حـارة اجيــاد
.. حارة أجياد في مكة المكرمة من الحارات الكبيرة التي تقع بوسط المدينة ولها شهرة تضارع أكبر المحلات.
أخي الكبير الأستاذ عبد الرزاق محمد حمزة، تفضل وأهداني كتابا بعنوان (حارة أجياد) برغبة التخلص منه على حد تعبيره لكثرة ما فيه من أخطاء تاريخية، وأغلاط لغوية وضع عليها ما يصلحها بالإضافة لتعليقات لاذعة، والغريب أن مؤلف الكتاب كما جاء على غلافه (أستاذ دكتور)، كما أن ــ وأعني الكتاب ــ قد صدر ضمن سلسلة (كتاب الرياض) دون أن يلحظ المسؤولون عن الاختيار ما يمكن إصداره ضمن السلسلة من عدمه.
ومع ذلك سأتجاوز كل ذلك إلى ما جاء في مقدمته عن مكة المكرمة إذ يقول المؤلف: مساحتها تبلغ حوالى 550 كيلومتر مربع، منها 88 ــ 95 كيلومتر مربع مأهولة بالسكان، وأما المنطقة المركزية المحيطة بالحرم، فتقدر بحوالى 6 كيلومتر مربع، وارتفاع عن سطح البحر 330 مترا.
ويرجع تأسيس مكة إلى أكثر من 2000 سنة قبل الميلاد، كانت بدايتها قرية صغيرة وهي عبارة عن وادٍ جاف تحيط به الجبال من كل جانب، فهناك جبل النور، وجبل ثور، وجبل عمر، وجبل أبي قبيس، وجبل خندمة، وجبل قيقعان، وجبل سبع البنات، وقد بدأ الناس التوافد على مكة في عصر النبي إبراهيم عليه السلام، وعصر النبي إسماعيل عليه السلام، وذلك بعد أن ترك إبراهيم عليه السلام زوجته هاجر وابنه إسماعيل في هذا الوادي، امتثالا لأمر الله، وبقيت هاجر وإسماعيل في الوادي حتى ظهر بئر زمزم، وكانت من القبائل الوافدة التي استوطنت مكة، قبيلة (جرهم) اليمينة، ثم قبيلة (بني خزاعة) وغيرها، وأثناء تلك الفترة رفع إبراهيم وإسماعيل قواعد الكعبة المشرفة، قال تعالى: (وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم).
مكة المكرمة تاريخ وتراث بأكمله، مرت عليها سنوات طويلة من الحياة، والدول والحكام، إن الذي يشاهدها في عام 1432هـ وقد اطلع على ذلك التاريخ القديم، ليجد الفارق الكبير في العمران والمنشآت، والطرق والشوارع، والأنفاق، والجسور، والكباري، والميادين.
آيــة : (ووفيت كل نفس ما عملت وهو أعلم بما يفعلون).
وحديث : «إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه».
شعر نابض:
إذا لم تستطع شيئا فدعه
وجاوزه إلى ما تستطيع.
عكاظ 1433/6/23هـ