في وداع الأديب المربي الأستاذ حسين عاتق الغريبي
| الأستاذ المربي الفاضل: حسين عاتق الغريبي ..رفيق درب ومسيرة ..التقيته كثيراً على صفحات هذه الجريدة وغيرها من الصحف المحلية قديما وحديثا وفي مناسبات وندوات ولقاءات ثقافية عدة.
| تلقى تعليمه في مدارس مكة المكرمة ، ونال شهادة المعهد الثانوي للمعلمين ودبلوم الادارة المدرسية من جامعة أم القرى بمكة المكرمة.
| بدأ العمل مدرسا ثم وكيلاً ومديراً حتى تقاعد ..وكان خلال مسيرته التعليمية والتربوية مثالاً للاخلاق الفاضلة والتواضع الجم والاخلاص وحسن التعامل له مكانه مرموقة وسمعة حسنة بين رؤسائه وزملائه وطلابه.
| الف العديد من الكتب الأدبية والثقافية من أهمها كتاب (الغربال) من جزءين عن حياة الأديب الراحل : محمد سعيد عبدالمقصود خوجه وجمع أعماله الكاملة في مجلد واحد.
| بدأ تجربته الكتابية والشعرية في مجلة الرائد وعكاظ والمدينة والندوة في عهد صحافة الأفراد والمؤسسات ومازالت اسهاماته مستمرة في هذه الجريدة حتى الآن.
|شارك في اعداد الصفحات التربوية في كل من جريدة الندوة ومجلتي الرابطة والتجارة والصناعة وأشرف على الملحق الأدبي بهذه الجريدة في فترة من الفترات.
| اختاره مؤسس (منتدى الاثنينية الأدبي) بجدة الشيخ عبدالمقصود محمد سعيد خوجة مستشاراً ثقافياً فيه.
| سعدت بأن يكون أحد من ترجمت له في كتابي (من أدباء الطائف المعاصرين) في طبعتيه الأولى عام 1410 والثانية عام 1432هـ باعتباره من أبناء منطقة الهدا بمحافظة الطائف ومن قبيلة (النمور) التي يرجع أصلها في (ثقيف).
| أسر لي ذات مساء بأن من مشاريعه القادمة التي يأمل أن ترى النور قريبا كتاب (من تجاربي التربوية) و (ديوان شعر).
| كان دائم التواصل برفاقه وزملائه ومحبيه والسؤال عنهم اما بالمهاتفة أو المكاتبة ومنهم كاتب هذه السطور.
| ماذا أقول بعد هذه السيرة المشرفة التي تنبض بالريادة والمثالية عن رجل أفنى حياته في خدمة أمته ووطنه وقيادته بأمانة واخلاص ..بعد علمي بنبأ وفاته فجر يوم الثلاثاء 8/3/1433هـ.
| أقول: كان لنبأ وفاتك (يا ابا صلاح ) بالغ الحزن والأسى في نفوس أصدقائك ومحبيك وكل من عرفك وتعامل معك ..وحسبنا أن هذه مسيرة ..الكل عابرها لا محالة والبقاء لمن يرث الأرض ومن عليها، فغفر الله لك وأنزلك واسع جناته مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً، والهم ذويك الصبر والسلوان (وانا لفراقك لمحزونون). (إنا لله وإنا إليه راجعون).
| خاتمة: من شعر الراحل: (1)
| (في أحضان الهدا ينحدر الوادي الجميل بضفتيه المكسوتين بالعشب الأخضر وشريط النبع ينساب من علٍ يشكل منظراً بديعاً يسبي العيون..هنك في (حمى النمور) كانت لي هذه الوقفة.
|خذني إلى ذاك الحمى
فالقلب فيه قد احتمى!
واد اذا ما جئته
تلقى الطبيعة بلسما!
لي فيه يوم لم يزل
في خاطري مترنما!
سكن الربيع جباله
وغفا عليه وأنعما!
غدرانه مملوءة
بالغيث من رب السما!
والطير يصدح شاديا
لحناً يفيق النوّما!
أنا من هناك وفي دمي
يسري هواه منغما!
هواه حيث عشيرتي
لازلت فيه المغرما!
(1) من سيرته عن كتاب (من أدباء الطائف المعاصرين)
ط 2 ص 85 لعام 1432هـ
الندوة 1433/3/12هـ