أمانة العاصمة خرجت من ثوبها التقليدي

بين حاجة ملحة وظروف عملية مرتبطة بالمواسم وخروج رؤوس الأموال من مكة المكرمة وتوجهها صوب محافظة جدة بحثا عن الاستثمار السياحي المجدي غابت المناطق الترفيهية بمكة المكرمة وانحصر توجه سكانها لقضاء إجازاتهم الأسبوعية في الحدائق العامة المفتوحة وما يعرف بمواقف حجز السيارات بالطرق الخارجية فيما يتوجه الموسرون منهم إلى محافظتي جدة أوالطائف.

وخلال إجازة عيد الفطر المبارك وجدت أمانة العاصمة المقدسة نفسها داخل دائرة التنافس بين أمانات المدن والبلديات فسعت لإعداد برامج ثقافية وترفيهية تتوافق وطبيعتها وموقعها ومكانتها بالعالم.

وبرز التخطيط لخروج الفعاليات بشكل يؤكد أن أمانة العاصمة المقدسة تسعى للخروج من ثوبها التقليدي المتعارف عليه لدى الكثيرين إلى ثوب أكثر أناقة وجمالا يؤكد قدرتها على محاكاة الواقع مع الحفاظ على الأصالة والتراث فقدمت رغم إمكانياتها المتواضعة وغياب الرعاة خلال إجازة عيد الفطر المبارك وعبر عدة مواقع منتشرة بأحياء مكة المكرمة العديد من البرامج الثقافية والترفيهية من خلال خطة عمل اعتمدت على تلبية احتياجات الرواد وإشباع رغباتهم بكافة مستوياتهم السنية فكان التنظيم العملي خطوة أولى نحو التخطيط الناجح تلاه الاختيار الموفق للفعاليات بدءاً من المسرحيات التي أعادت للأذهان قصص رواد المسرح السعودي من أمثال الأستاذين أحمد السباعي ومحمد عبدالله مليباري ـ رحمهما الله ـ إضافة إلى الرقصات الشعبية بالمملكة وتلك التي قدمها الإخوة من أبناء الجاليات الإسلامية المقيمة بمكة المكرمة ومن تراث مضى وحضارة نفخر بها برزت ألعاب السيرك الصيني كخطوة جديدة تنفذ بمكة المكرمة .

وان كانت أمانة العاصمة المقدسة قد خططت برامجها بهدف تقديم خدمات ثقافية وفنية لأبناء مكة المكرمة والمقيمين فيها خلال أيام عيد الفطر المبارك فان أبناء مكة المكرمة خاصة المرتبطين منهم بعلاقات مع المعتمرين باتوا فخورين بمثل هذه البرامج خاصة حينما تطرزها كلمات المديح والثناء من المتخصصين في الثقافة والفن.

فمن خلال زيارة قصيرة لأحد مواقع الاحتفالية وتحديدا موقف حجز السيارات بطريق مكة المكرمة ـ جدة السريع وبصحبتي الأستاذ / مصطفى شنار معد ومنتج برامج ثقافية بالتلفزيون التركي وأسرته وجدت نفسي فخورا وأنا استمع لكلمات المديح والثناء التي طرزها على ما شاهده من فعاليات كانت حتى عهد قريب غائبة عن ذهنه.

وحينها أدركت أن الأمانة لم تنجح وحدها في اجتياز إجازة عيد الفطر المبارك إذ شاركها النجاح كل من شاءت الظروف أن يزوره معتمرون من خارج المملكة ليجــــــد البعـــــيدون عن تراثنا فرصة مناسبة للإطلاع على تراث غائب عن أذهانهم .

وما نأمله من رجال الأعمال بالعاصمة المقدسة أن يسعوا لدعم مثل هذه البرامج التي تحفظ تراثنا وتعمل على نقله لشعوب العالم العربي والإسلامي.
ولعل الفرصة القادمة مناسبة لهذا الدعم من خلال مسابقة الخط العربي العالمية بمكة المكرمة التي ستنظمها الأمانة وأبدى أكثر من 450 خطاطاً عربياً ومسلماً رغبتهم في المشاركة بها.

الندوة 1432/10/9هـ