الخلاف والاختلاف في الأندية الأدبية
لم أعد أدرك ما إذا كانت كلماتي ستسطر جملاً معبرة عن ألم انتاب الفؤاد بعد أيام قلائل وحزن كساه بعد فرحة سكنته وبسمة رسمت على الشفاه أم أنها مجرد سحابة صيف عابرة سرعان ما تمر دون أن تحدث ضرراً.
لكن الخلافات التي اشتعلت بوقودها الحارق لم تشر إلى سحابة صيف بل عاصفة شديدة اقتلعت الأخضر واليابس وأحالت الأرض إلى صحراء قاحلة .
وبالأمس الذي لم يكن ببعيد دونت هنا وعبر زاويتي المتواضعة كلمات أفرحت أبناء مكة المكرمة يوم وقف نادي مكة الثقافي الأدبي في خطوته الأولى بإدارته الجديدة مكرما للرعيل الأول من أدبائنا وأبديت إعجابي مقرونا بشكري لمجلس إدارة النادي الذي كرم أستاذنا الراحل أحمد السباعي ـ رحمه الله ـ لا بأمسية قصيرة سرعان ما ينتهي بريقها ببزوغ الفجر وحلول الشمس بل بخيمة أدبية تقف شامخة لتظل باقية .
غير أن الخيمة التي كنا نأمل في رؤيتها صامدة وثابتة سرعان ما عصفت بها الرياح لا الجوية التي يعرفها الجميع بل رياح الخلافات بين أعضاء مجلس الإدارة الذين تقدم البعض منهم باستقالته كالسيد / عبدالله فدعق والأستاذ نبيل خياط بأسباب قد يعرفها القريبون من النادي ويجهلها البعيدون .
والمؤلم ليس في استقالة السيدين الفدعق والخياط رغم أن خروجهما من عضوية مجلس الإدارة يشكل خسارة للنادي ومنتسبيه ورواده لكن الألم يكمن في أن النادي سيشهد خلال الفترة القادمة عاصفة جديدة من الخلافات داخل أروقته لتخرج إلى الوسط الثقافي والأدبي بمكة المكرمة محملة بهبوب عاصفة ستحمل دون شك الكثير من الألم وهو ما لا نود رؤيته داخل أروقة النادي الذي هبت قبل فترة قصيرة رياح باردة مكنتنا من الراحة والاستمتاع بها .
وكم أتمنى أن أرى بين القادمين من هنا وهناك من يقف منظما للأوضاع داخل النادي معيدا أمجاده التي ذهبت مع الخلافات المتلاحقة فالتغني بالمنصب والجلوس على مقعد داخل قاعة مجلس الإدارة ليس غاية أو مطمحا للجميع بقدر ما هو راحة واطمئنان وخدمة للمجتمع .
ونأمل أن يكون هناك تعاون وألفة بين المثقفين والأدباء بمكة المكرمة خاصة وأن خلافاتهم تشكل صدمة لجيل يأمل أن يستفيد من تجاربهم ويقتدي بهم .
ولو أن هناك تدخلات جيدة وتحركات مفيدة من أصحاب الفكر والرأي لأمكن اعادة المياه لا إلى مجاريها بل إلى منابعها وجداولها وبتحركها سيزال الركود الذي نخشى أن يعود مجدداً لأروقة النادي فلا نرى حينها قطرة ماء تروي عطشنا ويتحول النادي إلى مجرد مبنى.
الندوة 1433/7/3هـ