احترام قدسية المساجد واجب
احترام قدسية المساجد واجب
ولئن قال ذو الجلال والإكرام في محكم التنزيل في سورة الأعراف: (يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين) فليس معنى هذا غير الحرص على الدخول بما يليق من الملابس التقليدية اللائقة، وليس ما هو مزركش منها بالإكسسوارات على العبايات النسائية والعطور الفواحة التي تصلح المرأة أن تستخدمها في الأفراح والليالي الملاح، ولكن في بيوت الله والمسجد الحرام خاصة لا .. وألف لا !.
لكن المؤسف أن الذي رأيناه في ليالي رمضان وما تلاه من أيام شوال في العيد وما بعده غير لائق أن تأتي به النساء إلى المسجد الحرام.
فالمسجد الحرام.. وكل ما في الأرض من مساجد إنما تقصد للعبادة والتقرب إلى الله بالعمل الصالح من صلاة وطواف وذكر الله أكبر. وهنا أسأل: أين المرشدات الصالحات اللواتي يمكن لهن بالكلمة الطيبة، والتوجيه الرشيد أن يوجهن النساء بما يجب أن يأتين به إلى المسجد من ملابس، ولفت انتباههن إلى عدم استخدام العطور التي لا يليق لهن استخدامها ما دمن يردن المسجد؟!. وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فإن ثمة اقتراحا بإصدار كتاب، أو بروشور يوضح بالكلمة والصورة مداخل المسجد الحرام والمواقع المخصصة للنساء بالجانب الشرقي، أو الناحية الغربية شريطة أن يكون بأكثر من لغة ليستفيد منه المواطن والمعتمر والحجاج خاصة ونحن على أبواب موسم الحج إذ بدأت قوافل ضيوف الرحمن تترى بعضها إثر بعض. كما يمكن إصدار البروشور أو الكتاب في اسطوانات (CD) وترسل سلفا للسفارات لتوزيعها على الحجاج ليتعرفوا على المواطن التي على الحاج أو المعتمر ارتيادها من قبل وصولهم مكة المكرمة. كما أن من المهم توجيه فرق الكشافة من بنين وبنات لتوجيه الطائفين والمصلين لما هو أفضل من السلوك فكثير من الحجاج وخاصة القادمين من الأرياف هم بكل تأكيد يجهلون حتى ما يجب وما لا يجب وما يحل وما لا يحل.
إنني لا أكتب عن الحجاج القادمين من خارج المملكة فقط، وإنما أتكلم عن الحجاج والمعتمرين رجالا ونساء من أبناء المملكة الذين بدأت بالحديث عن ملابسهم وعباءاتهن المزركشة، وروائح الكولونيا التي تطرح ذا اللب، وأرجو أن لا يأتي رمضان القادم إلا وقد اتخذت الرئاسة ما يحول دون تكرار ذلك.
جريدة عكاظ - 10 / 11 / 1432هـ