ورحل منصف المطوفين وداعمهم
من الصعب أن نجعل كلماتنا ونحن نرثي عزيزنا مقياسا للتعبير عن حالة الألم والحزن الذي أصاب الفؤاد بفقدان من كان بالأمس بيننا مبتسما وغادرنا فحل الحزن وسكبت أعيننا دموع الفراق لعزيز سكن بين أضلع الجسد محبوبا بعطائه ومواقفه.
وحينما جاء النبأ المؤلم للقلب بوفاة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ــ رحمه الله ــ تحركت مشاعر الكثيرين ألما مواطنين كانوا أو مقيمين حجاجا أو معتمرين والذين سمعوا عن مواقفه الكثير وشاهدوا بأعينهم ما قدمه من عطاء يبتغي به الأجر والمثوبة فلا غريب يقصده أو فقير يسأله حتى ينال من العطاء ما يرضيه.
وكان ـ رحمه الله ـ يرى أن في خدمة الحجاج والمعتمرين شرف عظيم وأمانة كبرى وكانت مقولته الشهيرة “ ان خدمة الحجاج والمعتمرين والزوار شرف عظيم تتشرف به المملكة العربية السعودية وطنا وشعبا وملكا وتتشرف المملكة بخدمة المسلمين بهذه الفريضة وفي زيارة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم , وإنه شرف عظيم أن نخدم البيتين الشريفين وليس لنا فضل في ذلك بل نرجو رضا الله ثم رضا المسلمين في أقطار الأرض” مصدر فخر واعتزاز لكل مواطن.
وان كان ـ رحمه الله ـ يرى أن في خدمة الحجاج والمعتمرين شرف عظيم فانه كان حريص على دعم ومؤازرة مقدمي الخدمة فكان المطوفون وأعمالهم محط شكر وتقدير سموه إذ كان ـ رحمه الله ـ يدرك حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم وأكد ذلك في أكثر من مرة كان آخرها خلال استقباله لمعالي وزير الحج ومسئولي الوزارة ورؤساء مجالس إدارة المؤسسات الأهلية لأرباب الطوائف (المطوفون والأدلاء والوكلاء والزمازمة) مساء يوم الاثنين الموافق 29/09/1432هـ إذ قال ـ رحمه الله ـ “بصفتكم مباشرين للحجاج وتلمسون الأشياء أكثر، لرأيكم عندنا مكانته والاهتمام به، وقد شرفني سيدي خادم الحرمين الشريفين برئاسة لجنة الحج العليا، ونجتمع مرات في السنة ونتابع كل الأمور بدقة ونحاول أن نحسن من العمل ونعالج أي مشكلة، والمملكة لديها كفاءات علمية يدرسون هذه الأمور ويعطوننا آراءهم، وليس هناك أي مشكلة أن تجد وزارة الحج أي ملاحظة على أي مؤسسة من مؤسسات الطوافة، وأن تجد أي مؤسسة أي ملاحظات في التعليمات أو في بعض الأنظمة فهي ليست قرآناً منزلاً، وتعدل حسب المصلحة ولما فيه خدمة لحجاج بيت الله الحرام”.
وأضاف سموه ـ رحمه الله ـ قائلا : “نحن سنكون معكم وسندعمكم بكل ما يجب أن يتم وسندافع عنكم، وفي الوقت نفسه سنقول لكم بصراحة إذا كان هناك خطأ أو قصور، فكلنا إخوة وكلنا أبناء وطن واحد وكلنا شركاء في هذه المسؤولية، وقد تجدون ملاحظات على وزارة الداخلية ممثلة في رجال الأمن فلا تترددوا أن تقولوها لأنهم كذلك مواطنون وسخروا لخدمة الحجاج فهم بشر وغير منزهين عن الخطأ حتى يحاسب المخطئ”.
وقال: “معلوم المهمة الكبيرة الملقاة على عواتقكم ابتداء من معالي وزير الحج مروراً بالمسئولين في وزارة الحج وصولاً إلى رؤساء مؤسسات الطوافة، وهذه مسؤولية شرّف الله بها هذه البلاد ملكاً وحكومة وشعباً ولا نجد خيراً منكم يتولى هذه المسؤولية وعلينا جميعاً أن نقف معكم في كل شأن لهذا الواجب حتى يؤدي حجاج بيت الله الحرام حجهم بكل يسر وسهولة، ويعودوا إلى أوطانهم غانمين إن شاء الله”.
واليوم وقد رحل منصف المطوفين وداعمهم فان على المطوفين شيبا وشبانا أن يحافظوا على ما حظوا به من مكانة عالية لدى سمو الأمير نايف ـ رحمه الله ـ وأن يسعوا للدعاء له بالآجر والمثوبة والرحمة والغفران فقد كان ـ رحمه الله ـ خير سند لهم.
الندوة 1433/7/30هـ