الطواف والذي أعتقده أن هناك من الإمكانات الفنية ما يحقق وجود تلك المظلات دون عرقلة «الطواف والطائفين» صحيح أنا لست متخصصا في هندسة أمثال هذه «المظلات» لكن الذي أتصوره يمكن عمل قوائم من الحديد على شكل أعمدة على حوافي «المطاف» أي ملاصقة «للرواق» القديم ومن ثم تمد تلك «المظلات» على شكل «مروحة» تفرد إلى الأمام، وتطوى إلى الخلف بشكل آلي وهذا لا يصعب تنفيذه على أهل الاختصاص الذين يملكون من «الحلول» ومن التنفيذ السليم لمثل هذه «النوعية» من الأعمال، إن عمل هذه «المظلات» فيه الكثير من الإيجابيات التي تذكر فتشكر.
إن خادم الحرمين الشريفين الذي يعطي اهتمامه الكبير للمسجدين الطاهرين لن يتوانى عن المبادرة لتحقيق هذا الأمر الذي سوف يكون إتماما لهذه التوسعة – الميدانية – التي أمر بها حفظه الله، وتم تنفيذها ولله الحمد، فينعم بها رواد المسجد الحرام سواء كانوا من الحجاج وهم ضيوف الرحمن أو المعتمرين الذين أصبحوا يأتون طوال أشهر العام.
وأعود لما بدأت به من أن الاهتمام الكبير الذي يوليه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للحرمين الشريفين ومرتاديها من الأهالي والحجاج والمعتمرين والزوار وحرصه على راحتهم يدفعنا لطرح الأمر على مقامه رعاه الله لإقامة المظلات المقترحة والله المعين.
عكاظ 19/9/1431هـ