إسـكان مكـة
تملك السكن في مملكتنا من أعظم المهام التي يقوم بها المواطن طوال حياته وخاصة إذا كان من ذوي الدخل المحدود وهم الأكثرية بالنسبة إلى من يمتلكون مساكنهم الخاصة، وفي مكة المكرمة تحديدا تفاقمت مشكلة الإسكان حتى لمن لم يتملك منزلا في حياته فالمستأجر في مكة المكرمة أصبح اليوم بين مطرقة ارتفاع الإيجار الرهيب وبين سندان قلة الوحدات السكنية أصلا خصوصا في ظل تسارع حركة العمران داخل محيط المنطقة المركزية وما جاورها بل وحتى ما بعد عنها كالرصيفة مثلا أو القشلة بسبب بعض المشاريع المساندة للمشروعات الأم في التخطيط الجديد لمكة المكرمة، وبدلا من تحرك وزارة الإسكان وتعجلها بإكمال وتجهيز فلل إسكان مكة المهجورة من سنوات وتسليمها لمن شاخت وجوههم وهم ينتظرونها سارعت بطرح هذه الوحدات للبيع بنظام المزاد!.. والسؤال الكبير المرير هو: لماذا تباع وهي حق مشروع لمن انتظر عقودا ليتملكها؟. ومن هم المستهدفون من وراء بيع هذه الوحدات؟، هل هو مواطن يمتلك أكثر من ثلاثة أضعاف القرض السكني المقدر بنصف مليون ريال بعد الزيادة؟، أم هو تاجر عقار وجد فرصة على طبق من ذهب ليتملك عقارا في منطقة حيوية مكتملة الخدمات ما عدا التشطيب؟.. ولاشك أن مصير هذه الفلل بعد البيع قد يكون إعادة تأجيرها على مواطن غلبان وكأنك يا أبو زيد ما بنيت!. الأمر الذي قد لا يعود بأي فائدة على طوابير صندوق التنمية العقاري في أم القرى ..
كم كنت أتمنى أن تكون الحلول لمن يستحق، ولعلي مخطئ في كل ما ذكرت.. فاللهم عجل بالخبر اليقين.
عكاظ 1433/8/7هـ