أين مدينة الملك عبدالله الطبية؟!
استبشر أهالي مكة المكرمة كثيراً حينما وجه خادم الحرمين الشريفين حرسه الله بانشاء مدينة طبية تشرفت بحمل اسمه.. لتغني مكة وأهلها من عناء السفر والذهاب الى جدة أو الرياض أو خارج المملكة.. وتبادل الناس التهاني بهذه المنشأة العملاقة.. ولكن وكما يقال (يا فرحة ما تمت) فالبداية كانت متعثرة.. والكوادر البشرية لم تكتمل.. وبعد ان لبيت كل متطلباتها.. وتشرفت بانطلاقتها برعاية كريمة ممن تتشرف بحمل اسمه.. فوجئنا بقصور شديد في نوع الخدمة المقدمة. فشروط التحويل اليها تعجيزية فلا الحالات الخطيرة تقبل ولا الحالات البسيطة تقبل واصبح يطغى على عملها البيروقراطية المفرطة تحت ظل شروط تضع كل العراقيل لدخول المريض وكأن هذه المدينة انشئت لـ (show) وليس لخدمة المحتاجين لخدماتها.. والدولة أعزها الله لم تنشئها لتقبع اسيرة اجراءات ادارية معقدة تضع كل المعوقات امام المستفيدين المحتاجين لخدمات هذه المنشأة العملاقة.
اننا نأمل من معالي وزير الصحة ان يتدخل مشكوراً لحلحلة هذه الشروط التي لا تتماشى مع الأهداف التي انشئت من أجلها هذه المؤسسة.. وقد تعالت الأصوات والشكاوى من هذه المسألة ولكن بقي الحال على ما هو عليه ولهذا نطلب من معاليه توضيح الأهداف التي انشئت من أجلها هذه المدينة وهل من يعملون على ادارتها على حق فيما يفعلون من تعطيل للاستفادة من الامكانيات الطبية الموجودة فيها؟!! وما ذنب الناس التي تذهب لتبحث عن العلاج في مدن اخرى والعلاج يقع اسيراً في مدينتهم في ظل اجراءات تعجيزية لن تجعل الاستفادة المطلوبة واقعاً ملموساً.
وأخيراً وفروا العلاج لمحتاجيه فالدولة أعزها الله لم تنشئها الا لهذا الهدف ووفروا للناس الراحة بدلاً من عناء السفر والترحال.. وارحموا الناس من عناء هذه التعقيدات فالألم الذي يعتصر مرضاهم يكفي.. وتذكروا ان من لا يَرحم لا يُرحم، نسأل الله ان يرزقنا واياكم الاخلاص في القول والعمل وان يجعل أعمالنا جميعاً خالصة لوجهه الكريم.
آخر السطور:
صوت الافعال اقوى بكثير من صوت الأقوال.
الندوة 1433/3/23هـ