انطباعات ابن مكة حول الحج
القارئ المكي أبو مؤيد، له تأملات جديرة بالاهتمام حول موسم الحج هذا العام، وقد بعث إلى أفياء بانطباعاته ويسرني هنا أن أنقل بعضا منها إلى القراء وإلى المسؤولين عن إدارة الحج لعلهم يجدون بينها ما يجدر الأخذ به.
أبو مؤيد يثني على بنك التنمية الإسلامي الذي يقول عنه إنه يتولى الإشراف على أداء خدمة جليلة للحجاج وهي التوكل عنهم بالذبح، سواء كان أضحية أو هديا أو فدية أو صدقة أو غير ذلك، وقد كان الحجاج في السابق يذبحون بأنفسهم وغالبا لا يستفاد من الذبائح بصورة كاملة فيذهب جزء منها هدرا، أما الآن، فإن البنك يسعى إلى تحقيق استفادة أشمل وأفضل مما ينحر من الذبائح، ومن ذلك إنشاؤه مصنعين لاستخلاص الجلاتين الحلال (100%) وهو أول جلاتين حلال سيصدر من العاصمة المقدسة، والجلاتين كما هو معروف يدخل في عدة صناعات مثل كبسولات الأدوية والحلويات وغيرها. إلا أن الطريقة التي يوزع بها البنك اللحوم على فقراء مكة مازالت عشوائية وتحتاج إلى شيء من التنظيم وزيادة نقاط التوزيع، وذلك لتلافي ما يحدث الآن من تدافع الفقراء وتناحرهم من أجل الحصول على نصيبهم من الأضحية.
كذلك هو يثني على الخطة المرورية لهذا العام فقد كانت ــ كما يصفها ــ ممتازة منذ دخول طلائع الحجيج إلى مكة، وبسببها استطاع المقيمون في مكة التنقل بيسر وسهولة، أكبر مما اعتادوا عليه في الأعوام السابقة حين كانت سيارات الأجرة المخالفة تزحم المنطقة المركزية والمشاعر المقدسة، إلا أنه مع ذلك، مازال هناك بعض المخالفين من أصحاب الونيتات الذين يحملون الركاب في أحواض سياراتهم وفي ذلك ما فيه من الخطر على سلامة الركاب، ويتوقع من إدارة المرور أن تلتفت مشكورة إلى هذه الناحية المنافية للسلامة وللمظهر الحضاري الحديث.
الملاحظة الثالثة حول مياه زمزم، فهو يقول برغم أن خادم الحرمين الشريفين حفظه الله أنشأ مصنع مياه زمزم المعبأة بطريقة صحية ونظيفة في عبوات تسر الناظرين إلا أنه للأسف مازال مكتب الزمازمة الموحد يعبىء مياه زمزم يدويا عن طريق الصهاريج في جوالين يوزعها على مساكن الحجاج، فلم لا يطلب مكتب الزمازمة من مصنع مياه زمزم أن يقدم له مياها في عبوات شخصية بحيث تكون لكل حاج حصة خاصة به من ماء زمزم لا يشاركه فيها أحد. إن ذلك أدعى للنظافة ومقاومة الانتشار السريع لعدوى الأمراض..
أما الملاحظة الأخيرة فهي اقتراحه بأن تتولى مصانع البحص والخرسانة تعبئة كميات من الأحجار الصغيرة كي توزع على مساكن الحجاج لاستخدامها في الرمي، بدلا مما هو قائم الآن من التقاط الحجاج أحجار الرمي من مخلفات الاسفلت والمباني وذلك أثناء وجودهم في مكة قبل ذهابهم إلى منى يوم التروية.
عكاظ 1432/12/20هـ