لماذا نسيتم المواقف؟
في جميع مراحل تخطيط وتوسعة المسجد الحرام نسي المخططون أو تناسوا مسألة توفير مواقف أرضية للسيارات التي تقصد الحرم المكي لإيصال المصلين، بينما قام بعض أصحاب العمائر والفنادق بإنشاء مواقف تحتها ولكن جعلوا رسوم الوقوف تصل إلى عشرين ريالا للساعة الواحدة ولو زادت مدة الوقوف عن ساعة بعدة دقائق احتسبت ساعتين حسب النظام بينما أخذ المخططون لتوسعة المسجد النبوي مسألة المواقف بعين الاعتبار فعملوا على إنشاء مواقف عامة جيدة وفسيحة تحت الأرض وجعلوا رسوم الوقوف بريال واحد للساعة الواحدة إضافة إلى المواقف الخاصة بالنزلاء التي وفرتها الأبراج السكنية، ولذلك فإن قاصد المسجد النبوي لا يجد مشقة في الحصول على موقف لسيارته حتى في أيام المواسم، ولا يدفع عشرات الريالات لوقوفه لعدة ساعات، وكل ذلك راجع إلى التخطيط الحسن والاستغلال الأمثل لأراضي مشروع توسعة المسجد النبوي والاستفادة القصوى من إنشاء مواقف متعددة تحت الأرض تكفي لوقوف آلاف السيارات، أما في مكة المكرمة فقد تم إنشاء ثلاثة مواقف للسيارات متعددة الأدوار في مواقع مختلفة بعضها قريب جدا من المسجد الحرام وهي مواقف الحجون والمسفلة والقراراة وهذا الأخير هدم منذ زمن طويل، والموقفان الآخران أحدهما تحول جزء منه إلى سوق تجارية بحي المسفلة والآخر لا زال يعمل، وكلها من حيث القدرة والاتساع والكفاءة لا تصل إلى عشر طاقة وقدرة المواقف الموجودة تحت الأرض في المدينة المنورة التي تتيح للمصلين فرصة الوقوف براحة ثم الصعود للصلاة في المسجد النبوي أو في إحدى ساحاته الواسعة.
وما دام أن الحرم المكي الشريف والمنطقة المركزية المحيطة به تشهد حاليا مشاريع توسعة وتنظيم وتطوير وتوفير للخدمات العامة التي يحتاجها قاصدو المسجد الحرام فإنني آمل من الجهات المسؤولة عن التخطيط سواء أمانة العاصمة المقدسة أو الهيئة العليا لتطوير مكة المكرمة أم غيرهما ملاحظة أهمية التخطيط لإنشاء مواقف سيارات وافرة متعددة الأدوار في باطن الأرض تكون رسوم الوقوف بها مقبولة ولها مداخل من جميع الجهات الأصلية والفرعية للمسجد الحرام ولا بأس أن تكون المواقف على مسافة من الحرم وأن تستخدم السلالم الكهربائية للصعود من المواقف إلى ساحة الحرم، لأن مثل هذه المواقف المقترحة من أهم الخدمات الواجب توفيرها لقاصد بيت الله المعظم إضافة إلى توفير نقل جماعي لخدمة من لا يفضلون استخدام سياراتهم الخاصة في هذا المجال وأن يتزامن ذلك مع الحرص على بناء دورات مياه نظيفة ومخدومة وكافية.. وبالله التوفيق.
عكاظ 1432/9/6هـ