* عالمنا المكيُّ الجليل/ د. عبدالوهاب أبوسليمان، عضو هيئة كبار العلماء، وأحد النخبة الباحثين بدأب في التاريخ الإسلامي عامة، وفي تاريخ مكة المكرمة على وجه الخصوص: اهتم كثيراً بعثوره على مسودة كتاب (الثَّبت الكبير) من مكتبة كبير علماء مكة المكرمة في عصره وفقيه المالكية وقاضي محكمة التمييز بقرار من الملك عبدالعزيز رحمه الله عام 1361هـ/ الشيخ حسن المشاط (1317- 1399).. وهو الكتاب الذي احتفلت بإصداره «مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي»، بعد تحقيقه من قبل أستاذ الحديث المشارك في جامعة أم القرى/ د. محمد بن عبدالكريم بن عبي، والذي ترجم فيه «الشيخ المشاط» لشيوخه الذين تتلمذ على أيديهم وأجازوه، وقد كانت مكة المكرمة آنذاك في صدارة العواصم التي احتضنت علماء الوطن الإسلامي الذين جاوروا فيها لتدوين مؤلفاتهم.. بالإضافة إلى ما كان يُدرَّس في المسجدين/ الحرام والنبوي من: حديث، وعقيدة، وقرآن كريم، وتفسير، والفقه على المذاهب الأربعة، وعلم المنطق، والمواريث!!
***
* ولكل هذا التاريخ النابض بتقدم البحث العلمي: يحرص فضيلة الشيخ/ عبدالوهاب أبوسليمان على اقتناء هذه الكتب التي تضيف إلى علمه الغزير.. فوجد في «مؤسسة الفرقان» التي أسسها معالي الشيخ/ أحمد زكي يماني، وهو يكثِّف أنشطته الثقافية والبحثية على خدمة كتاب الله، وكرَّس هذه المؤسسة لإصدار مئات الكتب الدينية، والندوات، والفعاليات الثقافية التي يستقطب لها نخبة من علماء ومفكرين إسلاميين يعكفون على إحياء التراث وتجديد الفكر الإسلامي.
- ويقول معالي الشيخ/ أحمد زكي يماني: المؤسسة حصرت نشاطها في علوم القرآن، والفقه، والتاريخ، والفهرسة، وقد أنشأت فرعاً لها باسم: (موسوعة مكة المكرمة والمدينة المنورة)... أما المشاريع المستقبلية، فمن أبرزها حتى الآن: إقامة مركز دراسات مقاصد الشريعة الإسلامية لخدمة الفقه الإسلامي، وبعض هذه الأنشطة تنطلق من مناسبة اختيار: «مكة المكرمة عاصمة للثقافة الإسلامية»، ومن أهم ما ستصدره مؤسسة الفرقان: أسانيد الشيخ/ إبراهيم فطاني، من كبار علماء مكة، وكتاب «الضوء اللامع» للسخاوي في (22) مجلداً بعد تحقيقه!
* ومثل هذه المشاريع العظيمة: تخدم البحث العلمي، وتحافظ على تراث مكة المكرمة الذي ولد فيها وصدر عنها، بعد أن احتضنت في الماضي أبرز وأهم علماء الوطن الإسلامي، وأنجبت علماء مكة المكرمة.
***
* آخر الكلام:
* قال مؤرخ الإسلام/ الحافظ الذهبي:
- مكة المكرمة: كان العلم بها يسيراً في زمن الصحابة
ثم كثر في أواخر عصر الصحابة، وأيام التابعين
وفي أثناء المائة الثالثة: تناقص علم الحرمين وكثر بغيرهما.
A_Aljifri@Hotmail.Com

عكاظ/الأحد 25/03/1427هـ