جريمة بجوار الحرم !
حادثة مقتل الفتاة الجزائرية تسلط الضوء من جديد على حالة الفوضى التي تلف القطاع الفندقي في مكة المكرمة، حيث لا يقتصر غياب الضوابط والمعايير عن الأسعار ومستوى الخدمات، بل يمتد ليشمل نظامية واحترافية العاملين فيه!!
وإذا كان مقتل الفتاة الجزائرية قد كشف عن جريمة بشعة وخفايا لممارسات منحرفة لا تليق بجوار بيت الله الحرام يمارسها بعض العاملين المخالفين لنظام العمل والإقامة النظامية، فإنني أخشى أن يكون ما خفي أعظم في مكان لا تهدأ فيه حركة القادمين والمغادرين من المعتمرين والحجاج وزوار البيت العتيق!!
الجهود الجبارة المبذولة الآن لكشف ملابسات مقتل الفتاة يجب ألا تقف عند كشف أسباب مقتلها ومعاقبة المتسببين فيه في حالة إدانتهم، بل يجب أن تمتد لتغربل القطاع السكني التجاري المحيط بالحرم بكل ما فيه؛ لنفرض احترافا في الأداء والخدمات ومعايير التوظيف يليق بضيوف الرحمن، وانضباطا أخلاقيا في التعاملات والسلوكيات يليق بقدسية المكان!!
فتشوا دائما عن مخالفي نظام الإقامة والعمل في أعمال الجريمة، وستجدون أن لهؤلاء نصيب الأسد منها، فمن يؤسس حياته على المخالفة والتمرد والخداع يصبح جدار الخشية والوازع والهيبة عنده قصيرا، فيستمرئ ارتكاب الجرائم و مخالفة القوانين!!
ليس الجزائريون وحدهم من يريدون معرفة أسباب ما حدث لبنت جلدتهم، بل نحن أيضا نريد معرفة من جعل من جوار بيت الله مرتعا لنزواته ولم تردعه هيبة القانون ولا مخافة الله!!
عكاظ 11/10/1431هـ