باب السلام.. ودور مكتباته
.. أول ما عرفت طريقي إلى مكتبات باب السلام في المسجد الحرام، يوم كلفني أخي الأستاذ محمد عمر خياط لشراء مجموعة من المؤلفات كان من بينها أربعة دواوين أصدرها الشاعر الكبير أحمد قنديل رحمه الله.
ومن مكتبة الثقافة.. ثم من مكتبات آل فدا، اشتريت بعد ذلك ثلث ما في مكتبتي اليوم من كتب التراث ومؤلفات أدبائنا وشعرائنا الرواد.
وفي مجلد ضخم أنيق الإخراج والطباعة أصدر فضيلة الأستاذ الدكتور عبدالوهاب إبراهيم أبوسليمان عضو هيئة كبار العلماء كتابه الأخير: «باب السلام في المسجد الحرام.. ودور مكتباته في النهضة العلمية والأدبية الحديثة».
وقد احتوى الإصدار على تاريخ شامل لما كان بباب السلام في المسجد الحرام من مكتبات لها أكبر الأثر في ثقافة أجيال من أبناء المملكة الذين كانوا يفدون إلى مكة المكرمة لتلقي الدراسة العليا بمدرسة تحضير البعثات أو المعهد العلمي أو كلية الشريعة قبل أن تتحول إلى جامعة هي جامعة أم القرى.
وفي كلمة الناشر -أبناء عبدالشكور عبدالفتاح فدا- سطور منها: «باب السلام منطلق التوهج الاجتماعي والثقافي وملتقى المثقفين والعلماء، حوى تاريخاً عريقاً. وقد كان جزءاً من حياة تميزت بإنتاج ونشر وتوزيع الكتاب واقتناء النوادر والمراجع وأمهات الكتب ومدارسة العلماء وطلاب العلم والحوار الثقافي وتبادل المنافع، لكن كل ذلك لم يسطر في كتاب، ولم يؤرخ للأجيال».
وفي كلمة «عرفان وتقدير» يقول فضيلة الأستاذ الدكتور عبدالوهاب أبوسليمان بصدر الكتاب: باب السلام في المسجد الحرام من خارجه ممثلاً في المكتبات، والمرافق الحضارية اختفى عن ناظريه منذ نصف قرن تقريباً (1375- 1424هـ)، فأصبح أثراً بعد عين، لم يبق من رجاله، وأهله الأفاضل الذين عاشوه إلا عدد قليل، ينقص عدد من بقي منهم عاماً بعد عام، وتشاء إرادة المولى جل وعلا أن يجمعني لقاء بالشيخ عبدالشكور فدا رحمه الله تعالى في شهر من شهور عام 1414هـ في إحدى المناسبات الكبيرة بمكة المكرمة، فجرى الحديث بيننا عن مكتبات باب السلام، ونشاط أصحابها، وآثار ذلك على التقدم العلمي، والمعرفي، والأدبي محلياً، وإسلامياً، وأهمية رصده وتدوينه، ومن خلال تلك المحادثة ظهر التوافق في وجهات النظر، والتطابق على أهمية اتخاذ خطوات عملية لإنجاح الفكرة، وذلك بتدوين تاريخي لمكتبات باب السلام، وجهود أصحابها، والتعريف بهم ما أمكن.
وصدق العزم، فمن ثم بدأنا جمع المعلومات، وتدوين المتحصل منها وتواصل الجهد المشترك، والعمل الدؤوب عبر عقد من السنين، والحمد لله جل وعلا أن منّ بالتوفيق والتمام، وها هي الثمرة ماثلة بين يدي القارئ الكريم بعد طول انتظار.
والواقع أن الكتاب سجل حافل بما لمكتبات باب السلام من دور في النهضة العلمية والأدبية الحديثة فجزى الله المؤلف والناشر بكل خير لما قدماه من عمل صالح.
* آيــــــــة :
يقول الحق سبحانه وتعالى في سورة النحل (من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون) آية رقم (97).
* وحديـــث :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من دل على خير فله أجر فاعله».
* شعر نابض :
للشاعر الكبير معالي الأستاذ حسين عرب رحمه الله، قصيدة بعنوان: باب السلام، يقول في ختامها:
كانت بجودك ساحة موارة
بالعلم والإحسان والإكرام
من لي بعهد مثل عهدك مقبل
بشريف معرفة وباب سلام
عكاظ/لإثنين 05/01/1429هـ