شركة الكهرباء لا تبخلي على البلد الأمين

هذه دعوة لنناقش بكل صراحة موقف شركة الكهرباء من احتياجات مكة المكرمة، وأعني بذلك حالات خاصة وعامة. الخاصة هنا مرتبطة بمؤسسة عامة تابعة للدولة، والأخرى عامة تهم الآف المواطنين.

وحسب جريدة المدينة (12 يوليو)، فإن الشركة ممتنعة عن إيصال التيار الكهربائي للمجمع المهني والتقني في مكة المكرمة بالرغم من انتهاء المجمع وجهوزيته منذ 3 سنوات مضت، مما يعني في نهاية المطاف تلف الأجهزة المخصصة لتدريب الطلاب كما تلف توصيلات المياه والكهرباء وحتى الدهان، خاصة مع الجو القائظ الذي يخيم على البلد الطاهر معظم أيام العام.

إنه باختصار هدر للمال العام كما أشار مدير المعهد الثانوي الصناعي في مكة، وهو تعطيل لمصلحة عامة ولمشروع كبير يساعد على الحد من جحافل البطالة عبر تدريب مهني لائق.

وأما الحالة العامة، فهي حبس الكهرباء عن مخططات شاسعة من الأراضي الصالحة للسكنى، والعائدة إلى ذوي الدخل المحدود، وقد مرت عليها سنوات طوال في انتظار الخدمة، ولا أمل في الأفق حسب تصريح معالي أمين العاصمة المقدسة لهذه الصحيفة في 5 رمضان الحالي! لماذا تتهرب شركة الكهرباء من مسؤولياتها تجاه الوطن والمواطن؟ وإذا كانت كل هذه المساحات الكبيرة لا تستحق الخدمة فمن يستحقها يا ترى؟ سؤال أحيله إلى معالي وزير الكهرباء والماء بصفته المسؤول الأعلى، وأذكره بأن البلد الحرام يستحق لفتة حانية ونظرة لا يُشترط أن تكون استثنائية بل مساوية لما تحظى به بعض المناطق الأخرى في بلادنا الغالية!!

والناظر إلى المساحة السكنية في مكة المكرمة يدرك حتماً أنها قد لا تزيد عن ربع نظيرتها في الرياض أو جدة، والتي ربما تناقصت جراء عمليات نزع الملكيات مما يستدعي فعلاً إيلاء العاصمة المقدسة عناية سريعة ومستحقة!!

ومع ذلك كله، يبدو أن شركة الكهرباء غير عابئة بكل هذه الحقائق، وهي التي تدفع لها الدولة بكل سخاء لتخدم الوطن والمواطن، بينما هي تحبسها دون تبرير واضح ولا سبب مفهوم.

ولعلي أختم بتذكّير الشركة بحجم الدعم الهائل الذي تلقته مؤخرا، وقدره 51 مليار ريال! فهلاّ تتذكرون، وعلى مكة لا تبخلون!!

 

المدينة 1432/9/20هـ