طمأن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز شعبه على صحته بإطلالته عليهم عبر شاشات التلفزيون ، بعد أن أخذ منهم القلق مأخذه ، كيف لا ومن توعّك هو عبد الله بن عبد العزيز ، القائد الأمين ، و الأب الحاني ، والأخ والصديق الوفي لأفراد شعبه ..
أطل عليهم هاشاً باشاً مداعباً .. فأسعدهم و أدخل السرور على نفوسهم..

هذا الملك الذي جعل همه الأول شعبه و بلده ، وحمل هموم أمتيه العربية و الإسلامية ، و بذل في سبيل ذلك كل ما يستطيع ، وتحمّل في سبيل ذلك ما تحمّل.

خادم الحرمين قاد معركة الاصلاح والتنمية بكل قوة و تفاؤل ، لم يفت في عضده كثرة الفساد ، و لا تعثر التنمية، واختلالها خلال الفترة الماضية ، لأن إيمانه عميق بوجوب العمل و المثابرة ، وإضاءة الشموع بدلاً من لعن الظلام.

وقد ركّز حفظه الله وسدده على مفاصل و مرتكزات أساسية ، لتحقيق الإصلاح و انطلاق التنمية المستدامة والمتوازنة و العادلة بين جميع أبناء مناطق المملكة. من هذه المرتكزات ، مشروع تطوير القضاء ، دعم الجهات الرقابية ، تأسيس هيئة حماية النزاهة ومكافحة الفساد ، مشروع تطوير التعليم العام ، والتعليم العالي بما في ذلك برنامج الابتعاث الخارجي وتأسيس جامعة الملك عبد الله ، تأسيس هيئة البيعة ، إطلاق الحوار الوطني ، المشاركة الشعبية عبر الانتخابات البلدية ، تطوير الإعلام وتوسيع مساحات حرية الرأي والتعبير ، وتوسيع دائرة الشفافية ، تأسيس هيئة حقوق الإنسان ، تأسيس مجلس الاقتصاد الأعلى ، والهيئة العامة للإسثمار ، وإطلاق مشاريع المدن الاقتصادية ، مشاريع تطوير منظومة النقل من خلال مشاريع السكة الحديد (قطار الحرمين الشريفين – قطار الشمال – قطار المشاعر) ، وتطوير مطار الملك عبد العزيز -الذي وقع عقده سمو ولي العهد قبل أيام- كمطار دولي يتوافر على أحدث التصاميم و التقنيات المتوفرة في أفضل مطارات العالم المتقدم ، وتوسعة وتطوير وإنشاء موانئ على ساحل البحر الأحمر ، إطلاق حملة مكافحة الفقر ، وتطوير برامج متنوعة للعناية بمستفيدي الضمان الاجتماعي ، بما فيها و أهمها برامج العناية بتعليم و تدريب أبناء و بنات المستفيدين ، وبالتالي انتشالهم من الفقر و تحويلهم إلى طاقات منتجة بدلاً من بقائهم كحلقة جديدة في سلسلة الفقر التي امتدت في بعض الأسر من الأجداد إلى الآباء إلى الأبناء ، بسبب التركيز في السابق على برامج الرعاية التي تركز على الأعطيات.

كل هذه المشاريع هي مرتكزات أساسية لتنمية مستدامة ، و نهضة جديدة للمملكة ، سوف تؤتي أكلها في المستقبل القريب بإذن الله .. و قد لامست آثارها بعض تطلعات المواطنين ، و لذلك أحبوه و دعوا الله عز وجل مخلصين –وبعضهم على صعيد عرفات الطاهر- أن يحفظه و أن يعجل بشفائه ، وأن يمتعه برؤية و حصاد المزيد مما زرعه من خير لبلده ، و أن يكمل مسيرته التنموية الإصلاحية المباركة في خدمة دينه و وطنه و أمته.

وفي مكة المكرمة والمشاعر المقدسة لخادم الحرمين عناية خاصة و بصمات واضحة فمشروع الخيام المطورة ، مشروع الوقف لصالح الحرمين الشريفين ، ومشروع جسر الجمرات ، و مشروع قطار المشاعر ، و مشروع توسعة المسعى ، ثم توسعة المسجد الحرام ، و في القريب مشروع توسعة المطاف ، وكلها مشاريع موجهة لخدمة الحجّاج و العمّار ، ويمتد نفعها لعموم المسلمين. ونحن على موعد مع المخطط الشامل لمكة المكرمة والمشاعر المقدسة ، ومشروع النقل العام في مكة المكرمة. وتطلعاتنا و طموحاتنا كبيرة في أن تشهد مكة المكرمة و أهلها المزيد من العناية الكريمة ، ومن مشاريع التطوير والتنمية الموجهة لأهلها وسكانها الدائمين ، ليس لأن ذلك من حقوقهم فحسب ، وإنما لأنهم الأساس لنجاح المشاريع الموجهة لزوراها من الحجّاج العمّار.

وبعد : فلكل ذلك و بعد فضل الله عز وجل فإن شعبك بخير ما دمت بخير يا خادم الحرمين .. حفظك الله وسددك وحقق أمنياتك و أنت بصحة وعافية.

المدينة 14/12/1431هـ