ألازال لدينا ناد أدبي بمكة ؟
قبل إجراء انتخابات أعضاء مجلس إدارة نادي مكة الثقافي الأدبي كنا نقرأ ونسمع ونشاهد عن فعاليات وأمسيات أدبية وفكرية وثقافية ينظمها النادي بشكل دوري بين الفينة والأخرى.
وكان من بين المحاضرين شخصيات سعودية يتم استقطابها من خارج مكة المكرمة وكان هدف المجلس السابق حينها نشر الثقافة والمعرفة والاستفادة من تجارب الآخرين.
وفي لقاء أجرته معي القناة الثقافية السعودية العام الماضي قبل إجراء انتخابات نادي مكة الأدبي قلت إن حلقة الاتصال والتواصل بين النادي والمجتمع مفقودة.
وحينما أعلن عن بدء إجراء الانتخابات لاختيار أعضاء مجلس إدارة النادي استبشرنا خيرا خاصة وأن أعضاء النادي قد تسابقوا بوعود لو نفذ عشرها لعجزت الصحف المحلية والدوريات الأدبية عن نشرها.
وبعد إجراء الانتخابات وإعلان أسماء الفائزين في الثامن والعشرين من جمادى الآخرة الماضي لم تفقد حلقة الاتصال والتواصل بل غابت ولم يتم العثور عليها حتى الآن.
والفرق بين الفقد والغياب أن في الأولى إمكانية العثور أما في الثانية فان العثور عليها أمر صعب وهذا ما أكدته الوقائع وسجلته الحقائق فلم نعد نسمع أو نقرأ عن النادي وأنشطته شيئا يذكر حتى ظننت كغيري من أبناء مكة المكرمة أن النادي قد أغلق أبوابه بعد أن أعلن إفلاسه وعدم قدرته المالية على تنظيم أمسيات.
أو أن مكة المكرمة أعلنت إفلاسها فلم تعد تملك بين رجالها وشبابها ونسائها أدباء أو مثقفين، فماهي أسباب غياب النادي.
بعض المقربين من النادي وأعضاء مجلس إدارته تحدثوا عن خلافات بين رئيس وأعضاء المجلس عصفت بالنادي فلم يعد قادرا على تنظيم أي أمسية ثقافية.
وآخرون تحدثوا عن توجه النادي نحو السير بالنظام الأكاديمي المطبق بالجامعات اذ يشترط في المحاضر أن يكون أستاذا جامعيا وله بحوث ودراسات منشورة.
وآخرون يتحدثون عن سعي النادي لاستقطاب الشباب من طلاب الجامعات وحدهم وإبعاد من لايكون خريجا أو طالبا جامعيا !.
وبين أقوال هنا وأخرى هناك تذكرت ما قاله صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله الفيصل ـ رحمه الله ـ في حديث إذاعي قديم يوم سئل عن مؤهله فرد قائلا : “ الابتدائية ومشكوك في أمرها “ وهو ما يعني أن الأدب والفكر والثقافة لاترتبط بمؤهل جامعي فهو ملكة وموهبة تنمو مع الأيام وكم من أديب وشاعر أبدع بعيدا عن تخصصه العملي منهم على سبيل المثال لا الحصر الدكتوران عبدالله مناع وعصام خوقير وكلاهما أطباء لكنهما أبدعا في الأدب والفكر وغيرهم كثر.
وكم أتمنى من رئيس وأعضاء نادي مكة الأدبي الذين تسابقوا نحو أعضاء الجمعية العمومية إبان الانتخابات أن يعيدوا فتح أبوابهم ويفسحوا المجال لأدباء مكة المكرمة ومثقفيها فبقائهم على مقاعد المجلس دون نتاج أو عمل غير منصف لمكة المكرمة ومثقفيها وأدبائها الذين أكدوا في أكثر من موقع وحدث أن أم القرى تزخر بالعلم والثقافة والأدب.
الندوة 1433/1/19هـ