معلم تراثي مكي.. سمو الأمير

* في سياقات الحديث عن الجنادرية.. هذه التظاهرة الثقافية التراثية الكبرى استوقفتني فكرة الدوائر التراثية المتداخلة والمتكاملة.

وأعني (هنا) أن يكون في كل منطقة أو مدينة معلمها التراثي الذي يعكس تاريخها وطبيعة حياتها عبر مراحلها المختلفة، وصولاً إلى الدائرة الكبرى (الجنادرية)!.


وقضية (التداخل والتكامل التراثي).. هذا المصطلح إن أمكن تسميته كذلك لأن مختلف الدوائر تتقاطع في عمومية بيئة سعودية واحدة، ثم تأتي الخصوصية لكل منطقة!!.
وبالتالي، فالمشهد يتّحد في منهله، ويتنوع في منظومته.. وهذا ما يحدث تمامًا الآن في الجنادرية من خلال المشاركات المناطقية فيها.


* وعندما أقول (دائرة تراثية) في كل منطقة، فأهدف أن يكون هناك مكون تراثي دائم في كل منطقة طوال العام، وليس في أيام معدودات من السنة.
* ومنطقة مكة المكرمة برزت هذا العام في الجنادرية من خلال جناح إمارة منطقة مكة المكرمة الذي طور بشكل لافت جدًّا وفق اهتمام وتطلعات أمير المنطقة الأمير خالد الفيصل، إثرائية في تاريخها وموروثها، فمكة المكرمة بكل عبقها التاريخي المسكون بالروحانية والطهر، وما تلا ذلك من عوامل تراثية وثقافية لها أثرها الكبير في مكونات الموروث المكي، وتمثل جدة والطائف جناحا التاريخ الثقافي والتراثي لمكة المكرمة، وما بينها محافظات لها إطلالاتها على المشهد التاريخي والتراثي في المنطقة بشكل أو بآخر كالقنفذة والليث!!.
* وعمومًا فإن (التراث) والعناية به والتنقيب عنه وجمعه وممارسته ليس ضرب من (الترف) أو الهواية المجردة!!.


* لا أحد ينفك عن تراثه ولا ينفصل من موروثه.. هو جزء منك.. من تاريخك!!.

قل لي شيئًا من تراثك أقول لك من أنت!!.
* وكل دول العالم تشتغل بالتراث وتهتم به، ولا تكاد تسافر إلى دولة إلاّ وتجد من معالمها أشياء من تراثها!!.
ونرى السائحين أو الزائرين للمملكة يزورون مكان بيع التراثيات القديمة، أو يزورون المواقع الأثرية التي قد لا نزورها نحن، وليست من اهتماماتنا للأسف.. وهذه قضية مرتهنة لدى هيئة السياحة.
* أعود إلى منطقة مكة المكرمة فأقول إن تراثياتها تعنى باهتمام خاص من قبل الأمير خالد الفيصل ليس سوق عكاظ أولها، وليست الجنادرية آخرها، بل حتى المحاولات الفردية في هذا الاتجاه يشجعها ويرعاها كما حدث قبل أيام في معرض (تراثيات مكة) الذي خططته ونفذته بالكامل مجموعة من السيدات تحت مظلة جمعية مراكز الأحياء.


* وأود في ظل هذا الاهتمام من الأمير خالد الفيصل بالتراث وبالموروث المكي طرح فكرة إيجاد معلم حضاري ثقافي في مكة المكرمة!!.


معلم يضم مسرحًا ضخمًا، وقاعات تراثية ضخمة متنوعة في مادتها، ومتنوعة في طريقة عرضها ما بين الصورة والصوت والضوء، وقاعات تبرز تاريخ منطقة مكة عبر مراحلها المختلفة بما فيها رحلة الحج الكبرى.. ويضم هذا المعلم أيضًا المرافق المختلفة من قاعات اجتماعات وبوفيهات وحدائق!!.. بحيث يصبح مقصدًا لكل من يزور منطقة مكة.


* نحن في حاجة إلى مثل هذا المعلم، وفي ذات الوقت فإن أمانة العاصمة المقدسة تنفذ حاليًّا المشروع الضخم “واحة بوابة مكة” الذي يضم أحياء سكنية ومرافق صحية وتعليمية وتحيط به المنتزهات والحدائق في تصميم بهي.


* في هذه الواحة لا أروع من أن تضم مثل هذا المعلم، إنه المشروع المناسب والمتناسب مع مكوناته الجمالية إضافة إلى وقوعه في قلب منطقة مكة، وتطل عليه مدن ومحافظات المنطقة من كل جانب!!.
* أتمنى أن تحظى هذه الفكرة بالاهتمام وبالدراسة إن كانت تستحق ذلك!!.

المدينة1432/5/13هـ