مكة : مرحبا ..!

لم يكن رمضان هذا العام عاديا بالنسبة لى ولاسرتى، بل كان تاريخيا للحدث المكاوي والاسلامي, بتوفيق من الله عز وجل الذي سخر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في توسعة للحرم المكي،حيث احتفل المسلمون بالمشروعات الضخمة التي انطلقت في عهده الزاهر حفظه الله. المشروعات التاريخية الى تمت في توسعة المسجد الحرام التي ستضيف مليونا ومئتي ألف مصلٍ. وقد حرصت ان تكون حروف العيد عن تلك الفرحة لاني ولدت في جبل عمر بمكة وتربيت في المسفلة وقضيت أيام حياتي الطفولية في منزلنا بحوش «نتو»، ومازلت أتذكر أزقة تلك الأحياء الضيقة والسوق الصغير ودكان جدي المغطاة بالأشرعة دون نظام أمان او تأمين ولازالت صورة والدي في ذهنى يلبس عمامته يتكىء على (بسطونه) في محله بالسوق الصغير. أرى أيامي وأحلامي وتعبي وفرحي وأحزاني على كل أزقة مكة وجدرانها. * ولمكة المباركة في خاطري نكهة خاصة من الفرح تميزه عما سواه من المدن الأخرى.

نعم ان إنسان اليوم هو طفل الأمس، أينما يذهب ومهما يعمل ويكسب ويتعلم فطفولته ترصد أعماله واسترداده إلى أحضانها. إلا أنني مع المصلحة العامة مع ساعة مكة التاريخية الاسلامية ومع قطار المشاعر الذي سيربط بين مكة المكرمة والمدينة المنورة.واشعر بالفخر والاعتزاز بهذا العمل العملاق الذي تم في عهد والدنا مليك البلاد. وفخر مضاف الى التوسعة الجديدة التى تساندها أعلى المستويات من التقنية والأنظمة الحديثة في مختلف المجالات . فشكرا لكل من حمل حجرا ليضعه فوق حجر.. وكل من حمل غصنا ليزرعه إلى جوار غصن.. وكل من بنى.. وكل من غسل بعرقه ليرفع أمجاد مكة لتراها الشمس، شكرا لمن سهر من أجل أمن مكة وأمانها.وكل عام وانتم بخيرأعاده الله على أمتي وبلادي، قيادةً وشعباً بالخير والأمن والسلام.

 

 

جريدة المدينة - الخميس 3 / 10 / 1432هـ .