خالد الفيصل وبرنامج الإحلال
في عام 1424هـ أصدر صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز قرارا بأن يكون جميع مدرسي تحفيظ القرآن من أبناء المملكة وذلك لائتمانهم على الرسالة الكريمة التي يؤدونها لتحفيظ أبنائنا القرآن الكريم الذي يقول عنه الحق سبحانه وتعالى بسورة الإسراء: «إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين».
غير أنه رغم مرور ستة أعوام على صدور أمر صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية لايزال هناك عدد كبير من دول شتى يقومون بتدريس القرآن لأبنائنا في الجمعيات التي يتعلل القائمون عليها بعدم قدرتهم على تحمل رواتب المدرس السعودي، رغم أن ميزانية الجمعية يزيد دخلها السنوي عن مائة وثلاثين مليون ريال من التبرعات والمخصصات التي ترد لصندوق الجمعية.
وحرصا من ولاة الأمر فينا على سلامة فكر وتوجه أبنائنا وفق تعاليم القرآن الكريم الذين يحفظونه لخدمة دينهم وبلادهم، فقد أصدر صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة قراره بتشكيل لجنة لتفعيل الأمر القاضي بسعودة مدرسي تحفيظ القرآن، وأن يتم ذلك وفق ما يحقق الهدف من قيام جمعية تحفيظ القرآن حسبما نشرت «عكاظ» بعدد يوم الثلاثاء 24/12/1431هـ وقد جاء فيه: وجه صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة بوضع برنامج لإحلال السعوديين محل غير السعوديين في حلقات تحفيظ القرآن الكريم تدريجيا في مدة لا تتجاوز الثلاث سنوات وبدراسة إنشاء صندوق يعود ريعه لدعم هذا التوجه تحت إشراف إمارة منطقة مكة المكرمة والجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم.
واطلع الأمير خالد الفيصل لدى ترؤسه اجتماعا مع أعضاء لجنة وجه بتشكيلها لدعم حلقات تحفيظ القرآن الكريم في المنطقة بمعلمين سعوديين بدلا من الأجانب في جدة على نتائج دراسة هذه اللجنة التي أكدت أن عملية الإحلال تحتاج إلى وقت تدريجي لوضع نظام خاص بعمل السعوديين في حلقات التحفيظ عن طريق بعض التنظيمات التي سيعمل الفريق على وضعها لضمان عدم تأثر العملية التعليمية في هذا المجال.
وتذكر «عكاظ» أن سمو الأمير خالد كان قد وجه في وقت سابق بتشكيل فريق عمل من إدارة التربية والتعليم والجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في المنطقة لتنفيذ خطة مقترحة لدعم حلقات التحفيظ بمعلمين سعوديين لضمان استمرار العملية التعليمية في حلقات تحفيظ القرآن الكريم، مؤكدا أن الإمارة ستعمل على تذليل كل الصعوبات التي تواجه تنفيذ الخطة.
ولأهمية الموضوع فسيجتمع صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل غدا الاثنين باللجنة التي تم تشكيلها الأسبوع الماضي، إذ تقول «عكاظ» في عدد الأربعاء 25/12/1431هـ : علمت «عكاظ» أن اللجنة التي وجه بتشكيلها صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة لدعم حلقات تحفيظ القرآن الكريم في المنطقة بمعلمين سعوديين بدلا من الأجانب ستقدم برنامجها لأمير المنطقة يوم الاثنين «غدا بإذن الله»، وكان اجتماع أمس الأول بين الأمير خالد الفيصل ورئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في منطقة مكة المكرمة الدكتور عبد الله عمر نصيف ومدير عام التربية والتعليم في محافظة جدة عبد الله الثقفي، قد بحث وضع برنامج لإحلال السعوديين في حلقات التحفيظ تدريجيا في مدة لا تتجاوز ثلاثة أعوام ودراسة إنشاء صندوق يعود ريعه لدعم هذا التوجه تحت إشراف إمارة منطقة مكة المكرمة.
وهكذا تتأكد أصالة القاعدة، بأن رأي الجماعة يؤدي إلى سلامة النتائج، فإن مما لا شك فيه أن العمل على إحلال السعوديين خلال سنوات ثلاث سيعطي الفرصة لتوفير العدد الكافي للقيام بمهمة تحفيظ القرآن الكريم، كما أن إنشاء صندوق يعود ريعه لدعم هذا التوجه كفيل بأن يضمن تغذية صندوق الجمعية بما تتطلبه سعودة الوظائف التي هي بكل تأكيد مطلب له من الفوائد كثيرها، والله المستعان.
عكاظ 29/12/1431هـ