جائزة مكة للتميز ومؤسسات أرباب الطوائف

نتظر الجميع سنوياً الاعلان عن الفائزين بجائزة التميز والتي علا شأنها من خلال مسماها (جائزة مكة المكرمة للتميز) هذه الجائزة التي رسم ملامحها وخطط لها وأشرف على تنفيذها أمير منطقة مكة المكرمة المميز خالد الفيصل ، وكانت النسخة الثالثة لهذه الجائزة هذا العام والتي انطلقت عام 1430هـ ، قد حققت مفهوماً جديداً مضافاً لحصول الطالب محمود بن معتز غلمان بالصف الثاني الثانوي بمكة المكرمة على المركز الرابع دولياً بمركز ايسف إنتل 2011م بلوس انجلوس في الولايات المتحدة الأمريكية وناصفته الجائزة الطالبة بيان بنت محمد حسين مشاط لحصولها من نفس المركز على المركز الأول في مجال العلوم الانسانية عن مشروعها (جوجل بلاي) وهي عبارة عن لعبة تعليمية تبين فاعلية العاب الفيديو التعليمية في تنمية مهارة استخدام محركات البحث لدى الأطفال من سن 9-12 عاماً وتم تخليد اسم هذه المبدعة بكويكب في الفضاء الخارجي من قبل شركة أمريكية مهتمة بالبحوث العلمية فمن حق هذين النموذجين التهنئة للإنجاز الذي استحقا عليه أغلى جائزة من أغلى أمير.

ونبارك أيضاً للفائزين الاخرين وهم الادارة العامة للمرور وذلك لتميزها في تحقيق انسيابية الحركة المرورية خلال موسم حج العام الماضي 1431هـ ، ومن اعطاهم هذا التميز اصلاً حرص سمو الأمير خالد الفيصل من واقع مسؤوليته في لجنة الحج المركزية باعتباره رئيساً لها، وأما جائزة التميز الاداري التي ذهبت طواعية إلى شرطة محافظة جدة وذلك لقدرة هذا الجهاز الامني على تحقيق التميز في خفض نسبة الجريمة في محافظة جدة والتي نتمنى ان ينافسهم على هذا الانجاز شرطة مكة المكرمة وشرطة الطائف ، وشرط المحافظات الأخرى التابعة لمنطقة مكة المكرمة ، وهم أهل لذلك ، أما جائزة التميز الثقافي والتي ذهبت عن جدارة واستحقاق إلى مدارس الشيخ عبدالرحمن فقيه النموذجية وذلك بسبب تميزها في دعم وإبراز العمل الجماعي والاجتماعي من خلال دورها في استضافة الانشطة الثقافية وتفعيل دورها في المجتمع كشريك فاعل وكذلك ما أسسه هذا الصرح التعليمي لينشد التميز والإبداع باستثمار الكوادر البشرية عالية التأهيل وتقنيات العصر واتمنى على المدارس الخاصة بمكة المكرمة كمدارس الفرقان وغيرها أن تبرز انشطتها وتواصل عطاءاتها خصوصاً وأنها تقيم سنوياً مؤتمرات عالمية بالتعاون مع رابطة العالم الاسلامي لترسيخ مفهوم الأمن الفكري في المجتمع ، وذهبت جائزة التميز الاجتماعي إلى بنت مكة المكرمة سارة بنت عبدالله بغدادي التي حصدت هذه الجائزة من خلال قدرتها الفائقة في العمل الاجتماعي وتمتعها بحس وطني صادق من خلال مهامها في مجال العمل التطوعي والمشاركة في عدد من الحملات والقاء المحاضرات وتنظيم البرامج الاجتماعية ودورها الأبرز في ادارتها وتنظيمها للمستودع الانتاجي وإدارة عمليات التوزيع وجمع التبرعات لحملة أهالي جدة للتكافل وإغاثة متضرري السيول لعام 1431هـ -1432هـ وتحفيز وإدارة أكثر من الفي متطوع ومتطوعة للحملة الانسانية.

وجائزة التميز البيئي التي ذهبت عن جدارة واستحقاق ايضاً إلى البنك الاسلامي للتنمية لمشروعه الانساني والحضاري للإفادة من لحوم الهدي والاضاحي والذي اسهم في المحافظة على بيئة المشاعر المقدسة والتوزيع على فقراء الحرم وفقراء العالم العربي والاسلامي ، وجائزة التميز العمراني التي منحت للمركز الطبي الدولي بجدة والذي مزج بين فن العمارة وشفاء المريض من خلال الاضاءة الطبيعية في جميع غرف المرضى والمناظر الخلابة مما جعل هذا المركز يعد من الطراز الأول طبياً ومعمارياً يفوق في مستواه المعايير العالمية، ولان الحديث عن جائزة مكة المكرمة لابد أن يكون ذا صلة بخدمات الحج والعمرة والزيارة فانني أهيب من هذا المنبر (الندوة الحبيبة) بجميع الأخوة في مؤسسات أرباب الطوائف العاملة تحت مظلة مقام وزارة الحج التنافس الشريف وإبراز مشاريعهم الحضارية المميزة بحق وحقيق حتى يجدوا من يرشحهم للحصول على هذا الشرف العظيم والوسام الغالي رفيع المستوى وهم يملكون ولا شك جميع العوامل المساعدة لتحقيق التميز متى ما توفرت عزيمة الارادة وعصرنة الادارة للحاق بركب التميز والإبداع ، والذي حصل على استحقاقه مؤسسة مطوفي حجاج دول جنوب آسيا في الدورة الثانية لهذه المسابقة العالمية واتمنى بهذه المناسبة ان تسعى هيئة السياحة والاثار التي يشرف عليها الأمير العبقري سلطان بن سلمان بالتعاون مع أمانة العاصمة المقدسة على سرعة انجاز مشروع تلفريك المناطق الاثرية الاسلامية في مكة المكرمة كجبل النور (غار حراء) حتى تكتمل الصورة المنشودة في الرقي بالخدمات العصرية المقدمة لضيوف الرحمن خصوصاً وان سمو سيدي الأمير خالد الفيصل يؤكد دوماً على الضيافة الدينية لا السياحة الدينية على اعتبار ان هذا واجب تحتمه طبيعة الأشياء والمسؤوليات ، وكنت مع الفخر والاعتزاز من أوائل من طالب بهذا المشروع الحضاري الذي قابل بعض العنت والمشقة إلا أن عزيمة وفكر أمير السياحة والاثار سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز ستجعل هذا الحلم حقيقة ماثلة للعيان وحتى تحقق جائزة مكة المكرمة للتميز أهدافها السامية بالرقي الحضاري الذي لا يتعارض مع قواعد شريعتنا الاسلامية الخالدة ، لأن اعتقادي الراسخ ليس الهدف من الجائزة الشخوص والمؤسسات فقط وان كانت هي الفاعل الحقيقي لهذه الانجازات وانما المنجز بذاته الذي يعبر عن نظرتنا جميعاً نحو العالم الأول ، وما ذلك على الله سبحانه وتعالى بعزيز وعلى الله قصد السبيل .

الندوة 1432/7/11هـ