تكميم الأفواه في انتخابات المطوفين
ما أن صدرت موافقة وزارة الحج باعتماد القوائم المرشحة لانتخابات مجالس إدارات مؤسسات الطوافة حتى أعلنت القوائم برامجها الانتخابية في خطوة تستهدف الوصول إلى مقاعد مجالس الإدارات وكل بطريقته.
وان كانت وزارة الحج ـ كجهة إشرافية على مؤسسات أرباب الطوائف ـ اطلعت على البرامج ووافقت عليها حتى لا تشكل البرامج وسائل جذب آنية تذوب مع مرور الأيام ويتحول الإقرار بالتنفيذ إلى ماض حمل بشعارات بهدف جذب الناخبين .
وان كانت اللائحة التنفيذية للانتخابات قد منحت القوائم المرشحة حق اختيار الزمان والمكان لطرح برنامجها فان من حق الناخبين أيضا الحصول على الوقت الكافي لمناقشة أعضاء القائمة حول البرنامج المقدم فأي ناخب من حقه الاطلاع على البرنامج ومناقشته وليس الحضور للجلوس كطالب مستمع يفتح الأذان ويغلق فيه عن الكلام.
وعبر دعوات عدة تلقيتها من بعض المرشحين لانتخابات مؤسسات الطوافة الذين رغبوا في مجاملتهم بكلمات الإطراء والمديح اطلعت على بعض تلك البرامج ولا أريد الإفصاح عن مسماها ولا الحديث عن المؤسسة التي تنتمي لها لأنني لا أتحدث عن قائمة بعينها ولا مؤسسة بذاتها لكنني أقول ان ما حز بالنفس هو لجوء إحدى القوائم المرشحة إلى تحويل الناخبين والناخبات إلى مشاهدين ومستمعين فقط، ودعوتهم لتناول طعام العشاء دون أن يسمح لهم بالنقاش.
فأي ثقة يمكن أن يمنحها الناخبون لمثل هذه القائمة التي أعلنت منذ بدايتها وقبل وصولها لمقاعد مجلس الإدارة سعيها لتكميم الأفواه ومنع النقاش ؟.
لقد انتهى زمن الوصاية على المطوفين ومن كان منهم قاصرا بالأمس قد بلغ اليوم سن الرشد وهو ما يعني أن من حق الناخبين النقاش والحوار في حدود آداب الحوار خاصة حينما تكون هناك خطوة لإنشاء شركات فكيف ستنشأ هذه الشركة أهي بكلمات تقال أم بخطوات تنفذ ؟.
إن إنشاء شركة سواء كانت “ ذات مسؤولية محدودة “ أو “ مهنية “ أو حتى “ توصية بسيطة “ أو “ تضامنية “ تخضع لإجراءات تأسيس ونظم لايمكن تجاوزها فهي ليست جنيهات ذهبية تقدم كهدايا لجذب المطوفات ولا بطاقات تخفيض أو برشورات توزع ويصعب على أي قائمة مرشحة لانتخابات مجلس إدارة مؤسسة طوافة أن تتجاوز النظام وتسعى لإنشاء الشركة وفقا لرغبتها الخاصة.
وبين هذا وذاك يبرز سؤال آخر يقول : متى منع الناخبون من أحقيتهم في النقـــــاش وطولبوا بالالتزام بالسماع ومشاهدة العرض ؟.
ومتى اعتبر أي نقاش تجاوزا للخط الأحمر ؟ .
الندوة 11/4/1432هـ