نجح القطار وفشل محاموه!
لا أذكر أنني قرأت مقالا واحدا في الصحافة السعودية يشكك في أهمية مشروع قطار المشاعر أو قدرته على تسهيل حركة نقل الحجاج، بل على العكس كان هناك إجماع على أهميته، وأنه سيحدث فرقا في أداء حج هذا العام!!
أما النقد الذي وجه للمشروع فلم يتجاوز طرح علامات الاستفهام حول تكلفته المعلنة قياسا بحجمه ومستوى عرباته، دون أن ينال من أهميته أو قدرته على النجاح!!
لذلك لا أفهم سر تلك الأصوات التي تعالت بعد انتهاء موسم الحج لا لتشيد بنجاح أداء قطار المشاعر وإنما لتعتبر هذا النجاح ردا على من انتقدوا المشروع، وكأن من انتقده كان ينتظر فشله!!
وهؤلاء يعانون من نفس المشكلة التي عانى منها بعض مسؤولي المشروع عندما كانوا ينظرون للنقد الموجه لتكلفة المشروع على أنه نقد لفكرة المشروع ذاته، و ينطبق عليهم نفس الرأي الذي عبرت عنها هنا بتاريخ 11/10/2010 ردا على تصريحات للدكتور حبيب زين العابدين في نفس الاتجاه: «المشروع يا سيدي الدكتور الحبيب لا شك مهم وحيوي وضروري وسيخدم الغاية التي أنشئ من أجلها، لكن مشكلتنا أنك تصر في كل مرة على اصطحابنا في رحلة بالقطار إلى غير الوجهة التي نريدها»!!
إن الإصرار على أن النقد استهدف فكرة المشروع لا تكلفته فيه تلبيس على الرأي العام وهو تلبيس لن يجدي نفعا لسببين: أولا أن للناس ذاكرة تدعمها قاعدة بيانات في الإنترنت لا تمحى، وثانيا أن للمجتمع اليوم وعيا لم يعد بالإمكان استغفاله!!
لقد نجح قطار المشاعر نجاحا باهرا، وسينجح أكثر عندما يستكمل مشروعه في العام القادم، فلم يكن لمشروع بهذا القيمة أن يفشل!!.
عكاظ 21/12/1431هـ