نقاط التفتيش ومعاناة الانتظار!!
هل هو قدر أن يظل أهل مكة المكرمة و المقيمون فيها خاضعين دائماً لمعاناة الانتظار عند نقاط التفتيش الواقعة على مداخلها من جميع الجهات ؟
و هل هو قدر أن تظل أساليب التفتيش تقليدية حتى لو أدى ذلك لاصطفاف المركبات لعدة كيلومترات و انتظار قد يمتد إلى ساعات ؟
إننا في مكة المكرمة نخضع لتفتيش المرور و الجوازات على جميع مداخل مكة المكرمة ، من جدة بطريقيها القديم و السريع ، و من المدينة المنورة ، و من الطائف بطريقيه الكر و السيل ، و من الليث و القنفذة ، و ذلك على مدار الأيام و الليالي ، و تزداد المعاناة خلال مواسم رمضان و الحج.
و لازالت الجهات المعنية بالتفتيش تستخدم نفس الأساليب ، و لم تطورها بما يختصر فترات الانتظار ، و يخفف العنت الذي يلحق بالمواطنين و الزوار للمدينة المقدسة حرسها الله.
و في تصوري أن اتخاذ بعض القرارات و الإجراءات كفيل بتخفيف مظاهر التفتيش ، و كذلك تقليل حجم و أعداد الناس و المركبات التي تخضع للتفتيش على الطرق المؤدية إلى مدن منطقة مكة المكرمة كلها و ليس مدينة مكة شرفها الله.
فأما ما يتعلق بمواقع التفتيش الدائمة فلو تم تحريكها على مستوى المنطقة إلى دائرة أوسع تشمل المدن الرئيسية الثلاث مجتمعة و هي مكة المكرمة و جدة و الطائف فإن نقاط التفتيش ستنخفض بشكل كبير و تُصبح فقط عند الدخول لهذه الدائرة الأوسع أو الخروج منها ، و كذلك حجم المركبات و أعداد الناس الذين سيخضعون للتفتيش ستنخفض بشكل كبير. و هذا من جهة سوف يخفض مظاهر التفتيش في الأوضاع العادية إلى الحد العادي و الطبيعي ، و من جهة أخرى سوف يوفر طاقات و جهود الجهات المختصة لأعمال أكثر جدوى و فاعلية.
و أما ما يتعلق بأساليب التفتيش فإن تحديد مسارات لكل نوع من المركبات و ركّابها سوف يخفض فترات الانتظار بشكل كبير خصوصاً لمن لا يخضعون في العادة لتفتيش مثل الحجاج القادمين من الخارج ، و أنا أستغرب لماذا حتى الآن لا نستخدم مثل هذه الأساليب في نقاط التفتيش الدائمة و نقاط الفرز التي يتم إقامتها في المواسم ، و هي أساليب متبعة في أماكن أخرى من العالم !!
فلو تم تحديد مسارات خاصة لحافلات الحجاج ، فإن ذلك سوف يقلل -إن لم يمنع- أوقات انتظارهم عند نقاط التفتيش ، فهم ضيوف الرحمن و أولى بالرعاية و التيسير ، بحيث لا نزيد مشقة إلى ما يتحملونه من مشاق حتى يصلوا إلى مكة المكرمة. و أيضاً تخصيص مسار لحافلات و سيارات حجاج الداخل ، باعتبار أن لهم إجراءات مختلفة أيضاً إكراماً لهم و اختصاراً لفترات انتظارهم. و مسار لسكان مكة المكرمة الذين يترددون على جدة يومياً طوال العام ، و مسار لشاحنات نقل البضائع.
وهذا بالطبع يستلزم أن تخضع المسارات لتفتيش عشوائي للمخالفين للتخصيص ، و الحزم مع قائدي المركبات ، و معاقبة كل من يخالف منهم التخصيص و يستخدم مسار غير المسار المخصص له ،
و مثل ذلك -من حيث المبدأ- لنقاط الفرز في شهر رمضان المبارك.
إن مثل هذا التخصيص سوف ينظم عمليات التفتيش و يجعلها أكثر فاعلية ، و يقلص أطوال صفوف المركبات التي تمتد لكيلومترات في بعض الأوقات ، و يقلل فترات الانتظار بشكل كبير.
و لذلك فإنني أضع هذه المشكلة و المقترحات لمعالجتها تحت أنظار وزارة الداخلية وامارة منطقة مكة المكرمة و كلي ثقة في صدور التوجيه بما يعالج الوضع سواء بالأفكار و المقترحات التي وردت في المقالة أو بغيرها. و الله ولي التوفيق.
جريدة المدينة - 10 / 11 / 1432هـ