طريق «بريمان ــ مكة السريع» يصب في عنق الزجاجة
بعد طول انتظار، تحركت وزارة النقل مشكورة بفتح طريق سريع آخر يصل ما بين مكة المكرمة وجدة من الجهة الشمالية لمحافظة جدة يصل إلى المدخل الشمالي للعاصمة المقدسة، (طريق بريمان ــ مكة) السريع، لتخفيف الضغط عن (طريق الحرمين).
الطريق يأخذ طابعا تفاؤليا بكل المعايير، فقد أخذ مسارا مختصرا؛ لا يتجاوز (30) كيلو مترا، ويتسع لأربعة مسارات في كل اتجاه.
مما يعد أحد أهم وأحدث المشاريع التي تعتمدها وزارة النقل في منطقة مكة المكرمة لخدمة الحجاج والمعتمرين وأبناء المنطقة بشكل عام.
الجميل في التصريح الذي نشر الأسبوع الماضي، هو أن أكثر من نصف الطريق قد تم إنجازه فعليا، وتبقى أقل من النصف.
وحسب ما نقل عن وزير النقل الأسبوع الماضي، سيدشن هذا الطريق بعد (300) يوم. وحسب تصريح وزير النقل أيضا، جرى التغلب على (جميع) العوائق مما ساهم في تسريع وتيرة العمل.
الكلام جميل، باستثناء أن هناك عائقا لم يتم التغلب عليه حتى الآن. وهو المصب النهائي لهذا الطريق السريع، أي (المدخل الشمالي للعاصمة المقدسة). فالسؤال هو: هل سيتحمل هذا المدخل كل هذا الضغط؟. حسب الوضع الحالي، كل يوم من أيام الدراسة، يواجه هذا الطريق، الأشبه بعنق الزجاجة، ضغطا مروريا للقادمين من (النوارية) و(البحيرات) و(الجموم).. ليتحول إلى هاجس مروري في الصباح وبعد الظهر. فما هو حاله لو (صب) فيه أيضا خط سريع قادما من جدة؟.
المطلوب هو أن يتم تطوير مدخل شمال مكة المكرمة في أقرب فرصة ممكنة، بل المطلوب هو أن يكون مشروع التطوير هذا من أولويات (أمانة العاصمة)، ليتم تنفيذه قبل أن ينتهي مشروع (بريمان ــ مكة السريع).
فمن المفترض أن تطور هذه المنطقة قبل أن يبدأ أو على الأقل تزامنا مع بدء مشروع الخط السريع الشمالي.
فإذا كان الطريق حاليا من (العمرة) وحتى (البيبان) يقف معضلة أمام مرور العاصمة؛ ومعهم كل الحق.. لأن استخدام الطريق يفوق طاقته الاستيعابية في الوقت الراهن، فإن الأيام المقبلة، بعد أقل من (300) يوم، ستفاقم من حجم هذه المعضلة عدة مرات.
رجاء نرفعه إلى أصحاب القرار، في إمارة منطقة مكة المكرمة، وأمانة العاصمة المقدسة، ووزارة النقل أن تتم دراسة مشروع مدخل مكة المكرمة الشمالي في أسرع وقت ممكن، وأن يأخذ الأولوية على كافة مشاريع الطرق، ليتم تطويره قبل نهاية الخط السريع القادم من شمال شرق جدة.
فحسب التصريح الصادر الأسبوع الماضي، سيأخذ الوصول إلى مكة المكرمة أقل من نصف ساعة، والمتوقع هو أن عبور عنق الزجاجة ــ بعد الوصول ــ سيأخذ ساعات، إذا لم يتم تدارك هذه المعضلة المرورية من الآن.
عكاظ 1433/3/13هـ