مكة تستحق الاحترام
مع التقدير لمعالي الأخ الكريم الدكتور أسامة فضل البار أمين العاصمة المقدسة، فإنني والغالبية من الناس لا نوافقه على ما صرح به فيما نشرته «عكاظ» يوم الأحد 20/7/1433هـ بقـوله : «لدينـا تفكير لمهرجان مميز.. مكة تستحق»، وذلك ــ كما نوهت الصحيفة ــ رداً على عتب محب نقل لمعاليه عتب بعض أهـالي مكة المكرمة من عدم وجود مهرجان ترويحي خلال إجازة الصيف.
فالعاتبون يا معالي الأمين يجهلون مكانة مكة.. والمحب الذي نقل إليكم عتبهم فيما يلوح لي يجهل قداسة مكة، وما يجب الابتعاد عنه فيها من ألوان الزينات والبهارج بجميع صنوفها، ولكنني لا أخالكم ــ وأنتم أحد رجال أسرة فضل وعلم ــ تعرف تمام المعرفة المكانة المقدسة لمكة المكرمة التي شرفها الله جل جلاله بالكعبة المشرفة، والمسجد الحرام، والمشاعر المقدسة، ما يوجب عدم تزيينها لأية مناسبة، وكذا عدم إقامة المهرجانات التي تنطلق فيها الألعاب النارية لتشتعل في سمائها المضيئة بأنوار البيت الحرام، وليس لكائن من كان أن يكون له دور في إنارتها.
ولقد سبق أن روى معالي السيد أحمد عبدالوهاب أنه عندما زار فخامة الرئيس السوداني إسماعيل الأزهري المملكة وأقيمت له الزينات بمكة وجدة عنفه جلالة الملك فيصل ــ رحمه الله ــ وقال له: «مكة لا تتزين لكائن من كان، فمكة فيها البيت الحرام زينة الدنيا وشرفها»
ثم أضاف ــ رحمه الله ــ: «زينوا جميع المدن إن شئتم لكن مكة تكفيها أنوار الكعبة المشرفة.. والقداسة التي أكرمها الله بها».
وأنا أستعيد اليوم تلك الدرر من كلام الملك فيصل عليه رحمة الله.. وأقول لمعالي الأمين: ثق أنني أقدرك، ولكنني في ذات الوقت لا أوافق معاليك مجاراة الغوغائيين الذين لا يعرفون ما لمكة من قداسة، وتتحول إقامة المهرجانات إلى استهزاء المسلمين، وبالذات الوافدين لمكة لأداء مناسك العمرة من أقاصي الدنيا للفرح بدخول بيت الله والاستمتاع بأنواره فتصدمهم أنوار المهرجانات الزائفة في البلد الذي يستحق الاحترام بما فيه من مقدسات تملأ رؤيتها قلوب المسلمين بهجة وسروراً.
عكاظ 1433/7/30هـ