المطوفون وانتخاباتهم

في الأسبوع الماضي تناولت بإيجاز الحديث عن انتخابات مؤسسات الطوافة وتطلعات المطوفين للدورة الانتخابية الثالثة المقرر إجراؤها هذا العام وآمالهم في بروز مجالس إدارات قوية وفاعلة تعمل على توفير خدمات جيدة للحجاج وتسعى لتطوير الأداء وإبراز المؤسسات ككيانات جماعية قائمة عبر خطط وبرامج عملية جيدة.

وقبل أن تبدأ الانتخابات وفقا لما نصت عليه اللائحة التنظيمية لانتخابات مجالس إدارات المؤسسات الأهلية لأرباب الطوائف والتي أشارت في موادها الحادية عشرة إلى “ : تشكل بقرار وزاري لجنة عامة للإشراف على انتخابات أعضاء مجالس الإدارة برئاسة سعادة وكيل الوزارة لشؤون الحج وسعادة وكيل الوزارة للتخطيط والتطوير نائباً وعضوية كل من سعادة مدير عام الإدارة العامة الشؤون القانونية ومدير عام فرع الوزارة بمكة المكرمة أو المدينة المنورة أو محافظة جدة وفق الاختصاص المكاني لكل فرع ويحدد القرار مقر اللجنة ومهامها وصلاحيتها.

والمادة الثانية عشرة : تشكل بقرارات وزارية لجان قيد وتسجيل الناخبين بكل مؤسسة ومكتب ولجان فحص قوائم المرشحين لعضوية مجالس الإدارة في كل مؤسسة ومكتب ممن توفرت فيهم الشروط المنصوص عليها في اللائحة وترتبط هذه اللجان باللجنة العامة للإشراف على الانتخابات وتحدد اللجنة العامة مقر كل لجنة ومهامها وتاريخ ابتداء أعمالها ونهايتها”.

بدأ البعض من المطوفين يتسابقون لتشكيل قوائم يخوضون من خلالها الانتخابات بوعود وبرامج يصعب تحقيقها على أرض الواقع وجاءت أولى خطوات بعض المرشحين متضمنة الحديث عن خبراتهم في مجال خدمات الحجاج منذ نعومة أظفارهم!.

والحقيقة تؤكد ابتعادهم وآبائهم عن العمل في مجال خدمات الحجاج إبان نظام الطوافة الفردية ولم يظهر وجودهم إلا بعد إنشاء المؤسسات قبل نحو ثلاثة عقود من خلال عملهم بمجموعات ومكاتب الخدمة الميدانية.

أما البرامج الانتخابية التي يتحدثون عنها فالواضح أنها تحمل من الوعود مالا يمكن تصديقه وهو ما يستدعي تدخل وزارة الحج لإيقاف مثل هذه الوعود والتحقق في مدى قدرة المرشحين على تحقيق مايعدون به.

فالذي يريده المطوفون مجالس إدارات قوية وفاعلة وهو ما اتفق معي حوله أحد قياديي المؤسسات خلال الأسبوع الماضي عقب مقالي المنشور تحت عنوان “ انتخابات الطوافة “ بالعزيزة “ الندوة “ إذ بادر بطرح فكرة عقد جمعية عمومية غير عادية تتضمن طرح أسماء محددة لانتخابها ضمن مجموعة من المطوفين تشكل من خلالها قائمة أساسية تمنح الثقة الكاملة وتدعم من قبل المطوفين لتكون هي القائمة المنتخبة لتولي قيادة دفة المؤسسة على أن يكون أعضاؤها من المطوفين الثقاة المشهود لهم بالصدق والأمانة والخبرات الجيدة والحريصين فعلا لا قولا على الارتقاء بخدمات الحجاج والبعيدين عن المكاسب والمصالح الخاصة وممن حصلوا على شكر وتقدير مسؤولي وزارة الحج والقطاعات الحكومية الأخرى لا أن يكونوا من الحاصلين على لفت نظر لتجاوزهم النظم والتعليمات أو المتجاهلين للمطوفين والملغين لتواجدهم.

ولعل أبرز مافي هذه الفكرة أنها استهدفت نقل الصورة الحقيقية للمطوفين البعيدين عن المؤسسة والذين يجهلون حقيقة من رشحوا أنفسهم لخوض الانتخابات.

الندوة 9/1/1432هـ