الآثار بين الواقع والمأمول -1-
التراث العمراني الواقع والمأمول كان مدار حوار أجراه الزميل سعود الجهني في البرنامج الثاني استمعت إليه يوم الخميس أول أمس وكان محور الحوار كيفية المحافظة على ذلك التراث العمراني حيث تساءل - سعود - لماذا لا يكون لكل مدينة ملامحها العمرانية وضرب مثلاً بمكة المكرمة التي كان من المؤمل أن يكون طرازها العمراني طرازاً إسلامياً، وذلك كمثال إن ما ينطبق على مكة المكرمة ذاته ينطبق على المدينة المنورة التي فقدت شخصيتها العمرانية وتحولت إلى كتلة أسمنتية تحت طائلة التحديث، إن الاهتمام الذي تبديه هيئة السياحة ببعض الأماكن الأثرية والتاريخية أمر مهم ولكن الأكثر أهمية هو المحافظة على ذلك "التاريخ التراثي" الإسلامي الضارب في القدم لأكثر من 1500 عام فأكاد أجزم أن بلادنا هي الوحيدة على هذا الكوكب التي بها اثار إسلامية حقيقية لا وهماً ولا ظناً فليس هناك مكة المكرمة غير التي عندنا فهي المكان الذي شع منه نور الهداية والهدى فعلى بطحائها رسمت خطوات الرسالة وعلى ثُراها جرت أحداث لا يمكن إغفالها وهي مليئة بالآثار التي احتفظت بها ناهيك عن آثار أبي الأنبياء إبراهيم الخليل عليه السلام قبله بآلاف السنين، فهذا جبل حراء وجبل ثور، وهذا موقع بيت خديجة كلها آثار تاريخية إسلامية.
وهذا "الشعب" الذي حوصر فيه الرسول صلوات الله عليه لمدة ثلاث سنوات إن كثيراً من تلك الآثار اندرست أو تكاد بعضها تندرس تحت عوامل كثيرة.
وغداً نواصل
البلاد 1433/1/1هـ