قرار الوحدة.. مَن المُذنب ومَن المُعاقَب؟!

أشفقتُ على حال تلك الجماهير الوحداوية وهي تقف أمام النادي لفترات طويلة، فتلك التجمعات من الجماهير كانت تضم خليطًا عمريًّا مختلفًا، ففيها الكهل المسن، والرجل، والطفل الصغير!!

وتخيّلوا ما بقلب كل منهم؟ حماس المدرجات، وحرارة التشجيع بكل صياحه، ونياحه، وفرحه، ودموعه تجدها معكوسة داخل تلك القلوب التي جاءت منكسرة أمام بوابات النادي، وهي ترتجي من لا رجاء عنده.. تكفون لا تخلّون نادينا العريق يذهب إلى الهاوية..!!

ويبدو أن ذلك الانكسار وتلك (الرجاءات) -ولا أقول المطالبات- تأتي عند مَن اتّخذ القرار في الوقت الضائع بلغة الرياضيين.

فمَن اتّخذ القرار يبدو أنه قد أحال بينه وبين أن يسمع من أحد أو لأحد!!
يعني بالبلدي أذن من طين وأذن من عجين، فكيف يسمع أولئك المسكونون حتى النخاع بحب ناديهم مَن أقفل أذنيه دونهم؟!

عمومًا.. وبعيدًا عن تلك المفارقات في الاستجداءات والاستجابات.. فإن القرار في (أصله) غريب وعجيب!!

ولاحظوا معي، لم أقل في (مضمونه)، فلعل لهم مضامين لا تراها إلاّ أعين لجنة الانضباط، ولهم تفسيرات لا يملك طريقتها إلاّ هم!! قد نختلف معها وقد نتفق.. هذا شأن آخر!! أنا أتكلم في (أصل) القرار.. الذي جاء غريبًا جدًّا.. ذلك -وعلى حد علمي-، فلأول مرة أسمع بمعاقبة كيان لأخطاء شخوص!!

** هبوا أن جمال تونسي أخطأ وأن أعضاء مجلس إدارته بالكامل أخطأوا أيضًا.. فلماذا لا نعاقبهم هم!!

بإمكان صاحب القرار أن يقول لهم توكلوا على الله.. على الأقل هناك مبرر.. هذا ما جنته أيديكم.. لكن أن يخطئ بشر فتعاقب كيان.. هذه مشكلة.. ما ذنب الكيان؟!

والمشكلة الأكبر عندما نستسهل اتخاذ القرار ضد الكيانات أكثر من الأفراد!!
هذا يذكرني ببعض أحكام ديوان المظالم عندما يخطئ موظف (ما)، داخل إدارة (ما) فنحمّل الإدارة بكاملها وزر ذلك الخطأ الفردي.
وفي النهاية تظل بعض تلك القرارات معلّقة بسبب عمومها!!
** أنا (هنا لا أخطّئ أحد من مجلس إدارة الوحدة، ولا أرفع الخطأ عن أحد، ولكني أتكلم عن الأصل في اتخاذ القرار)!!

** ثم من حقنا أن نسأل لجنة الانضباط، هل سبق أن أُسقط نادٍ من قبل من درجة إلى درجة بقرار كهذا..؟!

فإن كان حدث ذلك سابقًا لتذكر لنا اللجنة الموقرة مَن؟! ومتى؟! وكيف؟!
وعلى حد علمي -وعلى ذمة المهنا- فإنه قد سبق هناك أخطاء مماثلة، ولكن هل لاقت الأندية نفس قرار الوحدة؟ هذا هو السؤال!!
** ثم إن القرارات الكبيرة دائمًا تستند إلى دلائل قاطعة.. فهل تملك اللجنة مثل هذه الدلائل.. أقول (قاطعة) مستبعدًا التفسيرات والاحتمالات!! فالقرار الكبير يجب أن يستند إلى دليل بقوته!!

أمّا كما قال المهنا (يشتبه) فهذه كارثة في الحكم على الأشياء الكبيرة لمجرد شبهة.. إلاّ إذا كان في نظر لجنة الانضباط بأن نادي الوحدة بعراقته، وتاريخه، وأنصاره هو من الأشياء الصغيرة..!!

ثم لو أن ناديًا آخر كالهلال مثلاً هو في موقع الوحدة.. هل سيُتّخذ ضده مثل هذا القرار؟!
أنا لا أفترض عدم النزاهة في اتخاذ القرارات، ولكني أتأمّل صعوبة مثل هذا القرار وغرابته!!

** أمّا ما أتوقف عنده -بكل أسف- فهو أن هذا القرار تزامن مع ما يشهده نادي الوحدة من التفافة غير مسبوقة، ويأتي في طليعة ذلك اهتمام الأمير خالد الفيصل بالوحدة، وتكوين أعضاء شرف فاعلين، وعمل إستراتيجية تنموية ربما تكون الأولى من نوعها فى الوحدة، وترتكز على الكثير من المعطيات، ومن أهمها الاستثمار بما يكفل موارد ثابتة للنادي.

** والمتأملون للوحدة يتوقعون لها أن تشهد انطلاقة جيدة في المرحلة المقبلة، ومثل هذا القرار قد يحدث اتجاهًا عكسيًّا لكل تلك الطموحات!!

** لا أدري إن كان هناك بقية لمدارسة هذا القرار، أو أن الأمر قد انتهى؟! لكن ما آمله ألاّ يبلغ الحبل عقدته الأخيرة.
خاتمة:
فرق بين مَن يزرع الشوك ومَن يزيله

المدينة 1462/6/26هـ